في وداعِ الصديقِ الراحلِ رمزت عليا ياصديقي.. رحلتَ دونَ وداعِ دونَ أن تدري حرقَتي والتياعي لم يزلْ صوتُكَ الحبيبُ بسمْعي كنتَ عذبَ الحديثِ عذبَ السماعِ كم شربْنا معاً سلافَ الأماني ونهلنا من كوثرِ الإبداعِ لم أصدِّقْ موتَ القصيدةِ يوماً حيثُ حاولتُ بالظنونِ خداعي ثم أدركتُ أنّني بعدَ جهدٍ لا أطيقُ الصّراعَ تلوَ الصّراعِ كم بنينا من الخيالِ خيالاً وتلاقينا في دروبِ الضّياعِ وانتشينا بذكرياتٍ عِذابٍ وهوينا في الريحِ بعدَ ارتفاعِ وبلادٍ كانتْ لنا واستُبيحَتْ وحدَها صارَتْ قصَّةَ المذياعِ جمعتْنا الدنيا وما كنتُ أدري كيفَ للموتِ أن يلوِّي ذراعي كم تحدَّى صبري الجميلَ وأَوْدى وأطاحَتْ رياحُهُ بشراعي ليسَ للموتِ موعدٌ.. فسواءٌ شأنُهُ في الإبطاءِ والإسراعِ يا صديقي ..الموتُ يأمرُ ينهى وكأنَّا القطيعُ وهوَ الراعي كنتَ فيضاً من المشاعرِ تحنو كربيعٍ مضمَّخٍ بالمراعي عشتَ في غربةٍ ومتَّ غريباً ذاكَ أنَّ البلادَ رهنُ الرّعاعِ كنتَ تشدو لها.. ليومٍ قريبٍ بفؤادٍ قد صارَ حبرَ اليراعِ نمْ قريرَ الفؤادِ.. نمْ في هدوءٍ لم يعدْ للأحزانِ يا صاحِ داعِ كم تمنّيتُ لو ترفرفُ بُشرىً فإذا بي مفاجَأٌ بالنّاعي ذكرياتٌ بيني وبينَكَ تبدو كيتيمٍ محطَّمٍ منصاعِ أيُّها الشَّاعرُ الجميلُ سلاماً من فؤادٍ مهشَّمٍ ملتاعِ