ارتدى مزاجها الايحاء المتأرجح ، تبدى له بعد أن سافر عبر عينيها الواسعتين أنها تبحث عن متاهة تستطيع أن تقيم بها أعواد المشانق لكبرياء الرجل المزعوم...
هي شفافة جدا، إذ يتعرف إلى رغباتها، استيائها، سعادتها من خلال عينيها القادرتين على استيعاب موجودات الكون، صور الكون المعكوسة على عينيها أجمل من صوره الحقيقية، لقد اعتاد على الجزم بذلك لكل من تقاسم معه التساؤلات المتلاطمة عن المرأة و الزمن و المكان.
عندما ينظر الى تفاصيل جسدها و هي تتمايل بهدوء ممتزج بالصخب، يشعر حقا أنه ينتمي الى أولئك الذين يعيشون اللحظة بسعادة عارمة...
لذلك تتوقف نظرية النسبية الزمنية لآينتشاين، يتوقف الزمن كي يشعر بالحظ لأنه يتابع رقصتها القادمة من الأعماق الهندسية للريناتشيتا مثلما يقول زائر أبيض إلى الكوليزيه الروماني.
لقد أوقف معها النسبية عند حدها، و تأكد له، أنه مهما كان للشمس ما تراه من جحافل الموج الكسير و مهما كان للرب ما يراه من أقدار الخليقة...
فإن له رائحة تلك الابتسامة الندية، و له تلك الرحلة المجيدة حول منحنيات متناسقة يرسمها بتفان خالص الثوب على الجسد، له تلك الجلسة الدافئة إلى اعتمالات الفكر...
برفقتها يبدو هذا الوجود أكثر قابلية للحياة، هذا هو ما يحاول أن يقنع به العالمين، برفقتها يبدو هذا الوجود أكثر قابلية للحياة.
كانت مزيجا جينيالوجيا منسجما، همساتها، نظراتها المترنحة و الأكثر توزعا على الأشياء الجميلة تضعه أمام مشهد التحديق في مكونات لوحة تجريدية، بيد أن ثنائية الاقتراب و الابتعاد معكوسة، فكلما ابتعد يتراءى له صراع الألوان و كلما اقترب تتبدى له وريقات مذهبة لزهرة ازدان بها منبسط أخضر.
لم يكن مشهدا تجريديا كلاسيكيا أبدا، لقد كان جديدا، إنه قمة الشعور بالحظ المنطلق بطلاقة نحو الأبدية.
كلما ازداد اقترابه...تتنازعه شراسة الرومانسية و شراسة الواقع
فضل أن يجلسهما حول مائدة تفاوض
التهبت مناوشاتهما
تقدمت أخيرا نحوهما تمشي الهوينى...فصمتا...و تبادلا التهنئة بمقدمها
لقد اكتمل مثلث الحب
الرومانسية و الواقع يتصافحان...
و هي، ذات الشفتين المغمستين بالورد،
تحدثه عن كيف تتابع المد و الجزر على صفحة الرمل التي كتبت عليها اسميهما و لم يستطيعا مسحهما.