ان ما دفعني لكتابة هذا الموضوع هو اخونا الشاعر المغربي : غلام الله بن صالح في الابيات التي تفضل بها ادناه. استحسنتها لأنه نوعا ما انصف هذا الحيوان ولو قليلا. شكرا لأخينا غلام الله بن صالح ، مع تحية محلاة بطيب اهل المغرب الكرام.
مرّ الحمار من هنا فسرنـي وأحْزنـا
قدْ سرنـي لأنـه من عجزه تشيطنا وساءنـي لأنــه لجهلنـا تفطـنـا قال الحمار ساخرا منِ الحمار بيننـا هذا الذي سخـره لخدمةٍ رب الدنـى أمِ الذي في شـره وخبـثـه تفنـنـا أعطى الحمار رأيه والكل فيـه خمنـا قال الجميع ليتنـا كنا حميـراكلنـا
.............................
(( اولا اعتذر من اخوتي وأخواتي في المنتدى عما جاء في مقالتي هذه ، لكوني لا اعني احدا منهم ، وما عنيته الانسان بشكل عام لا تصغيرا واحتقارا ، بل تقديرا واحتراما ، فان وجدتم الموضوع لا يتماشى وحالة المنتدى فأرجو حذفه حالا ، مع جزيل شكري. ))
الحمار ، حيوان رزين ، يتمتع بالصبر ، وبعد النظر ، ويحل مشاكله ، لا بالانفعالات ، وعصبية ، وضجر ، و انما بروية ، خاضعة للعقل. الحمار يملك شخصية غريبة وعجيبة ، يتحلى بالصبر ، وحسن التصرف ، ونادرا ما تتغلب عليه العاطفة ، و يفقد صبره. الحمار يعمل بنشاط ، ومطيع لصاحبه. لقد تحمل ، بل ولما يزل يتحمل مشقات الحياة من قبل الانسان بصبر وجلد. لم اجد حيوانا رزينا ، وذات شخصية قوية كالحمار ، وأقول بصراحة : انا معجب بهذا الحيوان الصبور ، والأمل الذي يتحلى به. يفكر بعيدا ويخطط لمستقبل مزهر. قبل سنين جال في خاطري ان ابحث في شأن هذه الشخصية الحيوانية المعروفة ، والتي نالت الشهرة العالمية ، واشتهر بين كل الشعوب بالغباء ، والحقيقة بذكائه استطاع ان يصمد من اجل مستقبل احسن. فتحلى بالصبر من اجل حياة افضل. وهذا ما جعلني أن اكتب عنه واخترت لعنوان كتابي (( أنا حمار )). بدأت بكتابته قبل اكثر من عشرة سنوات ، وأنصفت شخصيته الرزينة ، كما اوشكت على انهائه. حللت في كتابي هذا حالته النفسية ، من خلال علم النفس الاجتماعي ، وجعلته يمتاز بشيء واحد عن الكتب الاخرى بما يلي : أن من يقرأ الكتاب ، ذكرا كان او انثى ، وينهي قراءته ، ناهيك عن مكانة القارئ العلمية ، او الاجتماعية ، سيشعر بالتأكيد : انه هو الحمار الذي يعنيه الكتاب. من وجهة نظري ، أن الكتاب من اعمق وارقى ما كتبته في علم النفس ، بل وخيرة ما أنتجته فكريا ، واعتبره على الصعيد النفسي مهم جدا. اخطأت واريته لأحد الكتاب من اصدقائي المقربين ، فاستنكر عنوانه ، قائلا : لا يليق بك ان تصدر كتابا بعنوان : انا حمار ، وأكد علي مرات ، كما سانده صديقان اخران. بعدها بفترة قصيرة ، اكثر من صديق نقدوني على العنوان ، بحيث تركت لجهلي خيرة انتاجي الفكري وأصبح لحد الان في خبر كان. فالحمار الذي كنت اعنيه ، هو الحيوان الناطق ، ويا ليته تعلم من الحمار الغير الناطق فنون الحياة ، وكيف يشق طريقه لمستقبل افضل ، وحياة مشبعة بالاطمئنان والسلام. اخوكم ابن العراق الجريح : صلاح الدين سلطان
آخر تعديل صلاح الدين سلطان يوم 01-15-2016 في 10:06 PM.