عادا من سفرهما ليلا متعبين ، وماكاد الصباح يطلع حتى كانت تناديه وهي تطل من شباك غرفة
النوم : تعال يا حبيبي، تعال، انهض لترى الجديد ...
قام متثاقلا شبه مغمض العينين ، وما أن وصل الشباك وفتح عينيه حتى صاح : الله ، الله ...
الشجرة التي تركناها عارية قد أينعت وأزهرت ...
أشاحت بوجهها عنه قائلة : دوما كعادتك لاترى إلا الأشياء العادية ...ثم استدارت إليه وصاحت :انظر
إلى بيت جارتنا ، ألا ترى أن واجهته
قد صارت بقدرة قادر بلون وشكل واجهة بيتنا...
ود أن يقفز ، ولكنه خاف ألا يموت ، وأن يصير ملازما لهذا الشباك على كرسي متنقل ، يراقب تعاقب
الفصول على واجهة بيت جارتهما ...