خانتني اضطرابات المحبرة ولهاثُ مدادها
ورسمت بريشة حيرتك التي أغرتني
الصمت الذي تكللت به رضابك
فتحدّثَ عن دهشة المجهول عند مقلتيك
أغوتني سنديانة الستين وأرضت غروري
إذ جعلتني طفلة ترتع في ساحة المجون
وتنشّقتُ عبق قهوتي في راحتيك
حتى سامرني التعب في أنفاسك عن الجنون
فتراقصت الغجريات بأثوابها المزركشة
في موطن الهدوء القاطن بين الخلايا
لعلك هويتني كخيال قصيدةٍ حالمة
أو لأنني من سراب لا تتضح رؤياه
يتأرجح في بحر العتمة بأمواجٍ تتراقص
فوق رغبة منسيّة عند سعير الدُّجى
فأدركتَ الثلج الذي ذاب عند أهدابي
وبدأت البحث عن مفتاحي وعن دوّاَتي
لتسلبها الحريَّة وتكبت تحليقها
أسألك عن ظلمة السكون وعن نشوتي
والأدهم يسابق الريح بين سنابلي
وذؤابته تعزف على ثوبي سنفونية الشرود
وتقهقه الحقول عازفةً لبراعم أحداقي
وجدتك تأسر غبار الفراشات في صدري
وتصفِّد الحلم بقبضةِ من طلع الماضي
ارتكبتُ الحبَّ ذنباً في زمن القسوة
فعاقرت الحنان بين أسئلة نواظرك
وزاولت اللامبالاة بين أهداب الزمن
واعتنقتك مذهباً لشرودي وعشقي
وكلما احببتك لامستني بمعصم القيد
حتى سلبت الشهيق من بين أوردتي
زرعتُ الورود فأردت بالشوك تسويرها
وأسرتَ العطر في دهاليز الخوابي
اقترفتُ لهاثك حباً فأرديتني شجناً
وحطَّمتْ أعاصيرك لحن الحفيف في صدري
احبَّني بأجنحتي وارسمني بأبجديتي
فالغرام جعلني زنبقة تهوى الشذى
فتنثر الآثار عند ثنايا غافلت أعماقك
وتلوحُ بين غاباتك مشانق صبري والصدود
وفي معصميك يقطن سرُّ حرفي ونبضي
فلا تقطع براعم الحلم بين أعناق الأمل..