في عصر أحد أيام الصيف ، والوالدة كانت تخبز في التنور. قرع الباب ، ذهبت مسرعا وفتحته ، و اذا بي أفاجأ بضابط طيار ، طويل القامة ، بشاربين سود ، ويزين صدره اوسمة. شبكني بيديه ، وقبلني قائلا بلهجة بغدادية : صلاح انا ابن عمتك فلان !!!!!!! ناديت الوالدة ، ورحبت به والخجل كان يمزقنا تمزيقا. دخل الغرفة وجلس على الارض بلباسه العسكري. قدمت الوالدة له طعاما ، ثم الشاي ، فوجدناه كئيبا جدا ، ونحن كنا لا نقل عنه كابة وخجلا. وقال لي : صلاح انت حالا ترجع معي الى بغداد. سألته ، كيف وجدت البيت ، ولا احد يعرفنا ؟ فأجابني : جئت بجولة تفتيشية ، وفي مطعم القوة الجوية وجدت صحيفة قديمة فيها نتائج الامتحانات الوزاري ، فوقع نظري على اسمك ، فقلت لزملائي هذا ابن خالي ذهبت في الحال للمدرسة واخبرني المدير نعرف انه يسكن محلة الشهوان . كلفت احد الجنود وأوجد عنوانكم. بقي عندنا حوالي ساعتين ، وعند خروجه من البيت ، وضع في جيبي ثلاث اوراق نقدية لونها أحمر ( حسب ذاكرتي كل ورقة بعشرة دنانير ) وودعنا متألما ، دير بالك ابو صالح تلزمها علي حجة وادكول ام العشرة مو حمرة هههههههههههههه اخرجتها من جيبي في الحال وبكيت قائلا : انا لست شحاذا !!!!! قبلني وقال انا فلان ابن عمتك ، صلاح أنسيتني ؟ الوالدة ساعدتني في ذلك ، واضطر الى اخذها بصعوبة ، وبشق الانفس وكان كئيبا جدا ، وقال بغضب : صلاح حالا ترجع الى بغداد . اجبته ازوركم في العطلة القادمة. ذهب مثقلا بأنواع الهموم. انتشر الخبر بين اقربائي في بغداد . اسهم الغضب توجهت كلها الى والدتي دون رحمة !!! حتى سمعت احد اقربائي يقول : الدجاجة اتموت وعينها على الازبالة . يعني والدتي الفقيرة يبقى عينها على الزبل. تحملت والدتي المكافحة انواع النقد ، وصارت وا اسفي تتلقى اسهما بدون رحمة.هذه المرأة التي ضحت بكل سعادتها من اجلنا ، والتي صانتنا من المذلة والخنوع ، وغرست هي وابي رحمة الله عليهما عزة النفس والشهامة والصراحة في نفوسنا ونحن صغار. والتي بفضلها وبفضل ابي رحمة الله عليهما اصبحنا نميز بين الحق والباطل. ، هذه المراة التي تلقت اسهم الغضب بسبب عزة نفسها والتزامها بنصيحة والدي رحمة الله عليه ، تلاقي هجوما لا يستند على حق من اقرب الناس اليها !!!!!!! رحمة الله عليك يا امي الحنونة. اخوكم ابن بغداد الجريحة : صلاح الدين سلطان
يتبع
آخر تعديل عواطف عبداللطيف يوم 08-10-2015 في 12:54 AM.