قراءة نقدية في قصيدتي ( لاشيء ) للأديبة غالية أبو ستة
قراءة في قصيدة لا شيء
غالية أبوستة-بنت القضية
------------------------------------
أهدي قراءتي في قصيدة( لا شيء-)----للشاعر القدير الأخ عواد الشقاقي الفاضل
لما بذل فيها من تأمل وجهــــد----باحتراق على وطنــــــــه
وأمته--------لعلي قد أكـــون أوصــــلت له رسالتـــــــــي
التضامنية مني ومن وطني الجريح وأهلــــه لوطـــــــن كان
وطن كل العرب---لوطن السمـــــوق عراقنــــــــا المـــــــاجد
مع احترامي
وعاطر التحايا
لا شيء
الشاعر عواد الشقاقي
سربٌ يُحلِّقُ والفضاءُ رعودُ
ولهُ على هذا السبيلِ عهودُ
لم يعتدِ التحليقَ في أحلامهِ
في غير عصفٍ للسماءِ يُبيد
ولديهِ أجنحةٌ مُحطَّمةُ الرؤى
ولهُ التشبُّثُ بالغُبارِ صُعود
(بدأت القصيدة بالتقرير -وسرب -ورعود-هنا تعني الكثرة والجلبة
ومن عهود -
سرب أحلامه متنافرة ، لا تطمح للسموق حقيقة معاً-فأحلامها
بتنافرها مدمرة تفني الخير، والأمان والسلام وكل شيء جميل
ويملك أسباب التدمير(أجنحة مدمرة الرؤى) والعناد مع الجبروت
(الغبار هنا موحية جداً) حيث أن عدا الاتفاق والمصلحة العامة
هو كالغبار لا يساوي شيئاً)
ومداهُ في التحليقِ يرقى طامحاً
دونَ السماءِ فللسماءِ حُدود
ويتيهُ من فرحٍ يُراقِصُ ظِلَّهُ
وظلالُهُ فوقَ الصعيدِ صَعيد
(مداه في التحليق يرقى بالطموح لما هو لا يستحق-ولن ولا يكون
محققاً لمكاسب جليلة إنها دون السماء أي (دون السمق والارتقاء)
فظلاله فوق -الصعيد صعيد-يزيد الكرب كربا ----ولا أرى أن الشاعر
قصد غير الكرب بالصعيد الثانية وربما الاولى كذلك---أي كرب على كرب.)
فتكادُ تنخسفُ السماءُ بوقعِهِ
فلهُ اتساعٌ في الفراغِ شديد
وتكادُ تهوي الأرضُ أرضاً والمَدى
لاشيءَ واللاشيءُ فيهِ يَسود
( والسماء هنا السمق والرفعة تكاد تهوي وربما هوت بوقع هذا الضجيج
والسرب التائه الأحلام -----وإذا بحثت عما يحققونه -أو يرجونه بضجيجهم
كأنه اللاشيء -------هو ضجيج ونفير وفوضى بلا هدف سام)
إنَّ السماءَ على اتساعٍ دائمٍ
والسِّربُ متَّسِعُ الفراغِ فقيد
( السماء على اتساع دائم----هنا كأنك تقول أنه ليس
للأطماع نهاية فكلما يصل التحليق للمدى الذي يريد
يطمع في المزيد-----هذا إذا ما وضعنا في إدراكنا
أن السماء تعني أشياء كثيرة لنا منها الخير---الارض
علاوة على السموق
ولأن في كل مفارقة تتم هناك القادر المسيطر والضعيف
وإلا
لما كاان هذا الضجيج موجود في الفضاء كما الرعد
الوجود المؤرق هنا------المنتهي إلى اللاشيء
*****
صرخَتْ بفرطِ الزهوِ فيهِ يمامةٌ
قالتْ : منَ العَجَبِ العُجابِ وجود
لهُ في الصُعودِ إلى الفضاءِ وجودُهُ
ولديهِ أجنِحَةٌ ترى وتُجيد
وهو رمز واضح عن أحد طرفي الصراع في
النص-----لديه وجوده يدافع عنه وقوته وأجنحته
جعلت رؤياه هي المسيطرة
لم يحذرِ الآفاقَ وهيَ مخاطرٌ
أدنى أقاصيها الشموسُ السود
(يا الله كم هي حقيقة- مؤلمة هنا من واقع مؤلم-----الشموس السود
فلا يصلون للسموق ولا النور الهادي ---هي شموس حارقة سوداء الوهج بالدخان والحرائق---والنتائج)
فأجابتِ الأخرى يمامةُ عُشِّها
إنْ حلَّقتْ فبها الغُصونُ تَميد
بينما يرتفع صوت هو من الضعف بمكان أنه قابل
بما هو كان ------حتى مشاعره لا يكاد يحس بها
(يمامة عشها المستكينة ولا تطمح لا للسموق
ولا للحراك------تميد بها الغصون لو تحركت فقط
فهي في وضع بالكاد يسمح بحياة الجمود على
ما هو عليه------فلا طموح ولا حتى فهم واحترام
لمشاعر ها)
وإذا رأى التغريدُ فيها صوتَهُ
يُصغي إليهِ من الشعورِ حديد
صورة فظيعة لعدم الإحساس-التغريد يصغي له حديد بلا إحساس
بلا ضمير----سرب غريب مرعب حقيقة
قالتْ : حذارِ ي يارفيقةَ فرحتي
إنَّ الوجودَ من المماتِ لُحود
(وهي فرحة بحالها الذي يميد بها-حال الكفاف
والهنات-------فالوجود حولها كفون وموت----ولا شيء يستحق
بل الموت والفناء
إن الوجود أضحى وتكشف عن لحود------ماذا تبقى إذا مهما)
هيهاتَ أنْ يرقى السماءَ بأوجِهِ
في محضِ أجنحةٍ وهُنَّ جُرود
ولأن الواقع الذي رمز هنا عنه بالوجود
محض صورة لأجنحة ضعيفة جرداء
لا تقدر على التحليق -----وتصدق صورة
الشاعر هنا----------على شعوبنا التي لا
تملك أسباب الغلبة والصعود المجردة من
أبسط حقوقها------فلا رأي لها ولا حيلة-أو حول،
ولهُ من العَجَبِ العُجابِ بطبعِهِ
نقضٌ كما نقَضَ الحياةَ جُمود
(وتكررت من العجب العجاب لأن ما يحدث يشدَهُ المتأمل--أنها مفارقات تنقض نفسها
كما أن الجمود نقيض الحياة تماما)
إنَّ الفضاءَ محلِّقٌ بفضائهِ
وبهِ الوجودُ يطير وهوَ قَعيد
فتأوَّهتْ أخرى على ضيقٍ بها
قالتْ : رويدَكُما فذاكَ بعيد
ماقلتماهُ رؤىً بغير حقيقةٍ
إنَّ الخيالَ لديكُما مفقود
ليسَ الفضاءُ الحيُّ متَّسِعَ المدى
وكذاك ليسَ لدى الوجودِ وجود
ما يحدث يوحي بعبثية ما يحدث-فلا منطق -ولا تفاهم -----ولا تحقيق أهداف
فكأن الوجود هنا عبث لا طائل منه)
إنَّ الحقيقةَ وهيَ قلبٌ نابِضٌ
ويقومُ فيها الأمرُ وهوَ سَديد
(هذا رأي الشاعر البعيد عن العبثية فأنت إذن ترى
أن الحقيقة موجودة ولا تكون إلا بالحس والضميرالذي يوصل
للسداد----بالقلب النابض والضمير الحي النقي-------لكنه
هنا مهمش ولا قيمة له بين هذا اللجيج)
ألفكرُ فينا وهوَ مُضطرِبُ الرؤى
من قالَ في أنَّ الوجودَ صُعود
وأن كل ما أوصل للخلاف هو اضطراب الرؤيا
على أساس أن هناك من يعتقدون أن استمرار
الصعود على الجثث ورفات العدل هو الغـــــاية
بلَغَ الجِدالُ بهِنَّ حدّاً مُغبِراً
وعلا الصُراخُ وقد علاهُ شُرود
كلٌّ تَرى أنَّ المقالةَ قولُها
ومقالُهُنَّ سلاسِلٌ وقُيود
الجدال لمجرد الجدال --وهو كأسوأ جدال لا يوصل لحقيقة ولا لهدف
مما خلق حالة من ضياع وشرود الوعي----وفي الحقيقة لم تصل أي من اليمامات---
( أي فريق) هنا لما يريد من الصعود للاحلام أو بها ولا إلى السلام حيث أن تمسك كل برأيه دون
الاستماع لرأي غيره----------هو بقاء في قيود الذات الضيقة في الحقيقة---فأصبحت
أقوالهن وآراؤهن --------سلاسل قيود-------تبقي كي شيء من الخلاف في مكانه
فلا من تقدم،
ومضينَ في التحليقِ سرباً بائِداً
ومضى الفضاءُ بهِنَّ وهوَ رُعود
أنّى التفتْنَ وجدْنَ نوراً صاعِداً
للّانهايةِ عابراً ويَزيد
هكذا استمر السرب في تصعيد الخلاف والضجة-----بلا وضع نهاية تريح
وتعالى الضجيج أكثر فأكثر
هي حقيقة -------توصل لها الشاعر بتأمله فيما يحدث ووفق جداً----أحييه
ليسَ الفضاءُ الحيُّ متَّسِعَ المدى
وكذاك ليسَ لدى الوجودِ وجود
ألفكرُ فينا وهوَ مُضطرِبُ الرؤى
من قالَ في أنَّ الوجودَ صُعود
بلَغَ الجِدالُ بهِنَّ حدّاً مُغبِراً
وعلا الصُراخُ وقد علاهُ شُرود
الواقع الذي يلف البلاد في دائرة الخلاف
تجلى واضحاً في القصيدة
ولأن طبيعة الشاعر فيك ترنو للسلام دون
أن تقصد ربما------أو بقصد تمثلت الحوار
بين طيور المحبة والسلام-----فطبيعة الشاعر
وشخصيته---أثير سحري يدخل خلايا النص
ويكشف بعضاً من جوانب شخصيته الآملة
بالسلام------،واتفاق الرأي لمصلحة الوطن
فبدون ذلك يكون كل شيء عبث لا قيمة له
زد على ذلك ما قلته على لسان إحداهن،
كلٌّ تَرى أنَّ المقالةَ قولُها
ومقالُهُنَّ سلاسِلٌ وقُيود
قصيدة عميقة حوارية على ألسنة اليمام
ربما لأن السلام هو المفقود---كان هــــو
ما يديرُ الحوار على ألسنة اليمــــــام
ولأن مقالهن سلاسل وقيود فلا سلام
إنَّ الاختلاف وعدم الاتفاق على رأي
لا يوصل إلى ما يجعل الحوارمجدياً
كما أنَّ التفرد بالرأي والجزم بأنـــــه
(هو الحقيقة)يقتل الاتفاق والحقيقة
فإنكار كلّ رأي للاخر-يبعد الالتقاء
فكل يكتفي برأيه لا يتزحزح عنه-ويرى
فيه الصواب وكُنه( الحقيقة) لذا
لا يتم الالتقاء----ويعلو الضجيج والخلاف
والوصول إلى اللاشيء)
قصيدة من ضمير موجوع بما يجري حوله من صراع يزداد ويزداد-------ولا لقاء ولا التقاء على رأي يخرج البلاد من أزمة ---جعلت الحياة لا تطاق ---وجعلتها بلا قيمة كأنما كل يدور من عبث بالحياة يوصل لعبثية---أفقدت الأشياء قيمتها بما فيه الوطن ---والشموس لم تعد الشموس بل شموس سوداء
أحيي شاعرنا القدير عواد الشقاقي كما
وأحيي ضميره الحي
وأتمنى له المزيد من التقدم والارتقاء
وأتمنى أن أعود لأقرأ له تغريد حمام السلام
تقديري واحترامي
وعاطر التحايا