حنين ونعيم مغلف بالوجع

حنين ونعيم مغلف بالوجع

تتراقص الكلمات فوق ضفة قلبي،معلنة رغبتها القوية في الحياة،الماضي اسرار ،مهما بلغ آساه له طعم لذيذ،وشغف غامض
ليا فتاة نشيطة خلوقة جدًا، ذات جمال وأدب ،تستيقظ منذ الصباح الباكر وتجلس على ضفة الجدول تغني بصوتها العذب،تتراقص الطبيعة على انغامها ،ويحلو شجن الحياة ،توفي والداها منذ أن كانت صغيرة ،فعاشت مع خالتها ميرال ،كانت تحنو عليها وتعاملها كأنها ابنتها تماما،مما أثار غيرة ابنتيها جودي ومايا ،ليا كانت جميلة جدًا،وطيبة القلب تخطف انظار كل من يراها، كان ابن خالتها جواد يحبها ويرغب بالزواج منها ،وهذا زاد من حقدهم عليها ،أنهت ليا دراستها ،وأقيمت مراسم الزفاف وكان الجميع سعداء ،بإستثناء جودي ومايا،بعد يوم واحد من الزفاف ،ذهبوا لمشعوذة شريرة ،وطلبوا منها عمل سحر للتفريق بين ليا ،وزوجها جواد،
أصبحت ليا نحيلة ،وشاحبة وطريحة الفراش لأيام ،أصبحت عصبية ودائمة البكاء،بينما جواد أصبح يتشاجر معها دائما ،بينما في داخله يحبها ،ويستغرب ذلك كثيرًا من نفسه،يجرحها بالكلام،لم تعد ترى شغفه بها الذي كان في عينيه،إنطفأت روح الحب بينهما،بعد مرور عام من الشجار بينهما ،وعدم الانسجام ،مرض جواد فجأة مرضًا عضال، أصبح طريح الفراش ،لازم المستشفى لأشهر قرابة العام،تدمرت ليا نفسيًا ،اصبح امامها خياران كلاهما مر،ان تراعي نفسية زوجها المتقلبه ومرضه ،وأن تصبر على رعاية طفليها غيث وإيلين،كان السحر قويًا ،كان أذى وتخويف الجان قويًا ،فتارة يطفئون المصابيح عن منزلها دونً عن غيره،وتارة يصدرون أصوات ، كان أذى نفسيًا قويًا ،ولولا حب ليا لجواد ،لما استمر زواجهم وصمد ،بعد كل هذه الأحداث المريرة ،أصيب جواد بالشلل واستمر بالمشفى إلى أن توفاه الله،كانت الصدمة قوية على ليا ،صمتت فترة ،ثم بكت قليلاً،ثم أصابها انهيار عصبي ،إلى أن اصيبت بالذهول وفقدت رشدها تجول في الطرقات بطفليها ،ولولا عناية الله ولطف القدر لمسها السوء من الأهوال العظيمة التي عاشتها ،حفظها الله وطفليها من الأذى،وجدتها خالتها ليلاً ،وقد أعياها التعب والعطش ،هيا وطفليها ،بعد أن احتضنتها وأهتمت بها ،ذهبت بها لطبيب نفسي لتعود لرشدها،ويعطيها دواء تتحسن عليه ،وأصبحت تعتني بها ولطفليها قربتهم منها،عاد اتزان ليا لها ورشدها ،اصبحت اكثر استقلالية ،عوضها الله بعد فقدها لجواد بأمور ونعم كثيرة الحمدلله ،إلا أن حبها الكبير لجواد لم يمت لحظة ،كلما رأت طفلها غيث كأنها ترى جواد فهو نسخة مصغرة عنه ،بالطبع والصفات حتى أنه يشبهه تماما،وكأن الله عوضها به ،تنظر إليه بحنين وتخاطبه كأنه هو ،حتى أن رائحته كجواد، ليا تغني في حزنها الشديد، فكأنها تترجم وجعهها بأنغام تخرج من خلجات صدرها لتزيل عنها جرحًا يخف لكن لايبرىء،أما بالنسبة للأختان الماكرتان ،فقد تزوجتا ،ولم يتوفقا يعاملون معاملة سيئة جدا من ازواجهم ويضربانهم،جودي اصيبت بسرطان المعدة بعد موت جواد مباشرة ، أما مايا فأنجبت طفل معاق ،ومشوه ،وتم إزالة الرحم كليًا،فأجبرت على الإعتناء به لعدم وجود فرصه أخرى للإنجاب،كلما رأته تشعر بالندم ألف مرة،وتدرك في قرارة نفسها أن هذا عقوبة مافعلته بليا وجواد في الدنيا،مضى عامان شفيت ليا من مرضها تماما،وحفظت أجزاء من القران ،تمت خطبتها من رجل صالح ميسور الحال ،يعيش في تركيا انتقلت للعيش معه ،وعاشت بسعادة وهناء ولم تتواصل أبدًا مع جودي ومايا ،بعد أن اخبرها شيخ بأنهما وراء مرضها وموت زوجها بفعل السحر ،قاطعتها كليًا، وتواصلت مع خالتها ميرال فهي تزورها من حين لأخر ،وتحسن إليها لأنها أعطتها حنان وحب الأم.

الخلاصة/
كم من ليا وجواد في عالمنا،كم من ضحايا للسحر،من شياطين إنس سخروا الجن لخدمتهم ،خسروا دنياهم واخراهم بسبب حقدهم أو حسدهم،هل تساوي الدنيا أن يخسر أحدهم الجنة ،أن يشرك بالله ،كم من نساء ترملت ،واطفال تيتموا،بسبب مكرهم ولكن الله يمهل ولا يهمل والعوض الجنة لن يضيع مظلوم مهما تعذب، وسيسحق الظالم مهما تنعم وبغى ستعيد له الدنيا اضعاف عمله ،الدنيا لاتساوي جناح بعوضة،لاتستحق أن أخسر أخرتي من أجل أحدهم.