نام الخَلِيُّ والشّجِيّ لمْ يَنَمْ .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ويُريعنُي ،،، على حين غفوةٍ رَوْعُ .
ويَغولُني ،،، على حين كبوةٍ غولُ .
وينخُرني الهَمُّ ،،، كما نخرَ عظمَ طريحِ الفِراشِ السّقَمُ .
وآهٍ من سَوْرةِ الأيامِ ودياجير الظُّلَم .
تجيءُ فيجيءُ معها الهمُّ ، في مثلِ الحُلْم المخيف يجيء معه الرُّعبُ ، ليكون أعتى نكاية ! وأشدّ ضنكاً !!! كمثلِ من شَجِي بالعظمِ ، لا هو ذاهبٌ في جوفه فمريحهُ ، ولا هو خارجٌ من حلقه فَمُسِرّهُ ، كأنها باتت طعاماً ذا غُصّة .
ولقد راعتني رؤيا كما راع خِشف الآرام زئيرُ الأسدِ ! ، فلا رأيتُنِي إلا عُدتُ طفلاً لا يأنس إلا بأمّهِ !!! ، وعاوَدَني خوفٌ لستُ أدري كيف وجد سبيله إليّ !!! فأراني اللهُ في الرؤيا أمي نائمة بقربي ! فتزحّفتُ نحوها والهلعُ بلغ مني مبلغه ! ثم أيقظتها .
فانتفضتْ ومُحَيّاها كاد ينطق بالأمن ! .
ثم رمقتني بعينٍ ملؤها القلقُ تارة ، وتارة ملؤها الرحمة ،،، ولا عجب ! فإن كنتُ رجلاً ، فما زلتُ وليدها ! وما زالت يحفظها الله تردد : كلّ مولود ولد ! .
وما زال بطنها يذكُرني ، وإن تمخّض وتَشَقَّقَ عني منذ ومنذ .
كانت تأنسُ برفسي خاصرتها ! لا أُنْسَاً بالألم ، غير أن الرفس كمثلِ البشير ينبئُها أن جنينها بخير سيّما وأنا بِكْرُها !!! وذلك حسب روايتها .
فقالت بقلق : ما بك بُني ؟
قلت ولساني تعتريه حبسة : خائف يا أمي ! .
قالت : وما الذي أخافك ؟
أشرتُ بيدي إلى مسخٍ كالقِردِ وقلتُ : ذاك يا أمي ، يفغر فمه ويصرخ يريد أن يتفلّت ليهجم عليّ !!! .
نظرتْ إليه ثم رفعت يدها كأنها تطرده وقالت بلسانها العامّي المحلي : كِشْ ،،، كِشْ ! .
فنكص المسخُ حتى عاد أضعف ما يكون ،،، ثم فرّ مُدبراً فتلاشى ! .
فقالت : لن يصل إليك ولن يعود ،،، هَلُمّ إليّ بني ،،، هلم يا حبيبي ،،، ثم أدْنَتْنِي منها حتى وضَعَت خدها على خدي ،،، وحتى انْتَسَخَت صورة الرجل بصورة الطفل ، ونَكَص حتى ضمّته أمه وألْمَسَتْه صدرها الرؤوم بعد أن حلّقت عليه بذراعيها ، فعاد يهدأ ! وهو يشم رائحتها الطيبة ، فربط اللهُ بها على فؤاده ولم يعد خاوياً ،،، فنام .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ثم انقضى الحُلْم وتنبهت !
أكلّ هذا كان حُلماً وحسب ؟ فجعلتُ أقرأ وأتلو ،،، ثم أذكر ما تيسر من الأذكار .
وعندما شَدَخَتْ غرّة الصبح ، شاقني إلى أمي شوق عارم ! ولكن أنّى وكيف ؟ فأنا بالجبيل وهي على مبعدة ( 1200 كلم ) بالجوف !!! فهرعتُ إلى الهاتف وهاتفتها وأبلغتها بما كان من أمر الرؤيا .
فقالت وقولها الحكمة البالغة : أنت كمثلي بُنَي نعيش الوحدة ، مصروفين عن الناسِ ! مصروفة عنّا الناسُ !!! ووالله إنها صروف الأيام وسورة الليالي ، لا تُزْجي إلا الهلع ، وكأن القلب إن هو إلا عبثها المحض تشدّه وترسله. !!!
ووالله إنها ليال تتعاقب ، ومن كل سبع واحدة حُبلى بِهَمّ وتتلوّن كما تَلَوّنَتْ في أثوابها الغول ! ولا بد أن تتمخض عنه ،،، فحسبك المليك الذي جلّ وسما في عُلاه .
قلت : أماه ،،، والله لقد أقمت بين هذه الجُدُر وتحت هذا السقف سنوات طوال فلا اجترأ عليّ خوف ، ولا استضعفتني وحدة ،،، غير أني خفت ! ولست أدري كيف أرانيكِ الله فأزال بكِ حِذار ما أحذر!!! .
والله لا أقول إلا : لا حول ولا قوة إلا بالله ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، .
وآهٍ من الوحدة
ـــــــــــــــــــــــ
ما سلف كان حقيقة مررت بها ذات حُلم !!! وليست خاطرة عابرة من نسج الخيال ، وإن كنتُ رجلا فيسري على الرجل ألوان وألوان ، وقد خفت في حلمي ! وما قط خفت لا من قبل ولا من بعد ، وكما يقال : لكل جواد كبوة ،،، فيبدو أن كبوة كبت بي .
وتلك هي أمي هِند ،،، أم الحسين يحفظها الله .
الثالوث العظيم بأحرفه !!! .
إن قلت هاء ،،، فهي الهبة والعطاء .
وإن قلت نون ،،، فهي النوال تُنِيْلُك وتعطيك .
وإن قلت دال ،،، بها وببركتها دفع البلاء ، ودحر الخوف .
ـــــــــــــــــــــــ انتهى ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
حسين الطلاع
16/1/2022
: الشجو من حيث الأصل هو الغصة بالعظم إذا وقفت بالحلق حيث يقال : شجي بالعظم .
أما شجو الأرق فاستعارات وما شابه ذلك .
: الخشف هو ولد الظبية .
: المخاض هو طلق الولادة .