في عيد الحب نستقبل يومنا بصفاء روحي ، وتفتُّح فكري ، وعيون حالمة ، وآذان صاغية لموسيقى الأبدية التي لاتنتهي ، وقلوب متعطشة لمزيد من أمطار المحبة ، وغيوم بها ندى صباحات مشرقة،ونغني ونترنم ونشدو مع بلابل الأمل و فراشات الأزهار المتفتحة دوما لغد أفضل .
في يوم الحب نقف وقفة إجلال ، و نسبح مع حمائم الجمال ، و نقرأ في كتاب الأسرار ، و سفر الحقيقة : العفو و التسامح و الأخوة و الوحدة ، و التعاون و التفاهم و الهناء و السعادة ، و الهدوء و الطمأنينة ، و التقدم و الرقي ، و الحلم و الأمل ، و التضحية و الوفاء و الإخلاص ، و البذل و العطاء و البقاء و الخلود ، و الأمن و السلام هي جميعا مترادفات لمعنى الحب ، أو هي أغصان من شجرة المحبة الوارفة ، ذات الظلال الحاضنة لكل المسالمين في هذا العالم .
في يوم الحب لا يهمنا كيف كانت قصته ، أو من كان بطلها ، أو ماذا حدث فيها ، تلك أمور ثانوية ، و نحن نمضي نريد لب ما نريد لا هوامشه ، و تريد النواة لا القشور ، و لكن مهما يكون فلكل فضل ، و لكل صورة مما نرى فصل .
فاذا كان يوم الحب فرصة لمن يريدون تشويه صورته بالدوس على الأخلاق فيه ، و العبث بجمالياته ، و تلويث طهارته ، و الانغماس في مستنقعات الرذائل ، و التهور و الوقوع في المنحدرات التي لا تبقي ، ولا تذر ، و الإقدام على السير نحو الأمام دون النظر في العواقب و النتائج ، و ممارسة حرية مظلمة ، و الغوص في حمإ الفوضى ، و الانتحار الأخلاقي ، و العبثية المزينة بالخداع و استغلال الطيبة و السذاجة ، و الوفاء و البراءة للانقضاض على حق الآخرين ، و العبث بصفحاتهم ، و ترك عليها تشوهات لا تنمحي ، و تحويل مجاري الجداول الى قفار لا تنبِت حشيشا ولا وردا ...اذا كان الأمر عندهم هذا فإننا نجده فرصة لنسمو أكثر ، و نتسابق في من يحب أكثر ، و يخلص ملء يديه و فؤاده ، و من يضحي في سبيل من يحب ، ومن لا ينتظر مقابلا ، و لا يملي شروطا ، ولا يتراجع عن خطوات في سلّم مصعد المحبة ، ومن يرسم بريشة بيضاء أزهارا وورودا تبقى أبدا تنعش و تغري و تجذب كل من يمر ، و يتنزه في حدائق الحب البديعة .
في يوم الحب نرى مرضى الكبت و الجهل ، و النفاق و الكذب ، و أهل الحقد يجتهدون في مهاجمة الحب ، و نفي وجوده ، وإشهار أسلحتهم ضد المشاعر و العواطف ، و العزف على مزاميرهم ضد المرأة ، و محاولة جعلها هيكلا صخريا بلا عواطف ، ولا إحساس ، بل أكثر من هذا جعل كل ما يصدر منها محرما ، و ممنوعا ، و في انتظارها من عالم الغيب جحيم و أهوال ..
في يوم الحب يجد هؤلاء المنافقون و الجهلة و المرضى فرصة لاستعراض عضلات من الفراغ و الجهل و الحقد الأعمى ضد كل ماهو جميل و طيب و طبيعي ، و محاولة تشويه واقع الأشياء باسم الدين و الفضيلة ، و هم أبعد الناس عن ذلك ، بل تحركهم مكبوتات ، و كوامن سوداء ، و أحقاد دفينة ...
في يوم الحب نعلن أننا من يرفع شعار الحب بكل اعتزاز و نلوح برايات الوفاء و الإخلاص ، و نردد : الحب لحن البشرية في كل مكان و زمان ، و الوفاء و الإخلاص ظلاله ، و السمو و الفضيلة و الأخلاق السامية ألوانه وأهدافه ، وكل ما ضاء و أزهر وأثمر ، و خدم الانسان فهو حب ، وما خالف ذلك فهو انحدار ، و سقوط و لا علاقة له بالحب .
-14-فيفري شباط-2016-
التوقيع
تـذكّـــــري مَـن لم تُحِـــــبِّيـه = والقلبُ أنتِ دائِــمًا فــيـهِ
ديْن عليكِ سوف يبقَى عالقًا = وليس مِن شيءٍ سيُلغيهِ
العربي حاج صحراوي .