وجُمع الشمس والقمر
============
اليوم تحدده الشمس والسنة تحددها الشمس ، والشهر يحدده القمر . وما الزمان؟ سوى أنه يومٌ وشهرٌ وسنة ! لايوم بلا شمس ولا شهر بلا قمر . ولا عام بلا شتاءٍ وربيعٍ وصيفٍ وخريف . وكلها فصول تحددها الشمس وموقعها من الأرض . فالشمس والقمر هما صانعا الزمن . ولكن سيأتى على الكون ظرفٌ جديد لم يعهده البشر فى تاريخه لا شمس فيه ولا قمر . وسُمى ذلك الظرف بالساعة ، أى أنه لا يعتمد على كوكبِ معين يطلع ويأفل . إن الزمن عندنا هو الشمس والقمر فإذا ذهب هذان الكوكبان فلا زمن . لن يكون هناك غدٌ أو أمس . لن نحتاج إلى ضوءٍ من الشمس أو القمر . فى الدنيا حُددت أعمار المخلوقات بالشمس والقمر . ولكن ليس فى الآخرة أعمار ، فما الحاجة إليهما؟ فى الدنيا احتاجت الكائنات الحية إلى دفءٍ وبرد ولكن لا حاجة إلى ذلك فى الدار الآخرة . وفى الدنيا تخرج الثمرات وينضج الزرع بالحرارة والضوء والمطر والبرد..إلخ ولا حاجة إلى كل ذلك فى الآخرة . فعلا ستكون الساعة شيئٌ عظيم ! كيف لا ، والإنسان أمام أمورٍ لم يرها قط فى حياته الدنيا . كيف لا فى عالمٍ بلا شمسَ ولا قمر ! هيهات ، لقد جُمع الشمس والقمر ، ولا غد ولا أمس..ولا مكان ولا زمان ، لا بلد ولا عاصمة ، ولا بحر ولا نهر..ولا شيئ من أشياء الدنيا . كيف لا تذهل كل مرضعةٍ عما أرضعت أمام هذا المشهد ، وكيف لا يكون الناس سُكارى وما هم بسكارى فى عالمٍ أغرب من الخيال؟!