الحكمة من تعدد زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم ( تتمة )
الحكمة من زواجه صلى الله عليه وسلم بالتى ترملت مرتين :
هل يقبل فى العادة شاب أعزب أو حتى رجل أرمل على الزواج مرة أخرى من امرأة سبق لها الزواج مرتين؟؟ إن جاهليتنا الحديثة تنفر ممن تزوجت مرة واحدة ، فكيف بمن تزوجت مرتين، لكن الرسول الأمين يزيح عن القلوب غشاوة الجاهلية بهذا النوع من الزواج ، ولا يجد فى ذلك غضاضة ولا انتقاصا من قيمة المرأة التى رزئت مرتين في حياتها ، ولا يثنيه ما تردده جاهليتنا بأنها تعيش فى بيت من لحق بذكريات من سبق ، فنرى رسول الله صلى الله عليه وسلم يتزوج بأمنا خديجة رضى الله عنها التى تزوجت قبله مرتين لها من كل زوج سبق أولاد (عتيق ثم أبو هالة) . وكذلك من زينب بنت خزيمة رضى الله عنها التى تزوجت قبله مرتين، وكذلك بأمنا صفية بنت حيى بن أخطب التى تزوجت قبله مرتين ، تزوجت وهى صغيرة من شاعر قومها سلام بن مشكم ، ومن بعده كنانة بن الربيع ، وهو ابن أبى الحقيق شاعر أيضا قبل يوم خيبر ، وكذلك بأمنا جويرية بنت الحارث التى تزوجت قبله مرتين ، وكذلك بأمنا ميمونة بنت الحارث الهلالية ، تزوجت مسعود بن عمرو ثم فارقها ، فتزوجها أبو رهم ابن عبد العزى ثم توفي عنها ، فهؤلاء الزوجات يشتركن فى هذه الحالة ، ويفترقن بعد ذلك فى أحوال أخرى تنفى التكرار .
ابحثوا فى شرائع الأرض كلها وفى طباع أهل الأرض أيضا لتروا معاملة هذا النوع من النساء، فالبعض يحرم عليها الزواج مرة أخرى ، والبعض يعتبرها زانية إن تزوجت ، أو يفضلون لها الموت الفعلى بعد موت الزوج ، أو الموت الأدبى بالإهمال والبعد عنها ، أو بإعناتها بقيم الجاهلية ، ولهذا النوع من الجهل يأتينا التحذير الربانى لكل من يغلق أمامهن أبواب الأمل فى استئناف حياتهن من جديد فى قوله تعالى " فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن إذا تراضوا بينهم بالمعروف ذلك يوعظ به من كان منكم يؤمن بالله واليوم الآخر ذلكم أزكى لكم وأطهر والله يعلم وأنتم لا تعلمون "