اللّقاءات النّبعية من نبعها الى مجراها الى سيلها الجارف..
كنت أعتقدالى وقت غير بعيد أنّ العلاقات التي نربطها عبر هذا الجهاز لا تعدو أن تكون إفتراضية وأنّ إنخراطنا فيها لا يعدو أن يكون وهما جميلا نحبّ ممارسته في عالم تنامت فيه الوسائل الوسيطية لتشكّل فيها الرّوابط عن بعد.وكنت شخصيّا في علاقاتي هذه أعتمد إدراكي الذّاتي وما ارتسم عندي وفي تصوري من ملامح شخصية الآخرين وكم كانت الإحباطات جمّة حين أتفطّّن الى بعض سلبيات ومخاطر هذه العلاقات المشوبة دوما بالحذر
وكم يراوغني هذا في لتعديل بعض الأندفاعات في خطوتي نحو الآخر .فأظلّ في تنافر مع نفسي حينا وتآلف حين آخر ...فهذه العلاقات عبر الذبذبات لا هروب من أن تنطبع بذبذبات هذه التّقنية وتحطّ بنا في عالم من العلاقات الغير منتظرة .
إنّها علاقات جذابة مثيرة وهي مغامرة بما تحمله من نكهة التّواصل الإنساني بيننا ولذّته وما يمكن أن تخفيه من مقامرة في المجهول.
ودعوني يا رفاقي هنا أن أجزم أنّ العلاقات في هذا النّبع الجميل ممسوسة بأصابع الملائكة ومنقوعة في عالم من الرّفعة والمحبّة والصّدق .
ردمنا الحدود وتجاوزناها وطوينا المسافات وصار الحلم حقيقة والإفتراضيّ واقعا .
فالعلاقات عبر هذا الحاسوب ومن خلال هذا الصّرح الأدبي الكبير كانت بيننا لغة وابداعا وتواصلا وتناغما وها قد توجّها اللّقاء على أرض الواقع و عمّقها وفجّر ينابيع صفاءها وودّها بيننا
فقد تمرّدنا على اللإفتراضي بتنزيلها في الوقع المحسوس وكم كانت الرّوعة كبيرة في استجلاء ما انبثق منها ...أصدقاء وصديقات في منتهى الرّوعة أفلتوا بفضل هذه اللّقاءات من دوائر ضيّقة وهميّة ليمتدّوا بالقلب في بساطة ودونما تعثر او توجس وقد تبدّدت كل غشاوة عنهم في الذّهن .
فهي نبعية من نبعها الى مجراها الى سيلها الجارف
فهنيئا لنا جميعا بهذا الدّرب الذي أسّست له فينا سيّدة النّبع وروحه عواطف عبد اللّطيف
وهنيئا لمن سلكوا هذا الدرب تعميقا للصداقة وما تشيعه في الروح من متعة
هنيئا لمن توّج جماليّة العلاقات هنا بلقاء يبقى محفورا في الذّاكرة....
وتمنياتي على الله ان يجتمع شمل الأحباب ويكون لنبعنا في هذا السّبق والتّفرّد بحيث يقولون
هذا مالا عين رأت ولا أذن سمعت في التّوادد والمحبّة والتّواصل.
همسة لصديقتي سلوى الغالية
أرجوك يا سلوى وأنت من تبرع في استخدام تقنيّة الإخراج للصور أن تؤثثي هذا المتصفّح بصورة من كلّ اللّقاءات التي تمّت في هذا النّبع الدّافق بيننا جميعا لتبقى ذاكرة حيّة هنا تدلّ علينا وتحكي عنّا .
وأرجو يا سلوى الاّ أكون قد أثقلت عليك الجهد .
التوقيع
لِنَذْهَبَ كما نَحْنُ:
سيِّدةً حُرَّةً
وصديقاً وفيّاً’
لنذهبْ معاً في طريقَيْنِ مُخْتَلِفَيْن
لنذهَبْ كما نحنُ مُتَّحِدَيْن
ومُنْفَصِلَيْن’
ولا شيءَ يُوجِعُنا
درويش
آخر تعديل منوبية كامل الغضباني يوم 12-06-2014 في 03:52 PM.