أعنّي على قلبي وطاوعْ مَحجّتي وخُذ شيبَ أشواقي على محملٍ فَتي . أعرني شآبيبَ التقاءٍ تَعُبّني بغُدرانها عندَ احتداماتِ غُلّتي . أعرني نجومًا من فضاءاتِ نظرةٍ تباغتُ جوعًا في غرابيبِ مُقلتي . أعرني صباحًا ساطعًا كالذي مضى يُبدّدُ ديجورًا أباحتهُ عُتمتي . ويرفعُ عن ليلي ستاراتِ سُهدِهِ ويخرقُ أسمالاً وشتها مِسلّتي . أبَيتَ، ولكنْ ما أبى القلبُ مَرّةً ولا كانَ للهجرِ امتثالٌ بمهجتي . أُراوحُ سِرًّا بينَ آتٍ ودابرٍ بسيلِ دموعي واختلاجاتِ ضحكتي . أراقبُ بالتسويفِ عُمري وكلّما جزعتُ، أناةَ الصبرِ ترقى بهمّتي . أسيرُ وظلُّ الموتِ يمشي بجانبي يعاقرُ دربي خَطوةً تلوَ خَطوةِ . ورغمَ رُهابِ الروحِ ما كانَ هاجسٌ يعكّرُ صفوَ النهجِ في عزمِ وجهتي . نكاياتُ هذا الحزنِ تغزو صبابتي بأجملِ ما في الحزنِ خِلّي وعُزلتي . غريرٌ هوَ التَهيامُ في أوّلِ اللّقى وعقباهُ جرحٌ ينتهي عندَ غُربتي . وأغربُ ما لاقيتهُ فيهِ أنَّ مَنْ أحبَّ بعمقٍ باتَ عُذرًا لدمعتي . وأغربُ مِن ذا أنَّ ساعاتِهِ ارتقت صُعودًا وفي الفقدانِ تهوي بحفرةِ . وإنْ شئتَ هدرًا أنْ تواريهِ بُرهةً فليسَ لمسقامٍ مواراةُ سَعلةِ . حكيمٌ هوَ العقلُ الذي باعَ طيشَهُ وأعرضَ عن نفسٍ خؤونٍ وزلّةِ . عُذيركَ إنَّ العُذرَ لا يجرحُ الإبا ولا يُحسنُ التنفيسَ عن كبتِ محنةِ . بما أنني لم أقترف سوءةً فما سوى الحبِّ ظُلمًا يقتنيني لتُهمتي . إذا السعفُ يومًا فارقَ الجذعَ مُرغمًا وأودعَ كنفَ الأرضِ ميراثَ نخلةِ . ستنجبُ تمرًا يملأُ الغيثُ جِرمَهُ كما مُلئتْ جورًا مفازاتُ أمّتي . . الطويل