للغياب الم خاص .. مخطئ من يظن انه افضل الحلول ، بل هو اكثرها قسوة واعمق وجع .. ، قد كنتَ يا صديقي منذ زمنٍ بهجة القلب ، كنتَ روح الحياة التي اتنفسها .. سر وجودي ، دفئ مشاعري في هذه الغربة الطويلة .. كنتَ ، حضورٌ حلوه موجعٌ .. وغياب يخلق من وجع حضورك سعادة .. كنت في امرين احلاهما مُر ..! ، كنتُ سابقا كَ رمال شاطئٍ غريب .. كلما امتدت امواج شاطئك اليه سلبت جزء مني .. حتى انتهى الشاطئ كله اليك .. ولم يتبقى من الرمال سوى آثار اقدامي المتعبة ، التي كانت تسير على اطلال ذكراك حين غياب ، حين وجع ، وحين فقد.. ، بات جرحي عميق ، وانقطاعك اصل الحكاية.. الحكاية التي اصابت روحي بمرض الصمت الطويل ، حتى احتضار آخر حرفٍ فيَّ .. فكلما جلست لاشكو للورق غيابك ، لم يسعفني الحظ بان اكتب شيء.. شلت يداي والاوراق التهمها البياض .. فَ الحبر في جوفي قد جف ، والكلمات اختنقت .. لم يبقى من ايامي سوى .. جدران كئيبة، شمسٌ باردة .. وليل طويل اجلس فيه على طاولتي لِ ارتب ذكرياتي بجانب صورة عتيقة ، هرمت وهي تنتظر حضورك .. ، اخبرني ايها الصديق البعيد .. أين سَ اهرب بكل هذه الاسئلة المعلقة ..؟ أين احصل على اجوبة اقل وجعاً ..؟ كنت دائما اقلق من ان تحضر غريب عن مقلتي ، فَ أراك مع المارة والعابرين .. ربما اتعثر بك وانا في طريقي الى حفلٍ مسائي .. او في الجهة اليسرى من المقهى .. أو ربما اراك تشاركني المكان في كوخنا الصغير عند البحيرة .. فَ اعرفك ولا تتذكر هذه المرأة الثلاثينية البائسة ..! لا تتذكر هذا الجسد المُتعب الذي بجوارك .. لا تتذكر هاتين العينين اللتان لم تعشق يوماً رجل كما انت .. ،
{ما كل ما يتمنى المرء يدركه } ليت شعري لو ادرك في احيان كثيرة .. ما تعني تلك العباره.. ما كنت يوماً لأنتظر شيئا مستحيلاً.. قط .!