لم يكد القمر ينهي رحلته في حيز السماء ،الليل تقاسم عمره ، أرق بين ثنايا الفراش ،أغنية تدندنها عن ظهر قلب تمتطي ظهر مهر ، بين أمرين . قناعة مخبئة ، وظن مسموم ، فاطمة : لم تذهب بعيداً مازالت ترتدي ثوب عرس، تجري على شفتيها ابتسامة تأخذها للنوم ، الفانوس على الساري ينزف وقوده ، القرين لا يفارق الحجرة ، يجلس بالجوار سعيد يقلب أفكارها،
تلك الليلة كثر الجدال غشاها اليقين ، تنفر منزعجة ، من يسمع ؟ ،والسكون
يلف الوجود ، أصوات الصراصير والضفادع تزعج الصمت وتخدش وجه السكون ، لن أدخل حتى يأتيني ، أهنت عليك يا عمر ؟ ،
*****
تهب ريح الليل الباردة ويُغمر الجسد النحيل لفاطمة ، تنتفض من زمهرير البرد وتفض الانتظار
مؤقتاً ، تصفد الباب خلفها ، الفانوس أسرف وقوده ، سبح البيت في الظلام ، تتحسس كالأعمى
وتستسلم للواقع وتجهش بالبكاء ، تصطدم مؤخرتها بصدر السرير، تتحسس الفراش ، تهوي ساقطة وتستقر على الأرض ، ظلت مكانها وكأنه الغرق ، ثُبِتت لتظل هكذا ، وقد يأتي
*****
ودت أن تشعل الفانوس فهبت وهي تعصر أوصالها للوقوف ، علت أصوات الكلاب على خطوات
قادمة تقترب ، سعت لتحصل على أعواد الثقاب ، شغلها نباح الكلاب ، توقفت ، الخطوات تشتد
ويشتد معها النباح تكاد تكون توقفت ، طارق يطرق برفق ، التصقت في الجدران رعباً ،
انهال بحراً من الماء على الجسد ليغرقه ، أأشباح الليل تطرق الأبواب ؟ تضع يدها على مغلق الباب تستوثق غلقه ، تقرأ آية الكرسي ، ورائحة تفوح تشدها ، الطارق يتكلم
والصوت ما هو بالغريب ، عمر ؟ من أنت ؟ أنا : عمر ، افتحي يا فاطمة ، ما أنا بميت ؟ وهل يعود الأموات ؟
يصدح المؤذن للصلاة وينفرج الباب ليدلف ؟
بقلم: سيد يوسف مرسي
آخر تعديل عواطف عبداللطيف يوم 03-05-2017 في 01:22 AM.