أرادَ الحياةَ ويعلمُ أنَّ الحياةَ على عتَبَاتِ الطغاةِ فناءْ وأنَّ النَّهاراتِ تأنَفُ أنْ ترسِلَ الشَّمْسَ فجراً إلى بلَدٍ سادَ فيهِ البَغاءْ فروَّى السهولَ بأزكىَ الدِّماءْ وماتَ كريماً ومنْ دمْعَةٍ غَسَلَتْ خدَّ ثَكْلىَ نَمَتْ نخلَةٌ طَرَحَتْ كبرياءْ وها قَدَرُ الشَّعْبِ يا أمَّةَ الخيرِ لمَّا اسْتَجابَ أزاح الظلامَ وناسلَ أمجادهُ في انْتِخاءْ (أبا القاسِمِ) اليومَ فجرُ العروبةِ لَبَّى النِّداءْ (أبا القاسمِ) اليومَ كبَّرَ (عُقْبَةُ) في القيروانِ وقامَتْ ربى تونس اليوم كيما تعانقَ شوقَ الحياةِ ففاض السناءْ ومسكُ الشَّهادَةِ قبَّلَ خضرتَها.. والهواءْ (أبا القاسمِ) اليومَ عادَتْ إلينا أصابعنا واستَقالَ الرياءْ إلى حضننا عادَ (حنَّا بَعَلْ) أخيراً تسَلَّمَ مفتاحَ روما وقرطاجُ صارتْ عروس الفداءْ تحنَّتْ ببارودها واستَعَدَّتْ لهذا اللقاءْ (أبا القاسمِ) اليوم عادَ المُظَفَّرُ واكْتَحَلَتْ أعيُنُ الشُّرفاءْ وعادَتْ شموسُ العروبَةِ لمَّا أطَلَّ الرسول من الأمنياتِ ولمَّا تدفَّقَ جيشُ (الوليدِ) من القلبِ.. للقلبِ عانق فجراً عَنانَ السماءْ أرادَ الحياةَ فعادَتْ إليه يداه وباسَتْ يَدَيْهِ شفاهُ النَّقاءْ تعلَّمَ كيف يكون صعود الجبالِ وعلَّمَ أمَّته كيف تمشي إلى الحق والعدل والإنتصارِ فمرحى (أبا القاسِمِ) اليوم تونس ميلاد حلمٍ ونبع ضياءْ على مقلتيه اسْتعدْنا الكرامة والكبرياءْ وحبَّ البقاءْ الجزائر العاصمة في: 14-01-2011م