حادثتان حدثتا في الولايات المتحدة الأمريكية في فترة زمنية لم تتجاوز الشهر..
الضحايا في الحادثتين هم عرب مسلمين..
الحادثة الأولى كانت في فبراير الماضي حيث قام رجل أمريكي يدعى جريج ستيفن (46 عاماً) بإطلاق النار على عائلة عربية مسلمة مكونة من ثلاث طلبة جامعيين، طالب سوري اسمه ضياء بركات وزوجته الفلسطينية يسر أبو صالحة وأختها رزان أبو صالحة في شقتهم بمنطقة شابل هل في الولايات المتحدة الأمريكية.. وذلك تعبيراً عن كراهيته للمسلمين.
ومن الواضح ان الموضوع لم يأخذ زخماً إعلامياً بحسب ما صدر من بعض الصحفيين الأجانب وبعض التعليقات من المقيمين هناك..خاصة وأن الضحايا عرب مسلمين..
تساءلت وقتها ..يا ترى كيف سيصيغون الخبر؟
هل سيقولون مسيحي أمريكي قتل ثلاثة من المسلمين؟؟
هل سيقولون الإرهاب المسيحي حصد ثلاثة من الأرواح المسالمة كم يقولون الإرهاب الإسلامي فعل كذا وكذا؟؟
لو حصل حادث سيارة وكان السائق مسلم فوراً يخرج الخبر بأن مسلم إرهابي هو المتسبب...
ولم يمضي شهر على الحادثة الأولى حتى عاجلتنا الأخبار بحادثة جديدة راح ضحيتها شاب مسلم في مقتبل العمر والمكان هو دالاس في ولاية تكساس الأمريكية..
الضحية هو الشاب العراقي أحمد الجميلي الذي وصل الى الولايات المتحدة منذ ثلاثة أسابيع فقط للقاء زوجته..تم اغتياله من مجهولين اثناء تواجده وزوجته واخيه أمام منزلهم وهم يلتقطون صوراً خلال سقوط الثلج الذي شاهده لأول واخر مرة في حياته..
هذا هو الشباب العربي المطارد بالموت أينما حل..حتى من ساعدته الظروف للخروج من دائرة الصراع في الشرق الأوسط يطارده الكره للإسلام الذي بات واضحاً خاصة وأن زوجته كانت مرتدية الحجاب مما يؤكد هويته الدينية..
وتحاصرني التساؤلات..ماذا لو حدث هذا لأي شخص أخر غير مسلم وكيف ستتعامل معه وسائل الإعلام في أمريكا والرأي العام في الشارع الأمريكي؟
ماذا يمكن أن يحدث لتنهض النخوة العربية المسلمة من سباتها وتعيد الاعتبار للدم العربي المهان عربياً ودولياً؟
أشعر بحزن عميق لهذه المأساة التى أودت بحياة شاب في مقتبل العمر لم يمضي على زواجه 20 يوماً..واتساءل من عمق حزني هل ستمتد بيوت العزاء في الدم العربي لتغطي خارطة العالم؟؟؟
عندما ودعنا ثلاث ضحايا من أنجح الشباب( ضيا وزوجته يسر واختها رزان) منذ شهر تقريباً تمنينا أن لا تتكرر الحادثة حتى لا تسيطر علينا فكرة الكره للإسلام ولكن على ما يبدو انه أصبح لداعش فرع في أمريكا متخصص في الاعتداء على المسلمين هناك..
لا شك ان ما يحدث من ترويج عربي وغربي على أن هناك إسلام متطرف تمثله داعش أعطى صورة مغلوطة عن الإسلام الذي لا يمكن ان يكون متطرفاً بأي حال من الأحوال..التطرف لا دين له ولا يمكن ان يٌلصق بديانة ربانية أنزلها الله سبحانه وتعالى من خلال رسله..
لماذا الصقت تهمة التطرف فقط للديانة الإسلامية ولم تٌلصق بباقي الديانات؟
هل ساهمنا نحن العرب المسلمين في إعطاء صور مغلوطة عن ديننا الحنيف فتجرأ اليهود والنصارى على استباحة دمنا؟
الإسلاموفوبيا (الخوف من المسلمين حد الكراهية) ظاهرة باتت تؤرق المسلمين المقيمين في دول الغرب رغم انهم نماذج ناجحة ومتفاعلة مع المجتمع بطريقة ايجابية..
وهل من المنصف ان تكون ردود الأفعال الغربية على المسلمين المسالمين في الغرب بهذه القسوة جراء ما تفعله داعش في بعض الأسرى الغربيين (طبعا داعش لا تمثل الإسلام بأي حال من الأحوال) لكن أفعال داعش الصقت قسراً بالمسلمين رغم انه حتى الأن لا أحد يستطيع ان يعرف من هي داعش ومن صنعها..
أتمنى السلامة لكل المغتربين المسلمين في المهجر وأتمنى أن يكون هناك دور لهيئة علماء المسلمين لنشر الوعي وتوضيح الفكر الإسلامي الحقيقي والتعريف بعدالة هذا الدين وسماحته..