آخر 10 مشاركات
العلة في العروض(علل الزيادة) (الكاتـب : - )           »          الزحاف الجاري مجرى العلة في القصيدة (الكاتـب : - )           »          اللَّهمَّ صلِّ على سَيِّدِنا محمد (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          سجل دخولك بنطق الشهادتين (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          دمـوعٌ خـرســــــــــاء .. !!!!! (الكاتـب : - )           »          محبك في ضيق..وعفوك اوسع ... (الكاتـب : - )           »          الزحاف المركب ( المزدوج) في العروض (الكاتـب : - )           »          الزحاف المفرد في العروض (الكاتـب : - )           »          أسماء القافية باعتبار حركات ما بين ساكنيها (الكاتـب : - )           »          في السماء بلا حدود (الكاتـب : - )



العودة   منتديات نبع العواطف الأدبية > نبع الأدب العربي والفكر النقدي > السرد > القصة القصيرة , الرواية,المسرحية .الحكاية

الملاحظات

الإهداءات
عواطف عبداللطيف من أهلا وسهلا : بالشاعر خالد صبر سالم على ضفاف النبع يامرحبا منوبية كامل الغضباني من من عمق القلب : سنسجّل عودة الشاعر الكبير خالد صبر سالم الى منتدانا ************فمرحبا بالغائبين العائدين الذين نفتقدهم هنا في نبع المحبّة والوفاء وتحية لشاعرنا على تلبية الدّعوة

 
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 05-21-2010, 01:50 PM   رقم المشاركة : 1
نبعي
 
الصورة الرمزية جاسم أحمد الحمود






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :جاسم أحمد الحمود غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي سيزيف

سيزيف

( 1 )
وقف سيزيف منهك القوى ، و العرق يغسل جسده ، و خلف المنصة يجلس كبار الآلهة ، يشربون الكولا .
خاطبه كبير الآلهة بابتسامته السماوية : سيزيف أيها البشري المغتر بقوته ، ألم تتعب؟.
هل أعجبتك الصخرة ؟ .
- تعبت ، تشققت يداي ، أحرقني حرّ الصيف ، و جمدني ثلج الشتاء ، ولكن لن أركع عندي بقية من الأمل .
- أي أمل يا سيزيف ! .
- أن يتحرر الإنسان من قيود الآلهة ، قد ينقضي زماني دون ذلك ، ولكن لا بد من زمن يلد رجالاَ ، يطهرون الأرض ، هذا الزمن قادم لا محالة ، لا أدري بعد مائة عام أو مائتين أو أكثر ، ولكنه قادم بلا ريب .
- حسناً اسمعْ يا سيزيف قررت الآلهة أن ترحمك ، ولن تغضب من كلامك ، فالآلهة أكبر من أن يثيرها كلام صعلوك مثلك ، سنعفيك من عقوبة دحرجة الصخرة ، و سننقلك إلى عالم بعيد لتعيش فيه ، وسنرى النتيجة .
نهض كبير الآلهة ، مدّ عصاه السحرية ، انطلق شعاع قوي ، أغمض سيزيف عينيه ، أحسّ بأنه يدور .
( 2 )
فتح سيزيف عينيه ، تأمل نفسه ، ضحك : ما هذه الملابس الغريبة التي ألبسها .
تطلّع حوله ، رأى على مسافة قريبة مدينة كبيرة ببوابةٍ ضخمة و أبنية مرتفعة .
دخل المدينة
الجميع يلبسون مثله ، أو الأصح هو يلبس مثلهم .
ركب سيزيف في الباص ، جلست أمامه صبية جميلة ، ابتسمت الصبية ، ابتسم سيزيف غمزت له ، غمز لها ، هبّتْ صارخة ، صفعته ، و انهالت الضربات عليه من كل الجهات .
مضى أسبوعٌ ، النقود تكاد تنفد ، صاحب الفندق أنذره بإخلاء الغرفة خلال يومين ، ماذا يفعل ؟ ! .
لم يجد عملاً حتى الآن ، و أكوام من قصاصات الجرائد تعلن عن حاجتها لموظفين وعمال .
( 3 )
طرق سيزيف على الباب بلطف ، ثم دخل .
وراء المكتب تجلس عجوز متصابية ، تغطي المساحيق الملونة وجهها ، و برغم الذهب الكثير الذي يطوق عنقها وساعديها بدا جلدها مثل جلد التمساح ، و أقعت خلف مكتبها كمسخٍ مشوه .
أخبرها سيزيف أنه قرأ الإعلان ، وأخرج من الحقيبة المنتفخة شهادته الجامعية وشهادة اللغة و الحاسوب ، كوّمها أمام السيدة الجميلة التي كانت تتأمل بنيته القوية وجسده الضخم فقالت له : ليس لدينا عمل، ولكن أنت بالذات لك عمل عندي ستكون حارسي الشخصي ، أنت قوي جداً ، ثم نظرت إليه باشتهاء ، و أضافت : وربما أستخدمك لعمل آخر ليلاً .
نظر إليها بقرفٍ ، و بصق في وجهها ، و خرج .
دخل رجال الشرطة غرفة سيزيف ، و جرّوه إلى السيارة .
وقف سيزيف ، نظر إلى المحقق خلف مكتبه ، تذكّر الآلهة .
ـ أنت متهم بالتحرش بسيدةٍ محترمة .
- أنا ؟ !! ..
أراد سيزيف أن يكذب التهمة ، و لكن العصي السحرية حطّمت أنفه .
- لن أتعامل مع النساء أبداً .
قال سيزيف بعد خروجه من السجن .
( 4 )
وقف سيزيف أمام صاحب الشركة رجلٌ بدين يجلس وراء مكتبه ، و مع أن باقات الورود كانت تزين المكان ، بدا الرجل نتناً ، وطغت رائحته الكريهة على عطر الورود الفواحة .
- ليس لدينا عمل .
شخر الرجل البدين ، و تأمل بنيته القوية ، و أضاف : ولكن أنت بالذات لك عمل عندي سوف ……
- تريد أن أكون زعيماً للمهربين عندك ، أبيع الموت والسم لأهل بلدي ، أنت خائن . صرخ سيزيف ، ثم تقدم نحو الرجل البدين ، ولكمه ، فحطم أنفه .
جرّ رجال الشرطة سيزيف إلى السيارة .
وقف سيزيف ، نظر إلى المحقق خلف مكتبه ، تذكّر الآلهة .
- أنت متهم بالتهجم على رجل أعمال ممن يخدمون الوطن .
- أنا ؟!.
أراد سيزيف نفي التهمة ، لكن العصي السحرية حطّمت أنفه .
- لن أتعامل مع التجار أبداً .
قال سيزيف بعد خروجه من السجن .
( 5 )
وقف سيزيف بأدبٍ أمام صاحب المكتب رجل أنيق يجلس وراء مكتبه ، وبالرغم من كل مظاهر النظافة بدا أثرٌ لسائلٍ هلامي في فوهة منخريه الواسعين .
- ليس لدينا عمل .
قالها الرجل النظيف بمكر ، ثم أضاف : لكن أنت بالذات لك عمل عندي سوف……
- ماذا ؟ !! . تريد أن أغتال غريمك في الانتخابات ، أيها القذر إزهاق الروح يجعلني قاتلاً . صرخ سيزيف ، ثم تقدم نحو الرجل الأنيق النظيف ، ولكمه ، فحطّم أنفه .
جرّ رجال الشرطة سيزيف إلى السيارة مع بعض الركلات الخفيفة .
وقف سيزيف ينظر إلى المحقق خلف مكتبه ، تذكّر الآلهة .
- أنت متهم بتهديد سياسي نزيه .
- أنا ؟ ! .
أراد سيزيف أن يتكلم ، لكن العصي السحرية حطّمت أنفه .
- لن أقرب السياسة أبداً .
قال سيزيف بعد خروجه من السجن .
( 6 )
استيقظ سيزيف من نومه ، وجد نفسه بثيابه القديمة على قمة الجبل ، و أمامه المنصة ، يجلس خلفها كبار الآلهة ، يلعبون ( الورق ) و أكياس البطاطا المقلية - التي ستكون من نصيب الفائز في اللعب - تتكدس فوق بعضها مثل جبل الأولمب .
نظروا إليه ، ضحكوا ، خاطبه كبير الآلهة بابتسامته السماوية : لماذا عدت يا سيزيف ؟ماذا جرى لأنفك يا مسكين ، يبدو مشوهاً ؟ .
ـ أرجوكم ، أريد أن أبقى هنا .
ـ ياللعجب ، العالم الذي كنت فيه عالم متقدم راق ، و يسبقنا بآلاف السنين .
ـ أرجوكم ، أريد أن أعود إلى صخرتي ، وداعاً .
لم ينتظر سيزيف ليسمع رأي الآلهة ، و انحدر راكضاً إلى أسفل الجبل حيث تنتظره الصخرة .






  رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:39 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
:: توب لاين لخدمات المواقع ::