ويتقاطر الليل على مقلتيها
رقيقا.. رقيقا..
ليكحل عينيها بأمسيات السهر،
ويجدد لأجلها قمرا ونجوما ونسيما..
لأنها امرأة من مواليد القمر
لذا قد نرى الصبح يشرق من وجنتيها وسيما
والشمس على كفها تستيقظ ضاحكة،
تشرب الدفء هنيئا وتسافر صعودا.
رأيتها في حضن الليل فراشة حزينة
هاربة بين طبقات الصمت،
شاردة إلى تراتيل السحر،
تتذكر غمام النهار الملبد بالحصى،
تتذكر الريح الأعمى..
الذي لم يتبين ملامح الفردوس فيها.
فكيف لعصفورة الجنائن
أن تسكن أوكار الجوارح؟
كيف للحسناء امرأة العزيز
أن تعاشر غير أقوام الجمال،
والسلام؟.
ما ضل قلبها وما غوى في حب يوسف.
أحبك يا من ملكت نفسي
ونومي وصحوي، ودفاتر شعري..
يا سماسم القسمات، والقد الصبيح.
صغيرتي هي..
بحجم دقة من قلبي واحدة
عودها الياسمين ملء قطرة ندى،
وملء عيني.. ودونها لم أر ؛
إلا هوامش سيدات وصبايا
تلاشين تحت بريق أنوارها.
علمتني كيف أرعى دقات قلبي
وأجول بها في مسافات روعاتها
روضة هي في فلاة بلا مطر،
تتنفس الكثبان في روحها جفافا،
وهي صابرة.. تنتظر قدوم الندى.
وحيدة هي وسط اللا شيء
ووحيد أنا..
على حافة الصبر يتيم عشق،
أرشف صدى شوقي وجنون أفكاري.
يا أيها الليل النائم خلف النهار
انهض حثيثا واحرس حبيبي
لأنني المسافر إلى بلاد الغيب
عبر ابتهالاتي وتضرعي
أفتش عن أحضان القدر.
___________
عبدالله عيسى
آخر تعديل تواتيت نصرالدين يوم 03-07-2021 في 06:11 PM.