وصيتي الأخيرة إذا كان يوماً موتي طارئاً وتكسرت دقائقي أو ذهبت بي الريح فجأة معنى ذلك : أن قلبي حتى أخر لحظة كان ينبض لأجلكِ وأن حبكِ بقي ممزوجاً بثنايا الروح بكل خلايا صدري وأطرافي إلى أبد الأبدين نصائحي لكِ لاتنسي أبداً خبّئي الحب الذي تغلغل فينا كالجداول قصصي اليومية ... ورسائلي المجنونة خربشاتي في دواوين إنتكاستي كل مازرعته لكِ بأصابعي من شتلات ياسمين وبنفسج... خبّئي الأمطار التي أغتسلنا بها ... والشموع الدافئة خصوماتنا الطفولية وتناقضاتها الجميلة كل ماقاله جسدكِ لي والصراخ العشوائي تنهداتي ... والكثير من الأشياء التي لا أعرف كتابتها كونها لاتفسر بالحروف لتفاصيلها الدقيقة والحساسة... نصائحي لكِ خبئيها ... أطمريها بين تخوم الغابات وجذوع الأشجار أوأية مَنطقة نائية حتى لايعرفها ألاف المتطفلون أوضعيها في زجاجات وأرميها في البحر لاتفكري يوماً أن الطغاة أوالحساد أنتصروا عليكِ برحيلي قد يكون هذا هو قدر الحب العظيم لا ... لا تحزني أبداً فكل الأشياء بيننا لن تموت حتى لو أنتحرت كل الكلمات الكبيرة لأن مستوى عشقكِ كان أنقى وأحلى من كل القصص المتداولة والتاريخ المهزوز كان أعظم من كل مفردات القواميس أن اللحظات بيني وبينكِ كانت تساوي الدنيا كانت بالتأكيد تعادل ألف عام روعة الإحساس بالحب معكِ كانت معجزة لأنني أحببتكِ أكثر بكثير من أبعاد الخيال تمنيتُ كثيراً لو أبقى عمراً كاملاً أبكي فوق ذراعيكِ أو أنهي طفولتي الأخيرة ماسكاً أطراف ثوبكِ وأحمل لكِ كل صباح مجلاتكِ المفضلة مع قهوتكِ وقطع الشوكلا ورود وأزهار وبعض ماهو خاضع للجاذبية تقاسيم الأنغام الساحرة ونشرة الأحوال الجوية أن أحمل لكِ كل مساء بعض الياسمين والنعناع لأنوثتكِ وريقات لأروع الأشعار ذات الوتيرة الواحدة مراجيح من ضوء القمر والشهب البيضاء أجنحة للسهر الطويل حتى قدوم حمائم الفجر الأولى كم تمنيتُ ذلك كثيراً… لكن كل ما أرجوه الأن أن لا تحزني أبداً فسعادتكِ تعنيني قبل كل شيء يكفيني أنا فقط ... أن أعجن أوجاعي ... أن أرضى بقدري لن أقبل أبداً لعيون أدمنت لغة العشق أن تحترف حروف البكاء أرجوكِ صغيرتي لتعلمي الأن لاتوجد ضمانات في الحب ... تحت برق الأقدار أريدكِ أن تتفهمي منطق التحولات حتى لاتتركِ للتعاسة مكان فالذكريات الجميلة تجعل البساتين أكثر جمالاً والأزهار الصغيرة أشد عطراً خذي ليبرالية الأيام القادمة من أبوابها الكبيرة لتكون قزحية السعادة أرق وأنعم كي تكون الإبتسامات والأفراح برفقتكِ في أصعب اللحظات كنتُ أُفضل الموت بين يديكِ لكن بحبكِ في ثنايا الروح من يعلم قد أكون به شهيداً أحبكِ للانهاية ... للانهاية قبولات الوداع إذا كان يوماً موتي طارئاً فهذه وصيتي الأخيرة بهجت