وصية أم (من العولمة ) لابنتها ليلة زفافها ..!! / عبد الرسول معله
الموضوع بقضه وقضيضه للكاتب والشاعر الفلسطيني
مهنا أبو سلطان
وصية أم (من العولمة ) لابنتها ليلة الزفاف ....
أي بنية .. إنك قد فارقت بيتك العريق الذي منه خرجتِ ..
وقصرك الذي فيه درجتِ ..
إلى جحرٍ لم تألفيه .. وحقيرٍ لم تعرفيه ..
فكوني له مليكةً تلبس الغرور إكليلاً .. يكن لكِ عبداً صاغراً ذليلاً ....
وكوني عليه سيفا .. يرتعد منكِ خوفاً ..
واحفظي له عشر خصال .. يكن لكِ سنداً في كل مجال ..
أما الأولى والثانية ..
فالصحبة من أجل جيبه .. والمعاشرة تمهيداً لسلبه ..
وأما الثالثة والرابعة ..
فالتعهد لموقع عينيه .. والتفقد لموضع أذنيه ..
فلا تقع عيناه منك على ابتسامة ..
ولا يسمع منكِ إلا التأنيب والملامة ..
فيبقى لغضبك متحسباً حاسبا .. ولمرضاتك متقرباً راغباً ..
وأريه بين العبوس والعبوس كَشْرة .. وأفهميه أن أمه خرقةٌ قديمةٌ تعلوها من التخلف غبرة ..
وأما الخامسة والسادسة ..
فمفارقة أوقات طعامه .. والصراخ عند منامه ..
فإن شعوره الدائم بالجوع .. مدعاةٌ للذل والخنوع ..
وإقلاق راحته في المنام .. مدعاةٌ لإجابة طلباتك العظام ..
وأما السابعة والثامنة ..
فالعناية بالبيت والمال .. ورعاية النفس والعيال ..
فاتركي البيت يغرق في الزبالة .. ودعي الأولاد يتعلمون السفالة ..
وابقي على سرير العز نائمة .. يحضر لكِ مربيةً وخادمة ..
وأما التاسعة والعاشرة ..
فلا تطيعي له أمرا .. ولا تحفظي له سرا ..
فإنك إن أطعتِ أمره .. لم تأمني مكره ..
وإن حفظتِ سره .. لم تأمني شرّه ..
ثم بعد ذلك ..
عليك بمجاراة العصرنة والإتكيت .. والتظاهر بالبراءة وركوب البسكليت ..
واجعلي حمرة شفتيكِ .. بلون كندرة رجليكِ ..
وإن أردتِ التألق والفخر .. فالبسي الجرابات بلون الشعر ..
وتغنجي له في الفراش .. تحصلين من أجل لمسةٍ على كامل المعاش ..
فإن أردت – في أي أمر - الحصول على عدم الممانعة .. فتمنعي عنه في المضاجعة ..
ونامي واتركيه يشاهد برنامج المصارعة ..
وتحدثي عن أهلك كونهم أسياداً يرثون مجداً تليداً وتاريخاً مجيداً ..
وعن أهله كونهم عبيداً .. ليس لهم باعاً في المكرمات مديداً ..
ثم اجعلي من فمك للفضائح إذاعة .. ومارسي إغراءه على مدار الساعة ..
فامضغي العلكة واللبان .. وفمك مغلق يتلوى بالإثارة داخله اللسان ..
والعقي البوظة بمياعة نانسي عجرم .. يسقط تحت قدميك بوضعِ محطم ..
وارقصي بخلاعة هيفاء .. فلا يبقى في نفسه ذرة كبرياء ..
فإن كان كما تتوقعين .. ومثلما أرجو وترجين ..
فإنه من أشباه الرجال .. الذين يموتون تحت غبار خلخال ..
فتسجنيه في أصبعك خاتماً .. ويكون طوع أمرك دائماً ..
وإن كان عكس التوقعات .. وله في النخوة أوصاف وسمات ..
فإن بيت أمك لك مفتوح .. وأظنك ستعودين إليه بقلب مجروح ..
من ذاك النذل الهمام .. الأشم ابن الحرام ..
فلا تهتمي .. سأطلّقك منه في الحال .. وأزوجك من آخر .. " ابن حلال " ..!!