آخر 10 مشاركات
العلة في العروض(علل الزيادة) (الكاتـب : - )           »          الزحاف الجاري مجرى العلة في القصيدة (الكاتـب : - )           »          اللَّهمَّ صلِّ على سَيِّدِنا محمد (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          سجل دخولك بنطق الشهادتين (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          دمـوعٌ خـرســــــــــاء .. !!!!! (الكاتـب : - )           »          محبك في ضيق..وعفوك اوسع ... (الكاتـب : - )           »          الزحاف المركب ( المزدوج) في العروض (الكاتـب : - )           »          الزحاف المفرد في العروض (الكاتـب : - )           »          أسماء القافية باعتبار حركات ما بين ساكنيها (الكاتـب : - )           »          في السماء بلا حدود (الكاتـب : - )



العودة   منتديات نبع العواطف الأدبية > نبع الأدب العربي والفكر النقدي > السرد > القصة القصيرة , الرواية,المسرحية .الحكاية

الملاحظات

الإهداءات
عواطف عبداللطيف من أهلا وسهلا : بالشاعر خالد صبر سالم على ضفاف النبع يامرحبا منوبية كامل الغضباني من من عمق القلب : سنسجّل عودة الشاعر الكبير خالد صبر سالم الى منتدانا ************فمرحبا بالغائبين العائدين الذين نفتقدهم هنا في نبع المحبّة والوفاء وتحية لشاعرنا على تلبية الدّعوة

 
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 07-11-2021, 01:38 PM   رقم المشاركة : 1
شاعرة وناقدة
 
الصورة الرمزية جهاد بدران






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :جهاد بدران غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي حين يبيت الحلم في حضن الألم...

حين يبيت الحلم في حضن الألم...
.
.
كان فرحي يعانق السماء حين استلمت تأشيرة الدخول إلى وطني، إلى أشواقي العطشى، إلى قاموس ذكرياتي..
منذ أحد عشر عاما وأنا مشردٌ عن رحم بيتي، لم تزفني قروح الأيام شيئا عن أهلي بعد استشهاد والدي، فضمدت جراحي بمرارة الصبر. كنت أتعثر بعشوائية وأتخبط في عالم الغربة، يومي كأمسي أتجرع علقم العيش بلا استقرار.

أسرعت إلى قارورة أحلامي لأفتحها وأنثرها على أجنحة الشوق لتحلّق بي فوق مآذن الحقيقة، اليوم سأسمح لحواسي العبور من بين أروقة الخيال، حتى تتخطى لمس الحدود بكل تنهيدة وزفرة، امتلأت حقيبتي الزمنية بكل الآمال فانشرحت سرائري وسكنت جوارحي.

بقيت أداعب بنات أفكاري طوال الليل، أطرد شرورها خارج حدود تفكيري، حتى غلبني النعاس وجثم على صفحات أجفاني، كنت غارقا في سفينة أحلامي حتى سمعت المنادي ينادي لصلاة الفجر، أسرعت لأغسل آثار الأحزان وأجدد الإيمان والشكر لله بتفاؤل مفتوح الذراعين لاستقبال قبلات يومي الجديد.
ساعات قليلة ويكتمل هلال حزني فرحاً بلقاء أمي وأخواتي، والوقت ينظر ببطء شديد إلى عينيّ المحدقتين به بين الحين والآخر، بينما ضربات قلبي تدق طبول الفرح بصوت أزعج ضلوعي وهي في أزقتها الضيقة لتنثر احمرار الدم في وجنتيي.

خطواتي تسابق آثار نعالي وهي تطارد المسافات بعد أن نزلْتُ من المركبة التي تقلّني، ليكون السجود أول حضن يضمني وأشتم به رائحة الوطن، وأبلّله بغزارة الدموع الحارة التي روت أحواض شعوري المفعمة بالأمل.
ها أنا أقترب من مكان ولادتي، أبحث بجوارحي عن أحجار بيتنا من بين ازدحام العمارات وما بين ردم وتطاول في البنيان، لم أستطع تحديد هوية عنواني مع أن ذاكرتي القوية قامت باسترجاع الذكريات الماضية، ازدادت طرقات قلبي وتغيرت تضاريس وجهي وأنا أتعقب رماد البيوت وهي تعصفها الرياح الغاضبة، أحاول أن أطرد كل شائبة يمكن أن تستبدل لحظات ابتهاجي، أصابني الهذيان حتى فقدت لجام صمتي، فقلت محدثا نفسي :
أذكر أن بيتنا في هذه الحارة، لكنّي لا أعرف أين هو بالضبط، هل يمكن أن يكون هنا ؟؟!

تسارعت نظراتي وأنا أرقب المكان متفحصًا أيّ دليل يرشدني، أحسست بيد تجثو على ظهري برفق لتطرد غبار ذهولي وضباب شرودي، فانتفض كل كياني على صوت يقول لي :
ما بك يا بني، هل لي أن أساعدك ؟

إلتفت بسرعة برق لمصدر الصوت الخافت أنتظر ومضة أمل تنشلني، وإذ بعجوز قد أثّرتْ تجاعيد الحياة بقسمات وجهه،
قلت له :
يا عم هل لك أن تدلني على بيت أبو أحمد الشّامي؟
أظنه كان هنا، فلا أرى إلا حطامًا وأكوامًا من حجارة وحديد.
قال لي :
هذا هو بيته يا بني، فقد رشق بوابل من الصواريخ لينهار على أم أحمد وبناتها الثلاثة! لكن لماذا تسأل يا بنيّ، هل تعرفهم؟
انطلقت مني صرخة مدوّية نفضت جسدي وفراشي على صوت قصف شديد داخل البيت زلزل كل أركانه، وانهار جزء منه على أمي وأخواتي ليتجسد الحلم صورة الواقع، وهو يرتدي ثوب الحقيقة، لأعاود دفن أحلامي بتابوت الحياة، منتظرًا فتحه بفرج قريب من عند الله ...
.
.
.
جهاد بدران
فلسطينية







  رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
نزيف الحلم على ( سكة ) الأمل قراءة في نبيل مصيلحي قراءات ,إضاءات,ودراسات نقدية 0 05-01-2015 02:34 PM
على قبر حبيب... منوبية كامل الغضباني إنثيالات مشاعر ~ البوح والخاطرة 14 06-24-2013 04:50 PM
من شدة الألم ... يزهر الأمل سفانة بنت ابن الشاطئ قصيدة النثر 24 05-04-2012 02:48 AM
غطرسة الألم ونيازك الحلم.. فواغي و الزبيدي ..بقلم : الناقدة رحاب حسين الصائغ صباح الزبيدي قراءات ,إضاءات,ودراسات نقدية 3 02-05-2012 04:30 PM


الساعة الآن 08:06 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
:: توب لاين لخدمات المواقع ::