|
|
|
وطـنٌ علـى جمـرِ التناحُـرِ يُحْـمـلُوَيُغـالُ فِـي وَضَـحِ النـهـارِ ويُقـتـلُ |
وعَجائِـبُ الأحــداثِ تُـبْـدِي سِـرَّهَـاوالناسُ مِـنْ وَهَـجِ الحريـقِ تُوَلـولُ |
جَثمَ الهَـوانُ علـى صُـدورِ حُشـودِهِفـتـدابَـرَ الـحـدثـانِ والمسـتـقـبـلُ |
يــا دائــمَ الـظـلِّ الوثـيـرِ مُهيـمِـنـاًوالناسُ حَولكَ في الجَحِيمِ تجَوْقلوا |
قد بايعوكَ علـى الحِفـاظِ لِعَهْدهـمْولِـصـونِ أعــراضِ العِـبـادِ تقبَّـلُـوا |
مــا بيْـعَـة الدُّنـيَـا عَـلــى عِـلاَّتِـهـاإلاَّ ســرابٌ لـيْـسَ فيـهـا الـمَـأمَـلُ |
لكـنَّ فـوْضـى الــرَّأيِ أدَّتْ فِعْلَـهـاآلــتْ إلـيْـكَ وَحِـيـنَ عَــزَّ المَـوْئِـلُ |
ظـنَُـوكَ تــاجَ عِقالِـهـمْ وَمُخـلِّـصـاًمِـنْ قهْـرِ ظلـمِ السَّابقيـنَ فأقبَلُـوا |
مـا كُنـتَ يـا بـدْرَ الليالِـيَ ساطِـعـاًلـوْلا شُمُـوسُ المُخْلِصـيـنَ لَتَـأْفِـلُ |
حملوكَ فِي رحْـبِ الصُّـدورِ مَحَبَّـةًأمَـــلاً بـنـصْـرٍ أنـــتَ فِــيــهِ الأوَّلُ |
مَـنـحـوكَ حُـبَّــاً لا يَـلِـيـقُ لِـكـائِـنٍكيْ لا تُضـامَ ورَكْـبُ خيْلِـكَ يَجْفِـلُ |
أعطوكَ من معنى الحيـاةِ شجونَهـاوقيـادَهـا المـأمـولَ فـيـك تـأمَّـلُـوا |
غنوكَ سِحْـرا فـي البيـانِ وصفَّقُـواأحْـيُـوا الليـالِـيَ والـدِّيـارُ تُهلـهـلُـوا |
باتتْ علـى النـزرِ اليسيـرِ بُطونهـمفَنَعمـتَ فـي تـرفِ الحَيـاةِ تُهـرْولُ |
جعلوكَ درعاً كـيْ تصـونَ عُهودَهـمْوهُـمُ وراءَكَ فِــي الجـهـادِ تَمَثَّـلُـوا |
هتفُـوا بإسـمـكَ ضارعِـيـنَ لربِّـهـمْيــا أيُّـهَـا المـغـوارَ عَـلَّــكَ تَـعْــدلُ |
رصُّوا الصفـوفَ وراءَ خَيْلِـكَ جَبْهـةًوتأهَّـبُـوا للنـصـرِ كَــيْ يستبسـلُـوا |
صانتْـكَ آلافَ الـرِّجـالِ مِــنَ الأذَىكَـيْ لا تُهـانَ ورمـشُ عيْنِـكَ يَـذبـلُ |
هُمْ طـرَّزوكَ علـى المَدائِـن تُحْفـةًهُــمْ دلـلـوكَ فــلا يَـغـالـكَ غـائِــلُ |
غامَـرْتَ فـي إرثِ الألـى متوَشحَـابـاقـاتِ وهْـــمٍ لا تـــدومُ فـتـذبَـلُ |
فانظرْ لشعبكَ يستفيقُ منَ الكَـرىفـيـرَى شِـعـارَك خائِـبـاً لا يـفـعـلُ |
ويــرى الـديـارَ أسـيـرةً مغـصـوبَـةًوالأمـهــاتُ الـمـاجــداتُ تُــرَمّــلُ |
وكــذا العـروبـةَ تُستـبـاحُ حياضُـهـاوالـمـاجـنـاتُ بـنـورِهــا تـتـكـحَّــلُ |
وتـقـامُ فــي مــدنِ الـبـلادِ مـآتِـمٌوالــنــازلاتُ بـقـضِّـهـا تتـجـحْـفـلُ |
وكـأنَّ مـا يَجـري بأهِلـكَ مــن أذىًهُـوَ شائـعـاتُ (جَـزيـرةٍ) لا تـسـألُ |
فالـدارُ ناحـتْ والقلـوبُ تفـطَّـرتْوالأرضُ ماجَـتْ والأنــامُ تحَوْقـلُـوا |
والصـبـرُ نـــافَ الأربـعـيـنَ تـألُّـمـاًقـدْ غِيـلَ جيـلٌ فـي زمانِـكَ جُهِّلـوا |
يكفيـكَ أنْ هَجـرَ المـلاحـمَ جُنـدُهَـابلْ رُحتَ تنعُـمُ فِـي الثـراءِ وتنهـلُ |
أسكـرْتَ فـي جنـحِ الظـلامِ ليوثهِـافـدَنـا لِـبـابـكَ داحِـــسٌ ومُهـلـهـلُ |
ونسيتَ أرضاً في الحِمَـى مسْلوبَـةوخميسُ جَيشكَ في الكرَى يتململُ |
نبتَ الفسادُ بظلِّ بطشِـكَ وازدَهـىوتوغـلـتْ زمــرُ الفـسـادِ وأوْغـلـوا |
لــم تــرعَ أسـبـابَ البـقـاءِ كقـائِـدٍبلْ رُحْتَ تسحقُ فِـي العِبـادِ تُنكِّـلُ |
مـــا هـكــذا ردُّ الجـمـيـلِ لأمَّــــةٍأهدتكَ مـنْ عشـقِ القلـوبِ وتبـذلُ |
مـا هـكـذا تـرعـى الأبــاةٌ ذِمـارَهـايـا مَــنْ رفـعـتَ شِعـارَهَـا تتعـلـلُ |
بالعـدلِ والشـرفِ الرفـيـعِ وهـمَّـةٍتحـمِـي الحـقـوقَ وعِـفَّــةٍ تتـكـلـلُ |
هـبَّــتْ نـسـائِـمُ عـــزةٍ وكـرامَــةٍنـادَتـكَ بالتغيـيـرِ , صِــرتَ تُعـطـلُ |
هتـفَ الـورَى بربـيـعِ أمَّــةِ يَـعْـرُبٍلمَّـا تغـنَّـى فِــي الصَّـفـاءِ البُلـبُـلُ |
الشعبُ يرغبُ فِي امْتـلاكِ زمامِـهلِيضئَ شمْعا فـي الوجـودِ ويُشعِـلُ |
بـادرتَ توقـدُ فـي الـبـلادِ مَحـارقـاًخَـــفَّ الـعَــدوُّ لِهَـولِـهَـا يَـتـدخَّــلُ |
فاتركْ لِشعبـكَ فِـي اختيـارِ حياتـهِهـذا زمـانُ العامليـنَ قُـلِ اعْمَـلُـوا |
وارْحـلْ كمـا رحـلَ الطغـاةُ بِغيِّهـمْفالشَّعْـبُ بــاقٍ والنـوائِـبُ تَـرْحَـلُ |
|