....
كُنت ترى....أن لا فائدة تُرجى من عودتك إلى المسرح
وأن لا فائدة من الاستماع دون مشاهدة وجوه الممثلين
من وجهة نظرك لم يكُن ثمة فائدة من النص...حينما كان الضوء يحكِ الكثير من الأشياء وهو يتحسس ملامحهم فيعكس قصة خلّفتها تقطيبة مُزمنة...أو بسمة خفيفة خارج النص... حركة نفاذ صبر لم يكتبها الكاتب يخفف نشوزها المهارة في تطويع الشعور
وفي نهاية العرض كان الكل يُصفق للقصة إلا أنت...فقد كُنت تُصفق لحكايات صُغتها من تعابيرهم...
اذا...لا فائدة من العودة مرة أُخرى بعد أن فقدت نعمة البصر
الجميع يُريد لك أن تعُود لذاتك بعد هذه الصدمة
تُدرك مقاصدهم من العودة بك لمكانك المُفضل ... تُسايرهم رغم كُرهك لعودة لا طائل منها
تتظاهر بأنك مستمتع لأجلهم
بعد عاصفة من التصفيق ...سمعت حفيف الستائر وهي تُفتح
شيء ما تيقظُ فيك...فأصخت السمع لحذاء يبدو إليك من صوته أنه أُنثوي
التقطت تعثراً خفيفاً فيه دلّ على ارتباك أكدهُ أول عبارة مرتعشة حاولت أن تُخفيها عند استهلال الحديث
لم تُنصت لها...فقد شدّك مشهد داخلي...وكأن الكون مُعلق ... وكأنّ خشب المسرح وحدهُ من ينم عن الشُخوص التي تتحرك فوقه حين يعتريه أنين من حين لحين
تستمع لنبرة غليظ لحذاء أكثر ثقة يشي بخطى رجوليه
أبواب تُصفع
صوت طفولي كلل قفزات على أرضية المكان
كانت أنفاس الحضور مُتممة للمشهد السحري.... فقد تسارع بعضها مُشتبكاً بوشوشات البعض الأخر... ورائحة الدُخان تتحدى تأفف البعض منها
الأصوات الجانبية تلبّستها الحياة
ما كنت لتُدرك بهجتها حينما كنت مبصرا
عندما كُنت تعتمد على تعابير الوجوه لتكتب قصصك
ابتسمت بعُمق...
لم يختلف فيك شيء
لا زلت لا تكترث للكلام
حين تنطق الاشياء الأخرى حقيقة ما يعتري الأخرين