على بُعد خطوة ٍ واحدة إستيقظ الوجع الدفين من اوراق الفجر
المضمخ بشدى الزعفران ليطلق زفرته الكونية .. و يشعل الأنفاس
من حوله .. و يتركنا نفتش عن بعض الذكريات التي قد تؤلف بعض الحياة
رغم المسافات التي ما زالت هاربة ً من أثارها القديمة .. وجد المسافر
بعض الأمنيات التي ما زالت ملقاة ً على ناصية الأمل تنتظر من يمسح عنها
غبار الزمان و أتربة المكان المقفر بوجوده .... كان منظر ُ المخيم شديد البؤس
بل كان الوقت ُ أشد َّ وطئاً من دباباتهم و ذخيرتهم ...هنا في مخيم جنين ... كل شيءٍ
يتساءل عن ما هية ما حصل هنا ... دماءٌ تغلف الشوارع و الأبواب و أشلاء ٌ من الصبيان
تتكوم فوق بعضها البعض و شيخ ٌ مقعد ٌ يفتش عن راحتيه اللتان أمسكت يوماً حجراً و خنجر
و على الطرف المجاور .. تقف جموع ٌ منسقة ٌ من وسائل الإعلام لتلتقط بعضاً من الصور التذكارية
لأطفال ٍ لم يكونوا باسمين ... منذ عدة اعوام و صور المخيم تلاحقني حتى في أصغر أشيائي
يقولون أنَّ رجال المخيم كانوا يشحذون الشمس بأصواتهم ... لم تعد تلك الأشلاء باقية ً على أرض المخيم .. و لكن مازال الألم متيبسا ًبين أزقته و أبوابه و ساحاته ....
هناك على ضفاف الوجع الممتد بين أروقة القلب يتبادل إلى مخيلتي بعض ٌ من حكاية الجدة عن حلم ٍ لم يكبر بعد .. منذ اكثر من ستين عاماً و أنا و الحلم عاشقين لطفولة ٍ لم نعشها بعد ...
التوقيع
أحنُّ إلى خبز أمي
و قهوة أمي .. و لمسة أمي
و تكبر فيّأ الطفولة .. يوماً على صدر يوم
و أعشق عمري .. لأني إذا مت ُ أخجل ُ من
دمع ... أمي ...
آخر تعديل اسامة الكيلاني يوم 07-20-2011 في 08:23 PM.