آخر 10 مشاركات
العلة في العروض(علل الزيادة) (الكاتـب : - )           »          الزحاف الجاري مجرى العلة في القصيدة (الكاتـب : - )           »          اللَّهمَّ صلِّ على سَيِّدِنا محمد (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          سجل دخولك بنطق الشهادتين (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          دمـوعٌ خـرســــــــــاء .. !!!!! (الكاتـب : - )           »          محبك في ضيق..وعفوك اوسع ... (الكاتـب : - )           »          الزحاف المركب ( المزدوج) في العروض (الكاتـب : - )           »          الزحاف المفرد في العروض (الكاتـب : - )           »          أسماء القافية باعتبار حركات ما بين ساكنيها (الكاتـب : - )           »          في السماء بلا حدود (الكاتـب : - )



العودة   منتديات نبع العواطف الأدبية > نبع الزمان > اختيارات أدبية > من قصص الشعراء،المحاكمات الأدبية

الملاحظات

الإهداءات
عواطف عبداللطيف من أهلا وسهلا : بالشاعر خالد صبر سالم على ضفاف النبع يامرحبا منوبية كامل الغضباني من من عمق القلب : سنسجّل عودة الشاعر الكبير خالد صبر سالم الى منتدانا ************فمرحبا بالغائبين العائدين الذين نفتقدهم هنا في نبع المحبّة والوفاء وتحية لشاعرنا على تلبية الدّعوة

 
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 02-20-2011, 11:03 PM   رقم المشاركة : 1
عضو مجلس إدارة النبع
 
الصورة الرمزية سمير عودة






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :سمير عودة غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 مجبولة بالحزن
0 الليل دونك
0 نار الوحدة

قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي المحكمة الأدبية رقم ( 27) لـ صلاح عبد الصبور

صلاح عبد الصبور

أنا محمد صلاح الدين عبد الصبور يوسف الحواتكى، ولدت في 3 مايو 1931 بمدينة الزقازيق. وأعد أحد أهم رواد حركة الشعر الحر العربي ومن رموز الحداثة العربية المتأثرة بالفكر الغربي، كما أعدّ واحداً من الشعراء العرب القلائل الذين أضافوا مساهمة بارزة في التأليف المسرحي, وفي التنظير للشعر الحر.
السنوات الأولي بعد التخرج
إلتحقت بكلية الآداب جامعة القاهرة قسم اللغة العربية في عام1947 وفيها تتلمذت علي يد الشيخ أمين الخولي الذي ضمني إلى جماعة (الأمناء) التي كوّنها, ثم إلى (الجمعية الأدبية) التي ورثت مهام الجماعة الأولى. كان للجماعتين تأثير كبير على حركة الإبداع الأدبي والنقدي في مصر.

على مقهى الطلبة في الزقازيق تعرفت على أصدقاء الشباب مرسي جميل عزيز وعبد الحليم حافظ، وطلب عبد الحليم حافظ مني أغنية يتقدم بها للإذاعة وسيلحنها له كمال الطويل فكانت قصيدة لقاء.
تخرجت عام 1951 وعينت بعد تخرجي مدرسا في المعاهد الثانوية ولكنني كنت أقوم بعملي على مضض حيث استغرقتني هواياتي الأدبية.

أنا والشعر الحر

ودعت بعدها الشعر التقليدى لأبدأ السير في طريق جديد تماماً تحمل فيه القصيدة بصمتي الخاصة ، وقد زرعت الألغام في غابة الشعر التقليدي الذي كان قد وقع في أسر التكرار والصنعة وفعلت ذلك للبناء وليس للهدم، فأصبحت فارسا في مضمار الشعر الحديث. بدأت أنشر أشعاري في الصحف واستفاضت شهرتي بعد نشري قصيدتي( شنق زهران ) وخاصة بعد صدور ديواني الأول (الناس في بلادي) إذ كرسته بين رواد الشعر الحر مع نازك الملائكة وبدر شاكر السياب وسرعان ما وظفت هذا النمط الشعري الجديد في المسرح فأعدت الروح وبقوة في المسرح الشعري الذي خبا وهجه في العالم العربي منذ وفاة أحمد شوقي عام 1932 وتميز مشروعي المسرحي بنبرة سياسية ناقدة لكنها لم تسقط في الإنحيازات والإنتماءات الحزبية. كما كان لي إسهامات في التنظير للشعر خاصة في عملي النثري (حياتي في الشعر). وكانت أهم السمات في أثري الأدبي استلهامي للتراث العربي وتأثري البارز بالأدب الإنجليزي.

المصادر التي نهلت منها

تنوعت المصادر التي تأثر بها إبداعي : من شعر الصعاليك إلى شعر الحكمة العربي، مروراً بسيَر وأفكار بعض أعلام الصوفيين العرب مثل الحلاج وبِشْر الحافي، الذين استخدمتهما كأقنعة لأفكاري وتصوراتي في بعض القصائد والمسرحيات . كما استفدت من منجزات الشعر الرمزي الفرنسي والألماني ( عند بودلير و ريلكه ) والشعر الفلسفي الإنكليزي ( عند جون دون، وييتس، و كيتس، و ت. س. إليوت بصفة خاصة). وما أضعتُ فرصة إقامتي في الهند مستشارا ثقافياً لسفارة بلادي, بل أفدت خلالها من كنوز الفلسفات الهندية ومن ثقافات الهند المتعددة وكذلك كتابات كافكا السوداوية. وقد صغتُ باقتدار سبيكة شعرية نادرة من صَهري لموهبتي ورؤيتي وخبراتي الذاتية مع ثقافتي المكتسبة من الرصيد الإبداعي العربي ومن التراث الإنساني عامة. وبهذه الصياغة اكتمل نضجي وتصوري للبناء الشعري.

مؤلفاتي
* مؤلفاتي الشعرية
- الناس في بلادي (1957) هو أول مجموعاتي الشعرية, كما كان ـ أيضًا ـ أول ديوان للشعر الحديث ( أو الشعر الحر, أو شعر التفعيلة ) يهزّ الحياة الأدبية المصرية في ذلك الوقت . واستلفتت أنظارَ القراء والنقاد ـ فيه ـ فرادةُ الصور واستخدام المفردات اليومية الشائعة, وثنائية السخرية والمأساة، وامتزاج الحس السياسي والفلسفي بموقف اجتماعي انتقادي واضح.
- أقول لكم (1961).
- تأملات في زمن جريح (1970).
- أحلام الفارس القديم (1964).
- شجر الليل (1973).
- الإبحار في الذاكرة (1977).
مؤلفاتي المسرحية
كتبت خمس مسرحيات شعرية:
- الأميرة تنتظر (1969).
- مأساة الحلاج (1964).
- بعد ان يموت الملك (1975).
- مسافر ليل (1968).
- ليلى والمجنون (1971) وعرضت في مسرح الطليعة بالقاهرة في العام ذاته.
مؤلفاتي النثرية :
- على مشارف الخمسين.
- وتبقي الكلمة.
- حياتي في الشعر.
- أصوات العصر.
- ماذا يبقى منهم للتاريخ.
- رحلة الضمير المصري.
- حتى نقهر الموت.
- قراءة جديدة لشعرنا القديم.
- رحلة على الورق.
وفاتي

في 13أغسطس من العام 1981 رحلتُ إثر تعرضي إلى نوبة قلبية حادة أودت بحياتي، اثر مشاجرة كلامية ساخنة مع الفنان بهجت عثمان، في منزل صديقي الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي، وكنت أزور حجازي في منزله بمناسبة عودته من باريس ليستقر في القاهرة.
ميراثي الفني

تركت آثارا شعرية ومسرحية أثرت في أجيال متعددة من الشعراء في مصر والبلدان العربية، خاصة ما يسمى بجيل السبعينيات، وجيل الثمانينيات في مصر، وقد حازت أعمالي الشعرية والمسرحية قدرا كبيرا من اهتمام الباحثين والدارسين، ولم تخل أية دراسة نقدية تتناول الشعر الحر من الإشارة إلى أشعاري ودواويني، وقد حمل شعري سمات الحزن والسأم والألم وقراءة الذكرى واستلهام الموروث الصوفي، واستخدام بعض الشخصيات التاريخية في إنتاج القصيدة، ومن أبرز أعمالي في ذلك: " مذكرات بشر الحافي" و " مأساة الحلاج" و " ليلى والمجنون"، كما اتسم شعري من جانب آخر باستلهام الحدث الواقعي، كما في ديواني: " الناس في بلادي " ومن أبرز الدراسات التي كتبت عن أعمالي، ما كتبه الناقد الدكتور عز الدين إسماعيل في كتابه: " الشعر العربي المعاصر: قضاياه وظواهره الفنية والمعنوية " و " الجحيم الأرضي " للناقد الدكتور محمد بدوي، ومن أبرز من درسوا مسرحياتي الشعرية الناقد الدكتور وليد منير في : المسرح الشعري عند صلاح عبد الصبور".

تقلدت عددا من المناصب، وعملت بالتدريس وبالصحافة وبوزارة الثقافة، وكان آخر منصب تقلدته رئاسة الهيئة المصرية العامة للكتاب، وساهمت في تأسيس مجلة فصول للنقد الأدبي، فضلا عن تأثيري في كل التيارات الشعرية العربية الحداثية.
جوائز
- جائزة الدولة التشجيعية عن مسرحيتي الشعرية (مأساة الحلاج) عام 1966،
- حصلت بعد وفاتي على جائزة الدولة التقديرية عام 1982،
- الدكتوراه الفخرية في الآداب من جامعة المنيا في نفس العام.
كتب ودراسات عني
- قيم فنية وجمالية في شعر صلاح عبد الصبور، لمديحة عامر، عام 1984.
- رؤوبين سنير، "صوفية بلا تصوف إسلامي - قراءة جديدة في قصيدة صلاح عبد الصبور «الإله الصغير»"، الكرمل - أبحاث في اللغة والأدب 6 (١٩٨5)؛ ص ١٢٩-١46.
- الجحيم الأرضى .. دراسة في شعر صلاح عبد الصبور، لمحمد بدوى، عام 1986.
- الرؤيا الإبداعية في شعر صلاح عبد الصبور، لمحمد الفارس، عام 1986.
- شعر صلاح عبد الصبور الغنائى، للدكتور أحمد عبد الحى، عام 1988.
- المسرح الشعرى عند صلاح عبد الصبور، للدكتورة نعيمة مراد، عام 1990.
- مسرح صلاح عبد الصبور، جزأين، للدكتور أحمد مجاهد، عام 2001.

نماذج من شعري

لحـــن

جارتي مدت من الشرفة حبلاً من نغم
نغم قاس رتيب الضرب منزوف القرار
نغم كالنار
نغم يقلع من قلبي السكينه
نغم يورق في روحي أدغالاً حزينه
بيننا يا جارتي بحر عميق
بيننا بحر من العجز رهيب وعميق
و أنا لست بقرصان، ولم اركب سفينه
بيننا يا جارتي سبع صحارى
و أنا لم ابرح القرية مذ كنت صبيا
ألقيت في رجلَي الأصفاد مذ كنت صبيا
أنت في القلعة تغفين على فرش الحرير
و تذودين عن النفس السآمه
بالمرايا الفارس الأشقر في الليل الأخير
(أشرقي يا فتنتي)
(مولاي !!)
( أشواقي رمت بي )
(آه لا تقسم على حبي بوجه القمر
ذلك الخداع في كل مساء
يكتسب وجهاً جديد ..
جارتي ! لست أميراً
لا ، ولست المضحك الممراح في قصر الأمير
سأريك العجب المعجب في شمس النهار
أنا لا املك ما يملأ كفيّ طعاما
وبخديك من النعمة تفاح وسكر
فاضحكي يا جارتي للتعساء
نغّمي صوتك في كل فضاء
و إذا يولد في العتمة مصباح فريد
فاذكريني ..
زيته نور عيوني وعيون الأصدقاء
ورفاقي الطيبين
ربما لا يملك الواحد منهم حشوَ فم
و يمرون على الدنيا خفافاً كالنسم
ووديعين كأفراخ حمامه
وعلى كاهلهم عبء كبير وفريد
عبء أن يولد في العتمة مصباح جديد

.................................................. ......

زيارة الموتى


زرنا موتانا في يوم العيد
وقرأنا فاتحة القرآن، وللمنا أهداب الذكرى
وبسطناها في حضن المقبرة الريفية
وجلسنا، كسرنا خبزاً وشجوناً
وتساقينا دمعاً و أنيناً
وتصافحنا، وتواعدنا، وذوي قربانا
أن نلقى موتانا
في يوم العيد القادم.

يا موتانا
كانت أطيافكم تأتينا عبر حقول القمح الممتدة
ما بين تلال القرية حيث ينام الموتى
و البيت الواطئ في سفح الأجران
كانت نسمات الليل تعيركم ريشاً سحرياً
موعدكم كنا نترقبه في شوق هدهده الاطمئنان
حين الأصوات تموت،
ويجمد ظل المصباح الزيتي على الجدران
سنشم طراوة أنفاسكم حول الموقد وسنسمع طقطقة الأصوات كمشي ملاك وسنان
هل جئتم تأتنسون بنا؟
هل نعطيكم طرفاً من مرقدنا؟
هل ندفئكم فينا من برد الليل؟
نتدفأ فيكم من خوف الوحده
حتى يدنو ضوء الفجر،
و يعلو الديك سقوف البلدة
فنقول لكم في صوت مختلج بالعرفان
عودوا يا موتانا
سندبر في منحنيات الساعات هنيهات
نلقاكم فيها، قد لا تشبع جوعاًن أو تروي ظمأ
لكن لقم من تذكار،
حتى نلقاكم في ليل آت.

مرت أيام يا موتانا ، مرت أعوام
يا شمس الحاضرة الجرداء الصلدة
يا قاسية القلب النار
لم أنضجت الأيام ذوائبنا بلهيبك
حتى صرنا أحطاب محترقات حتى جف الدمع الديان على خد الورق العطشان
حتى جف الدمع المستخفي في أغوار الأجفان
عفواً يا موتانا
أصبحنا لا نلقاكم إلا يوم العيد
لما أدركتم انا صرنا أحطاباً في صخر الشارع ملقاة
أصبحتم لا تأتون إلينا رغم الحب الظمآن
قد نذكركم مرات عبر العام
كما نذاكر حلماً لم يتمهل في العين
لكن ضجيج الحاضرة الصخرية
لا يعفنا حتى أن نقرأ فاتحة القرآن
أو نطبع أوجهكم في أنفسنا، و نلم ملامحكم
ونخبئها طي الجفن.

يا موتانا
ذكراكم قوت اللقب
في أيام عزت فيها الأقوات
لا تنسونا .. حتى نلقاكم
لا تنسونا .. حتى نلقاكم.

...................................

خمس رحلات في عينيها

في عمق عينيك ...
ترتبك الكلمات
ويزداد وجيب الأنات . وتطير عصافير الحب
لتهمس فى أذن القلب . لو تفهم في الشعر عيونك
ما تاهت في ليل ظنونك . ولم تسأل : مامعنى الحب ؟
-2-
في عمق عينيك ...
أخلع معطفي الشتوي وحيائى الأبدي
وأسبح عكس التيار وأشعر بحنانك يغمرني
يدغدغ جلدة رأسي وألاى صياداً يصطاد اللؤلؤ
آهٍ لو يعرف مثلي معنى الغوص بهذا البؤبؤ .
-3-
في عمق عينيك ...
أشياء تجذبني للبر لأشجار النبق المحنية
وظلال السدر
لصفير اليح الشرقية ووهيج الحر
لقطعان الماعز في الصحراء لجمال القسمات البدوية
في وجه الرعية السمراء لأنين الناي المحزون
يردد في صمت الليل ألحان القلب المفتون
ويناجي البدر
آه يابدر
لو تبحر في عمق العينين وتحاول أن تدرك مثلي أسرار العينين السمر

-4-
فى عمق عينيك ...
صحراء مترامية الأطراف
تسرح فيها الغزلان
وتحلق أسراب القمري ويغرد فيها الكروان
وتهب زوابع في الدرب
طزوابع حبك في القلب
آهٍ ياقلب ...
من سهم لحاظ البدوية كم تفعل برمشة عينيها
في فلب العاشق والصب .
-5-
في عمق عينيك ...
رياض تزهو بالأشعار يقرأ فيها العشاق
قصائد من شعر الحب وفراشات تطير على الأزهار
تمتص رحيق القلب وتشير بسهم كيوبيد حيث
تسير الدرب لكن في الزاوية اليمنى
شارات حمراء
عليها مكتوب :
ممنوع الحب
ممنوع الحب
..................................................

(القديس)

إلي ، إلي، يا غرباء يا فقراء يا مرضى
كسيري القلب والأعضاء ، قد أنزلت مائدتي
إلي ، أليّ
لنطعم كسرة من حكمة الأجيال مغموسه
بطيش زماننا الممراح
نكسر، ثم نشكر قلبنا الهادي
ليرسينا على شط اليقين، فقد أضل العقل مسرانا
إلي إلي
أنا، طوفت في الوراق سواحاً، شبا قلمي
حصاني، بعد أن حلمت بي الأوهام والغفله
سنين طوال، في بطن اللجاج، وظلمة المنطق
وكنت إذا أجن الليل، واسنخفى الشجيونا
وحنّ الصدر للمرفق
وداعبت الخيالات الخليينا
ألوذ بركني العاري، بجنب فتيلي المرهق
وأبعث من قبورهم عظاماً نخرة ورؤوس
لتجلس قرب مائدتي، تبث حديثها الصياح و المهموس
وان ملت، وطال الصمت، لا تسعى بها أقدام
وان نثرت سهام الفجر ، تستخفي كما الأوهام
وقالت:
بأن النهر ليس النهر، و الإنسان لا الإنسان
وأن حفيف هذا النجم موسيقى
وأن حقيقة الدنيا ثوت في كهف
و أن حقيقة الدنيا هي الفلسين فوق الكف
وأن الله قد خلق الأنام ، ونام
و أن الله في مفتاح باب البيت
ولا تسأل غريقاً كب في بحر على وجهه
لينفخ بطنه عشباً وأصدافاً وأمواها
كذلك كنت
وذات صباح
رأيت حقيقة الدنيا
سمعت النجم و الأمواه والأزهار موسيقى
رأيت الله في قلبي

لأني حينما استيقظت ذات صباح
رميت الكبت للنيران، ثم فتحت سباكي
و نفس الضحى الفواح
خرجت لأنظر الماشين في الطرقات، والساعين للأرزاق
وفي ظل الحدائق أبصرت عيناي أسراباً من العشاق
وفي لحظة
شعرت بجسمي المحموم ينبض مثل قلب الشمس
شعرت بأنني امتلأت شعاب القلب بالحكمه
شعرت بأنني أصبحت قديساً
وأن رسالتي ..
هي أن أقدسكم

.................................................. ...............
مرثية رجل تافه

مضت حياته...كما مضت

ذليلة موطَّأة

كأنها تراب مقبرة

و كان موته الغريب باهتا مباغتا

منتظَرا, مباغتا

الميتة المكررة

كان بلا أهل, بلا صِحاب

فلم يشارك صاحبا_حين الصبا_لهوَ الصبا

ليحفظ الوداد في الشباب

طان وحيدا نازفا كعابر السحاب

و شائعا كما الذباب

و كنتُ أعرفه

أراه كلما رسا بيَ الصباح في بحيرة العذاب

أجمع في الجراب

بضع لقيمات تناثرت على شطوطها التراب

ألقى بها الصبيان للدجاج و الكلاب

و كنت إن تركتُ لقمة أنفتُ أن ألمُّها

يلقطها, يمسحها في كمِّهِ

يبوسها

يأكلها

في عالم كالعالم الذي نعيش فيه

تعشى عيون التافهين عن وساخة الطعام و الشراب

و تسألونني: اكان صاحبي؟

و كيف صحبةٌ تقوم بين راحلَيْن؟

إذن لماذا حينما نعى الناعي إليَّ نعيَهُ

بكيتهُ

و زارني حزني الغريب ليلتين

ثم رثيتهُ؟

.................................................

مرثية رجل عظيم

كان يريد أن يرى النظام في الفوضى

و أن يرى الجمال في النظام

و كان نادرَ الكلام

كأنه يبصر بين كل لفظتين

أكذوبة ميّتة يخاف أن يبعثها كلامُهُ

ناشرة الفودين, مرخاة الزمام

و كان في المسا يطيل صحبةَ النجوم

ليبصر الخيط الذي يلمُّها

مختبئا خلف الغيوم

ثم ينادي اللهَ قبل أن ينام

الله, هب لي المقلة التي ترى

خلف تشَتُّتِ الشكول و الصور

تغيُّر الألوان و الظلال

خلف اشتباه الوهم و المجاز و الخيال

و خلف ما تسدله الشمس على الدنيا

و ما ينسجه القمر

حقائقَ الأشياء و الأحوال

و تسألونني: أكان صاحبي؟

هل صحبة تقوم بين سيدٍ عظيم

و خادمٍ محتال؟
.........................

مرثية صديق كان يضحك كثيرا


كان صديقي

حين يجىء الليل

حتى لا يتعطَّن كالخبز المبتل

يتحول خمرا

تتلامس ضحكته الأسيانة في ضخكته الفرحانة

طينا لمَّاعاً أسود

أو بلورا

و يخشخش في صوت الضحكات المرسَل

صوت كتكسُّر قشر الجوز المثقل

كنا نتلاقى

أو بالأحرى نتوحد, كل مساء

في قاع الحانة

كالأكواخ المتقاربة المنهارة

و الريح من الشباك المترب للشباك المترب

تتسكّع بين فراغات الأشياء

يتنحَّى كلٌّ منا عن موضعه للجار الأقرب

لا عن أدب و حياء

بل خوفا أن تختل الدورة

إذ نتصادم أو نتلاقى

كلمات, أو أذرعة, أو آلاما, أو أهواء

حذرا أن نهتز و نتفتَّح

يتقارب كلٌّ منا في داخله كالأجَمِ الفارغ

فإذا مال تنحنح

كان صديقي في ساعات الليل الأولى

يتجول في بلدتهِ

كانت بلدتُه ساعات الليل الأولى

و يجمِّع من مهجته المنثورة

أو من بهجته المكسورة

ما ذاب نهارا في أسفلت الطرقات

يترشَّفُه قطرات...قطرات

حتى يمتلىء كما تمتلىء القارورة

يتعمَّمُ بالختم الطينيِّ اللمَّاع على عينيه الطيبتين

ينقش فوق نداوته المحبورة

صورةَ كون فياض بالضحكات

يتدحرج نحو الحانة

يتعثَّر في أيدينا مختارا

يهوي مسفوحا

يتأرَّج عطرا, ريحا, روحا

يجعلنا أحيانا نضحك كالخمر الصفراء

إذ ندرك أان الأشياء المبذولة, مبذولة

و الأشياء العادية, عادية

و الأشياء الملساء, مجرد أشياء ملساء

يجعلنا أحيانا نضحك, إذ يضحك كالخمر السوداء

إذ يبصر في ورق الشجر المتهاوي

موتَ البذرة

أو يتحسَّسُ بلسان الحكمة, و اللامعنى

حين يمصُّ ثنايا امرأة في قُبلتها الأولى

جدرانَ الجمجمة النخِرة

كنا, و صديقي, في آخر ساعات الليل

نتحول عاصفة مخمورة

تتخدد فوق ملامحنا

تجعلنا نهتزُّ و نتفتَّح

تجعلنا نتكسَّر

حتى نبدو كتلا متشابهة, متكررة, متآلفةً

من إنسان فرد متكثِّر

مات صديقي أمس

إذ جاء إلى الحانة, لم يُبصر منا أحدا

أقعى في مقعدهِ مختوما بالبهجة

حتى انتصف الليل

لم يُبصر منا أحدا

سالت من ساقيهِ البهجة

و ارتفعت حكمته حتى مسَّت قلبَه

فتسمَّم بالحكمة

غاب الندماء, فلم يقدر أن يتحول خمرا

و تفتَّت مثل رغيف الخبز

.................................................. .......

أغنية ولاء


صنعت لك

عرشا من الحرير .. مخملي

نجرتـه من صندل

ومسندين تتكّى عليهما

ولجة من الرخـام ، صخرها ألماس

جلبت من سوق الرقيق قينتين

قطرت من كرم الجنان جفنتين

والكأس من بللور

أسرجت مصباحا

علقته في كـّوة في جانب الجدار

ونوره المفضض المهيب

وظله الغريب
ِ
في عالم يلتف في إزارةالشحيب

والليل قد راحا

وما قدمت أنت ، زائرى الحبيب

هدمتُ ما بنيت

أضعتُ ما اقتفيت

خرجتُ لك

علـّى أوافي محملك

ومثلما ولدتُ . غير شملة الإحرام. قد خرجت لك

أسائل الرواد

عن أرضك الغريبة الرهيبة الأسرار

في هدأة المســاء ، والظلام خيمة سوداء

ضربت في الوديان والتلاع والوهاد

أسائل الرواد

( ومن أراد أن يعيش فليمت شهيد عشق)

أنا هنا ملقي على الجدار

وقد دفنتُ في الخيــال قلبي الوديـع

وجســمي الصريــع

في مهمه الخيال قد دفنت قلبي الوديع

يا أيها الحبيب

معذبي ، أيها الحبيب

أليس لي في المجلس السنّى حبوة التبيع

فإنني مطيع

وخادم سميع

فإن أذنت إنني النديم في الأسحار

حكايتي غرائب لم يحوها كتاب

طبائعي رقيقة كالخمر في الأكواب

فإن لطفت هل إلىّ رنوةُ الحنان

فإنني أدل الهوى على الأخدان

أليس لي بقلبك العميق من مكان

وقد كسـرت في هواك طينة الأنســان

وليس ثمّ من رجوع












التوقيع

نحنُ يا سيدتي
ندّانِ...
لا ينفصلان

https://msameer63hotmailcom.blogspot.com/
آخر تعديل عواطف عبداللطيف يوم 07-16-2011 في 02:33 PM.
  رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
المحكمة الأدبية رقم ( 13) للبحتري سمير عودة من قصص الشعراء،المحاكمات الأدبية 13 07-29-2011 04:52 PM
المحكمة الأدبية رقم ( 15 ) لـ أبو نواس سمير عودة من قصص الشعراء،المحاكمات الأدبية 7 09-08-2010 04:08 PM
المحكمة الأدبية رقم ( 12) لـبشار بن برد سمير عودة من قصص الشعراء،المحاكمات الأدبية 4 09-01-2010 09:55 PM
المحكمة الأدبية رقم ( 11) للجاحظ سمير عودة من قصص الشعراء،المحاكمات الأدبية 2 08-27-2010 01:16 AM


الساعة الآن 09:55 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
:: توب لاين لخدمات المواقع ::