من تجاربي الشخصية الخاصة جدا أننا لا ولن نفهم حكمة الله في خلقه في هذه الدنيا . وكيف تريد أن تفهم حكمة الله؟ مجرد محاولة ذلك غباء . إنك يمكن أن تفهم حكمة مهندس في رسم عمارة ، وقد تفهم حكمة طبيب في منعه مريضا من أكلة معينة..إلخ إلخ لماذا؟ لأن حكمة المهندس مهما كانت بالغة فهي لا تتعدي جسم عمارةٍ واحدة وأساسها . وحكمة الطبيب لن تتجاوز المريض وصحته . وهكذا ستجد أن حكمة المحدود محدودة مثله . ولكن ينبغي ألا أتطاول بعقلي الصغير فأحاول فهم حكمة الله في مخلوقاته . إذا رأيت شخصا ثريا وآخر قُدر عليه رزقه أقول ما حكمة الله أن جعل ذلك ذا مال وذلك رقيق الحال! وما حكمة الله أن خلق زيدا أبيض اللون وسيما وخلق عبيدا أسود اللون دميما . وآتي شخصا قوةً في البدن والآخر ضعيفا لا حول له . وآتي واحدا البنين والبنات وجعل الآخر عقيما!!..وتتفرج في التلفاز فتري ظبيةً رشيقةً جميلة ينطلق وراءها ليثٌ فتكون له غذاءً حلالا طيبا فتأخذك سورةٌ من الغضب والحنق علي المفترس . حوادث غريبة لا عدالة فيها ولا رحمة ، ومع ذلك تجد الكون يسير في سلاسة وعلي ما يرام . ولا تجد شخصا قد تضجّر من هذه الحياة واحتج بأن الدنيا لا تعجبه وودع الناس وخرج منها . رغم هذه المشاهد غير المفهومة والأحداث غير العادلة والمؤسفة يذهب الإنسان إلي فراشه آخر الليل وهو يقول في نفسه بأن الحياة حلوة ، ويدعو الله في سره بأن يصبح علي خير !!