آخر 10 مشاركات
دعوة،، للحرف نكهة معكم في رمضان ،، 10،، 1445ه ، 2025 م (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          ساحة ربيع بلا زهـر (الكاتـب : - )           »          ومضه (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          اللَّهمَّ صلِّ على سَيِّدِنا محمد (الكاتـب : - )           »          سجل دخولك بنطق الشهادتين (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          هـذا الصبـــاح .... (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          رَسَائِل تَأبَى الوُصًوًل (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          عبارات اعجبتني 2 (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          تاملات (الكاتـب : - )           »          خفقات .. (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )



العودة   منتديات نبع العواطف الأدبية > نبع الإيمان > من وحي الشهر الفضيل

الملاحظات

الإهداءات

 
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 08-13-2015, 10:05 AM   رقم المشاركة : 1
شاعر
 
الصورة الرمزية مهند الياس





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :مهند الياس غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي استذكارات الطفولة في رمضان ... بقلم:مهند الياس

استذكارات الطفولة في رمضان

بقلم: مهند الياس



(1)

من القرية ..الى المدينة .. هي مسافة بحجم العمر .. هي مسافة لاتطاق .. كونها تحمل بين غبـــارها وصورها المتخالطة اشياء ومفاجئات كثــــــــيرة .. وخاصة بالنسبة الى طفل لا يعي من الدنيا غـــــير مألوفها الفطري اليومي ..انه ينظر الى ما يجول حوله ولا يستطيع تفسير حتى ولو صورة واحدة .. الا من خلال الدهشة والاستغراب .. وربما الخوف والفزع .. في بعض الاحيان ,,!

(2)

كانت القرية في عيني الطفل .. هي النــــــــــاعور .. والماء .. والبساتين .. والقمر الذي يتدلى ويفرش هالته عبر السماء المطرزة بالنجوم الكثار ..واصوات الكائنات الليلية .. والشمس في النهار و وعندما تمد اذيالها عبر واجهات الجدران الطينية ويتغلل بعضها داخل فراغات الحجرات المغسولة بروائح الزمن العصيب و كثيرا ما يفرز مخالبه في الوجوه التي تتطلع الى السماء لتنتظر المجهول ..!


(3)

اعتقد ان الطفل في القرية .. كائنا مخلوقا من طيـن ابيض .. لم تحفر على (خامته)اية رسوم ..ذلك لان اعماقه كانت لينة .. وهواجسه لم تستوعب مــــــــا تنسكب في عينيه من مفاجأت .. انه لايعرف الصراخ .. ولا يعرف الفرح .. يل شيئا واحدا .. هو الرضوخ لطينة حياته البريئة .. انه يمشي بقلبه وهو حــــافي القدمين ..!

(4)

... لا اعرف كيف كانت الدنيا تنقلب امام الطفل بكل موازينها .. حين غادر النهر .. والقمر .. والــــليل والنخيل ..!
لا اعرف كيف كانت الدهشة ترتسم امام عينيه الممتلئتين بالدموع والانبهار واسرار الحزن الخفية البريئة .. هل كان يشعر بان ما يحس به
.. هو الذهاب الى حيث لا يدري فقط ..!
(5)

.. قال لامه التي تحتضنه .. وقد رأها غير مطمئنة لما يدخره الاب من مشروع رحيله من القرية الى المدينة ..
- الى اين نذهب يا امي ..؟!
- لم تجب على سؤاله .. بل نظر الى عينيها الممتلئتين بالدموع .. ومدت يدها على رأسه المشعث الذي لم بوظبه ابوه بمقص اصواف الخراف.كما هي العادة في القرية .و طمأنته بحنان صامت ..!

(6)


.. حين هبط الطفل في المدينة .. بداية لم تستوعب هواجسه مايرى .. اذ وجد ان عالما يكتنف مشاعره .. عالم يزدحم فيه كل شيء .. النساء متلفعات بالعباءات والرجال في ازيائهم المختلفة .. واللغط اليومي الذي تحدثه الشجارات والعراكات المختلفة .. ولاسباب كثيرة والمصابيح المعلقة في زوايا الازقة .. وسواقي المياه المتفرعة والتي تمتليء بالمياه القذرة التي تقذفها البيوت وكثيرا ما تشكل بقعا اسنة

تسد
الطريق على المارة وهي تحمل الشوائب العطنة ..!

(7)

.... وقتها .. راح الطفل يتظر الى ما حوله .. وهو مأخوذ بالدهشة ..و الغرابة .. يتلمس ما يتحرك امامه بنهم .. ونظراته تبحث عن ملاذ ..!

-
والمدينة تبدو امام عينه .. مثل بعبع مخيف .. ولكن في نفس الوقت
وجد فيها ما يداعب مخيلته وفرحه الذي يفاجئه في كل يوم بحالات كثيرة ..!



(8)

..... غدا رمضان .. وترى الناس يحتلفون بكرنفال عارم
فمعالم الزينة تتوزع عبر الشناشيل .. والابواب .. والنوافذ ..وصور الملك ( .. ولاادري ماعلاقة صور الملك بشهر رمضان) .. حيث ترش مقدمات البيوت بالماء .. وتسمع الصلوات من فوق المأذن باصوات المرتلين وكل شيء يزهو لاستقبال هذا الشهر الذي لم يسمع به الطفل من قبل وهو في القرية .. فالقرية لا تعرف الاحتفالات مثلما هي في المدينة .. انه ينظر الى الاطفال وهم يغنون باهازيج جميلة وعلى ضربات الدرابك .. وهويصغي باندهاش بالغ.. لقد طفحت في مشاعره السعادة ..وامتلا غبطة وفرحا:


- ماجينة يا ماجينة
- حل الجيس وانطينة

تنظونة لو ننطيكم
ابيت مكة انوديكم

هاي مكة المعمورة
مبنية ابجص ونورة

ويصيح احدهم .. ربما رئيس الجوق:

يا اهل السطوح... تنطونا لو اروح

ولما لم بفتح امامهم الباب .. يعودون ينشدون من جديد
ولكن باضافة جديدة:

ما جينة يا ماجينة
حل الجيس وانطينة

باب الشيخ والرعيان
دك الحجر برجيله

واحد طبك ليلو
واحد طبك مرجان
يضوي على السلطان

فتتوقف الشلة او الجوق عن الانشاد لبرهة .. تنتظر .. لتعود ثانية:

يا اهل السطوح تنطونة .. لو اروح
هاي مكة المعمورة مبنية ابجص ونورة

سربس على سربس ..
تنطونة لو نتكربس ..

الله ايخلي راعي البيت .. امين
وابجاه الله واسماعيل .. امين

.. فبعض البيوت .. لا تفتح ابوابها .. ولا اهلها يعطونهن شبئا .. فيرشون الماء من فوق على رؤسهم ليفرقوهم ..
فيصرخ الجوق ويصيح :

رشو علينه الماي يا بيت الفكر ..!

وينصرفوا ..!

وعندما يتعبون من اللف والدوران حول البيوت ..وقد امتلآت جيوبهم من الملبس – وهي قطع صغيرة من الحلوى) والنقود .. حبنذاك كل يذهب الى بيته بعد ان يتقاسمون النصيب ..!

(9)


قالت الام للطفل :
- تعال هنا سوف يضرب ا لطوب ..!
- .. وراح يفسر كلامها بشيء من الغموض ..!
- .. وردد: أي طوب !

... وضرب الطوب معلنا الافطار .. وارتفع الاذان في المأذن
.. وتقافز الاطفال وهم فرحين ويهرولون باتجاه بيوتهم .. اما بعض الرجال فيحثون الخطى مسرعين ليهيئوا نفسهم للافطار .. وبدت النسوة و يحملن على اكتافهن اطباق الطعام يوزعن عبر بيوت الجيران ..حيث مرقت امرأة
في بيت الطفل ..وهي تحمل صحنا كبيرا وهرول وراءها فرحا واغلق الباب ..!


(10)

تذوق الطفل طعم الحلاوة .. والبقلاوة .. والزلابية
والشكرية .. وبعض الاشياء التي لم يعرفها بل لم يتذوقها في القرية.. ولم يسمع بها من قبل .. وراحت نفسه ترتاح لهذه الاطايب من طعام المدينة ..!

(11)

قالت الام :
- سوف اذهب بك الى الملة رشيد....!
- وردد:
- الملة...؟!
- قالت:
- - ليعلمك قراءة القران ..!
- غمرت الطفل الفرحة .. وتدفقت في مشاعره نوبة من الزهو
- .. لانه سوف يذهب مع اقرانه ويحمل العليجة (وهي اشبه بالكيس يصنع من القماش) ..يعلقها على كتفه .. وفيها جزء من القرأن الكريم .. وعندما يخرج من الملله يصفق معهم .. ويصرخ كما يصرخون بفرح ويزعق كما يزعقون ويتعلم من عاداتهم الصحيحة والسيئة ..!

(12)

في عمق الزقاق الضيق وهو لا يبتعد كثيرا عن بيت الطفل الا بمسافة قصيرة يقع بيت المله رشيد ..يتوسط بعض البيوت الهرمة المتأ كلة الجدران والمنتفخة من اسفلها .. وقد بدا الباب
السميك المصنوع من الخشب الغليض و قد انشرخت بعض جوانبه و توزعت عبر حوافه مسامير كبيرة .. بينما ثبتت في وسطه من الاعلى مطرقة حديدية على شكل حدوة حصان
وتوزعت هنا وهناك كتابات وكلمات غير مفهومة .. وكتبت البسملة تحت المطرقة وبخط رديء..
توقفت الام امام الباب وطرقته بالمطرقة وتمتمت بكلمات خفيضة اذ تناهى الى سمعها لغط الاطفال وهم يرددةون كلام الملة بصوت عال .. وطرقت الباب لمرة او لمرتين:
- .. من ؟!
- - انا ..!

فتح المله الباب ببطء فاحدثت صريرا طويلا يصم الاذان .. وبان راسه من خلال الظلفة وهو ضخم واشعث من الخلف وبوجه ذي تقاسيم حادة وعينان جاحظتا ن وبصوت ابح .. قال:
نعم..!
اجابته الام ..:

وفقك الله يامله .,. هذا ابني مهند..

وبادرها قبل ان تكمل كلامها ..يبدو عاقلا ..!
- نعم ..
اجابته الام ..
واسترسلت :
واريد ان يحفظ القران الكريم ..
وهنا اجابها:
اذا كان شاطرا ..!
وناولته سلة صغيرة بداخلها بيضا مسلوقا وبعض الارغفة من الخبز .. وقالت له :
هذا للفطور ..!
وانصرفت!

مسك الملة بالطفل بقوة واقتاده الى الداخل .. وقبل ان يجلسه مع اقرانه فرك اذنه حتى شعر بالم حاد .. واوصاه:
- اريد ان تكون عاقلا .. وشاطرا .. ولا تكون لعينا .. وشيطانا مثلهم ..!

لم ينبس الطفل ببنت شفة . واجلسه بين الاطفال الذين راحو يتهامزون .. وبتهامسون فيما بينهم
وناوله جزء من القران وقال محذرا:
- اعتني به ولا توسخه خذ بالك ..!

جلس الطفل في الوسط وهو يوزع نظراته برهبة في وجوه الاطفال.. لكن شد ما اخافه .. هي العصى التي يمسك بها المله ويلوح بها مهددا كل من لا يطيع كلامه .. وفجأة هوت العصى على راس احدهم.. فصرخ :
- أأأأأأأأأأأأأخ ....!!

(13)


مضى اسبوع وربما اكثر من شهر رمضان .. والطفل يرتاد بيت المله .. ولم يحفظ اية واحدة
حيث الفرح والخوف لايجتمعان ..وصرخ المله:
- من منكم صائم..!
البعض قال انا .. والبعض بقي صامتا .. وفي اللحظة طرقت الباب بقوة .. فترك المله مكانه واتجه نحو الباب .. فتناول طبقا كبيرا كما يبدوو
انسل الى الداخل وبانجاه غرفة شبه مظلمة ..!

(14)

لم يعرف الطفل شيئا عن الفلقة .. سوى انه يتذكر ما قالته له امه ..يان المله سوف يضربك فلقه .. اذا تكلمت او عملت دون اذنه ..!

الان يشاهدا بالفعل ... طفل مطروح على الارض والمله يضرب قدميه بعنف ..وهو يصرخ ويستغيث .. ولما شاهد الطفل هذا المنظر المرعب ولى هاربا ...!

(15)

في ليلة القدر .. تتزين المدينة وتلبس اجمل حلتها ..شموع .. مصابيح وقراءات قرانية ومجالس ذكر حتى الصباح .. فالناس لاينامون هذه الليلة اكراما لمنزلتها .. قال الاب:
- سوف تكون معي اليوم ..!
- يمشي الطفل وهو يردد ...
- ماجينا ياماجينة
- حل الجيس وانطينه ..
- يمشي الطفل مشدوها منبهرا .. ماخوذا بما يرى ..!
- وعيناه تحتويان الهالات الواسعه التي تنثرها المصابيح عبر امتداد الشارع الرئيس والمزين
- بالنشرات الورقية الملونة ..اذ تمرق امامه السيارات وهي تطلق زعيقها وتنفث
- دخانها من الخلف ...ويتظر الى زحام الناس ويتطلع الى المدينة باحساس بريء شغوف
- ولكن هل ينسى القرية التي ارضعته من نور قمرها الجميل ..وشرب من سواقيها الصافية
- واكل الرطب الحلو من عذوق نخيلها الباسق..!


(16)


كبر الطفل .. واصبح في منتصف الستين .. وهو يجلس عند نافذة العمر .. فيرى رمضان مهموما .. حزينا ..يقرأ بين تجاعيده ماسي بحكاياتها الطويلة التي يندى لها جبين الزمن .. !!

التعليقات






  رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الشعر ... هل هو كائن .... بقلم :مهند الياس مهند الياس معلم اللغة العربية,المكتبة اللغوية,الأدب العربي ونقده 5 09-18-2017 10:58 AM
احترق فيك .... شعر:مهند الياس مهند الياس شعر التفعيلة 13 11-01-2015 10:17 PM
نكهة الابوذية العراقية ... بقلم:مهند الياس مهند الياس الشعر الشعبي وما يكتب باللهجة الدارجة (العامية) 8 01-14-2013 11:17 PM
الارنب ... قصة بقلم :مهند الياس مهند الياس القصة القصيرة , الرواية,المسرحية .الحكاية 4 10-06-2011 02:35 PM
التكرار في اللوحة .. واشكالية التباس القصد ... بقلم :مهند الياس مهند الياس نبع الفنون, الصور والكريكتير 6 09-29-2011 07:46 PM


الساعة الآن 12:20 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
:: توب لاين لخدمات المواقع ::