ما كنتُ أعرفُ سيدي ما كنتُ أعرفُ سيِّدي أنَّ الحُبَّ حلوُهُ عذابٌ لا يستأذنُ الدخُولَ بل يلِجُ ويفتحُ البابَ يدخلُ الأعماقَ يدخلُ الشرايينَ وينشرُ ألحاناً عِذاباً يُعِيدُ خفقاتٍ سكنتْ دُهوراً ويَستجيبُ القلب ويُستجاب سحرٌ لذيذٌ سرى دِفئاً وحناناً وحُبَّاً يَخلُبُ الألبابَ حُلُمٌ؟ بل أحلامٌ وليالٍ عذابٌ بفيءِ القمرِ يَتناجى الأحبابُ حُروفٌ تنبُضُ بأحلى النغماتِ تنثرُ حبَّاً روحيَّاً حبَّاًخَلاَّباً أقرأتَ ما يقولونَ سيِّدي ؟: لا حبّ ..أقرأت ما يقولون؟ وهذا الذي مَلَكَ عرشَ قلوبِنا وغيَّر تاريخَنا أهُوَ جنونٌ؟! أم هوى سرى في دِمائنا؟ حبٌّ سِحْرٌ وليالي حبٍّ وفُتُون ألم يقرأوا عن ليلى وعبلةَ والعبسيَّ وابنَ الملوَّحِ المجنونِ؟ الحبُّ حضارةٌ سيِّدي الحبُّ عِبارةٌ ملأتْ قُلُوباً عَبْرَ السنينَ الحبُّ أطربَ نفوساً بألحانٍ عَذْبةٍ أسكتتِ الأنينَ حبٌّ عَبَرَ الأثيرَ، تغلغلَ في أعماقِنا، لن أُبعِدَهُ، وعنه لن أستكينَ سأصونُهُ وأرعاهُ طفلاً ينمو في أعماقٍ لفَّها الحزنُ والحنينُ إليك سيِّدي قلباً يخفِقُ بحبِّكَ على مدى الأزمانِ والتكوينِ فَرِحٌ بلُقياك يا مَن سكنتْ له رُوحِي ودِمائي إلى يومِ الدِّينِ