أممٌ أمثالكم

أممٌ أمثالكم
=======

القرد حيوانٌ مثله مثل سائر الحيوانات بما فيها الإنسان المفضّل على باقى الكائنات الحية . كل ما فى الأمر أن الشبه بين القرد والإنسان أكبر منه فى الشبه بين الحيوانات الأخرى والإنسان . وليس بالضرورة أن يكون الشبه فى الخَلق . فهنالك حيوانات وطيور وحشرات أشد شبها بالإنسان من القرد فى عاداتها وأحوال مجتمعاتها ومشاعرها..إلخ إلخ . فكلها أممٌ أمثالنا . عبر ملايين السنين ظل القرد قردا صامتا يعيش على النبات ولم نجد يوما قردا فى منتصف الطريق نحو بلوغ الآدمية . ولقد انهمك العلماء ، وأكثرهم ملحدون ، بدراسة الشبه بين القرد والإنسان وخاصةً فى الرأس الذى يحتوى على أهم مراكز التحكم فى الكائن الحى . فوجدوا الرأس الإنسانى يحتوى على جميع ما يحتويه رأس القرد إلا أنه يمتاز بمناطق أخرى شديدة الأهمية تسمى المناطق الثانوية يفتقدها رأس القرد . وأبرزها هى المنطقة الخاصة بمراكز الألفاظ الكلامية . وهى تعتمد على الاتصال الوثيق بأجهزة الكلام من عضلات الوجه والفم والبلعوم وجهاز التنفس . فهنالك مراكز للنطق فى مقدمة المراكز فى الوجه . ومراكز بصرية للكلام فى المنطقة الجدارية ، ومراكز سمعية فى الفص السمعى وكلها تعمل فى تناسق مع أجهزة الكلام الأخرى . وفقدان مراكز الكلام يستتبع العجز فى النطق بغير تعطيل عمل اللسان والشفتين . ويُضاف إلى هذه المراكز مراكز أخرى خلفية يرى بعض العلماء أنها مقرّ لأدق الوظائف السيكلوجية . كل هذه المراكز مفقودة فى رأس القرد فهو خُلق ليملأ خانة حيوان معيّن ومميّز بجميع خواصه مثله مثل أى حيوان نباتى آخر..إلخ . وعندما أتأمل الآية الكريمة "كونوا قردةً خاسئين" تستوقفنى كلمة (خاسئين) والخسوء معناها (السكوت مع الذلة) . وكأن القرآن يلفت نظرنا لأهمية نعمة النطق . خلق الإنسان . علمه البيان . نعمة كبرى فضّل الله بها الإنسان على القردة رغم وجود فوارق شتى غير النطق .