حوارٌ مع العقل.. عبد اللطيف السباعي في ليلِ ملْحَمةٍ أهَلَّ فطالا = ألْقيْتُ من تعَبِ الأنا أحْمالا ووضَعْتُ رأسِي فوقَ نمْرُقتي التي = طرَّزْتُها كقصيدتي مِنْوالا لمَّا غفوتُ رأيْتُني مُتسَلِّقًا = كَتِفَيَّ أسْتسْقي الرؤى شلاَّلا ورَقَيْتُ سُلَّمَ لحْظةٍ طَيْفِيَّةٍ = نحوَ انْبجاسٍ فوقَ رأسِيَ مالا بابٌ منَ الأنغامِ يَطْرُقُ مسْمَعي= خدُّ السحابِ بنورهِ يتلالا ففتحتُهُ فإذا حوارٌ دائرٌ = أصْغِي فيُوغِلُ في دمي إيغالا اَلذاتُ: تشْغَلُ في الجوارِ مساحةً = يا عقلُ نرْكُضُ صوْبَها أميالا فارْفُقْ إذا أرنو إليكَ تَشَوُّفاً = أو عِندَما أدنو إليكَ سُؤالا ما وجْهُكَ النَّمَطِيُّ؟ تجْريدٌ هَمَى = كالطلِّ منْ دِيَمِ الوجودِ وسالا؟ أمْ طَفْرةٌ مَرْئيَّةٌ مسموعةٌ = لا تستطيعُ عنِ المجالِ فِصالا؟ العقلُ: جوْهرُ نَسْمَةٍ هوَ أصْلُها = يبْقى إذا بَعُدَ الكيانُ وزالا أنا منْطقُ الأشياءِ في إطْلاقِها = وبدونِ قنديلي تشِطُّ ضَلالا فاسْتفْسِري عنْ عِهْنِ ذاكرةٍ إذا = فصَّلْتُ منهُ لجِذعِها سِرْبالا أوْ نهْرِ عاطفةٍ إذا أجْرَيْتُهُ = فانْسابَ في عطشِ القلوبِ نوالا أوْ أرْخبيلٍ للذكاءِ جمَعْتُهُ = في الأفْقِ أضْحى كوكبًا جوَّالا البحرُ بي شَخْصِيَّةٌ أفُقِيَّةٌ = يَغدو أجاجُ الماءِ فيهِ زُلالا والصخرُ منْ عَبَقي لسانٌ مزْهِرٌ = بالأقحوانِ إذا يَشِبُّ جدالا اَلذاتُ: أحْيانًا تسِحُّ غَرَابةً = يا عقلُ حينَ تخاطِبُ الأطلالا في شهْقتي البيضاءِ مسألةٌ طوَتْ = شكلَ التساؤلِ فاسْتوى إشكالا ما بالُ صوتِكَ في الزوايا يرْتدي = كفَنَ الخفوتِ فلا يُحِيرُ مَقالا؟ العقلُ: غيمُ السحْرِ حَيٌّ وَدْقُهُ = يأبى على الأحجارِ أن يَنثالا منْ هشَّ لي كنتُ الغِياثَ لحَقْلِهِ = ومَنِ اسْتخَفَّ.. عليهِ كنتُ وبالا اَلذاتُ: تنتبذ التحولَ موئلاً = أرَضيتَ بالزمنِ الحثيثِ مآلا؟ أطبيعةُ الحِرْباءِ شيءٌ ثابتٌ = أم قد تَخوضُ مع الزمانِ قِتالا؟ العقلُ: تاريخُ الوجودِ مِثالُهُ = بدْرٌ بَدا بعدَ المحاقِ هلالا خَزَّنْتُ في بَهْوِ السِّنونِ جواهِري = أكْوامَ تِبْرٍ ثاقِبٍ وتلالا ما خفَّ وزْنًا منْ خزائنِ ثوْرَتي = وغلا بقيمتِهِ وعَزَّ مِثالا وَزْنُ الحقيقةِ واحدٌ، في الكيْلِ لم = يَنْقُصْ لدَيَّ ولمْ يَزِدْ مِثقالا آيت اورير – المغرب 19/11/2014