أخي د/ عدي شتات :
طلبت مني روح النبع ونبراس عنوانه السيدة الكريمة عواطف عبد اللطيف , أن أشارك بقصة قصيدة ,,
ويسعدني ويشرفني أن البي هذا الطلب الغالي والثمين ,,, وعليه فقد اخترت قصيدة ( إن بعد العسر يسرا)
وهي على الرابط التالي :
https://www.nabee-awatf.com/vb/showthread.php?t=1795
وأما قصتها فهي قصة قضايا أمة صارت حكاية الأمم ,,, إذ بعدما غزا تتار القرن العشرين عراقنا الحبيب , بعدما اغتصبت فلسطين وبعدما ضربت أمة الإسلام في كيانها ,, وقسمت تركة الدولة العثمانية بموجب سايكس بيكو ,,, تقزم عقول الكثير من الناس في فهم الأحداث المتسارعة ,, حاملة معها عواصف الهزائم المتلاحقة ,
حتى وصل الأمر إلى انتهاك الحرمات والمقدسات والأعراض ,, وفراعنة الأمة لا يتصدون إلا لصحوة شعوبهم خدمة لساداتهم ,,, فأطيحت برؤوس الشرفاْ ,,, وزج كرام الخلق في السجون والمعتقلات ,,,
رحت أبحث كبقية خلق الله عن إنسان يخرجني مما حل بي من حزن وألم وكفر بمبادئ الوطنجية والقومية
والإقليمية البغيضة والعنتريات الفارغة على محطات الإذاعة وأبواق السلاطين ,,, وبحثت في ذاكرتي عن إنسان ليس كبقية البشر أو هكذا خيل إلي ,,, فتذكرت معلمي وأستاذي الذي له الفضل الأكبر عليّ ,, في تعلم لغتي العربية وتذوق معانيها ,, كيف لا وهي لغة القرآن العظيم ,,, ذلك العملاق الرائع الذي علمنا حب الله وحب الرسول وحب الوطن والتفاني في سبيل الله من أجل رفعة شأن الأمة وإعادة الإحتكام إلى كتاب الله وسنة نبيه ,,, فلمعت بارقة محبة واحترام وتقدير لذلك القدوة الجبارة ,, فاخترت زيارته بعد أن تعرفت على عنوانه ,,, فزرته في بيته فوجدته قد ظهر عليه العجز وأحنى ظهره ,, وعكازه بجانبه وهو يؤدي صلاة الضحى لذلك اليوم الذي زرته فيه فرحب بي بعد السلام من صلاته ,, فدار بيني وبينه هذاالحوار والذي كان في ختامه ,, أن تنبأ بزوال دولة الاتحاد السوفييتي ,,( قطب الشرق)ثم زوال قطب الغرب ( أمريكا ) بإذن الله وقد بدت علامات وهنا ووضعف عمودها الفقري ( الإقتصاد) ,,, هذه قصتي لهذه القصيدة ,,, وأرجو أن أكون قد وفقت في السرد وأداء الحقيقة كما كانت ,,, ولكم مني خالص محبتي وتقديري ,,
بسم الله الرحمن ا لرحيم
إنَّ بعْــدَ العُسْر ِيُسْــــراً
******
أزْهَرتْ أيامـُـــــهُ دهــراً فدهـــــراً
قدْ حنى يمْشي علَــــى العُكَّاز ِظََهـْـــرا
ناهـَـز التسعين شيْــخٌ عالــــــــــم ٌ
يعْمـُــرُ الايمــــانُ في جنبيـــه ِصــدْرا
ذو بياضٍ ناصعٍ يزهـُــو بــِـــــــهِ
في وَقـــــــار ٍزادَه الشـَّيْــــبُ وَأثــرَى
إن ْدَنا فالطِّيـــــبُ يدنو قبْلـــــــــهُ
أو مَضى في السَّرْدِ عَنْ مَاضِيهِ سرَّى
جالسٌ في روْضةٍ تزْهو بــِــــــــه ِ
يعْتنيها عُمْرَهُ سـِــفـْــراً فَسِـفـْـــــــــراً
يالهُ مِنْ وادِعٍ فــي سـِـرْيـِــــــــــهِ
قدْ حباهُ اللـــهُ فوْقَ الـــدّر ........ دُرَّا
زرْتـُـــــــهُ ظمْآنَ أبْغـِــي رَشْفـَــةً
مِـنْ يَنـَابـِيـعَ احْتوتْ شهْداً وعِطْرَا
رحَّبَ الشَّيْخُ الذى فـــي و ِرْ دِ هِ
واصَـلَ التَّسْبيح َوالتَّحْميــدَ وِتـْــــــــراً
قلتُ ويْحِي كمْ يكــونُ العُمْــرُثِقْلاً
إنْ دَنـا الترْْحالُ مـــنْ دَار ٍلأخْــــــــرَى
فاسْتدارَ الشيخُ نحْوِى مُــرْسِــــلاً
بسْمَــة ًشاخَت ْمَــعَ الأيَّام ِحـَــــــــرَّى
********
قلتُ : شيْخِي هــذهِ الــدُّنْيا غَــدَتْ
غُصَّــةً في الحَلْقِ جُرْحـَــــاً مُسْتَمِـــرَّاً
صارتْ الاوطانُ فيهــا سِلْـــعـَــــةً
واسْتَـــوى الضِّدانِ صـَـارَ الخَيْرُ شَــرَّاً
اّدَميُّونَ ا ستَظلُوا غـَيْــــمَــــــــــة ً
يحْسَبُــونَ العَيْشَ خُلْـداً مُسْتَـــــقِــــــرَّاً
اسْلَمــوا اشْطانَهمْ ظـَهْـرَ الـهَـوَى
كــُلَّ شَيْطانٍ رَبَــا فـيــهـــــا وَأمْـــــــرَا
يعمُــرونَ الأرْضَ حتـَّـى أنَّـهُــــــمْ
غامــــروا فـــي الكونِ يبْغونَ المِجَـــرَّا
( دسْتروا ) أهْواءَهمْ في شِرْعَــةٍ
واسْتَباحُـوا فِطْــرَةَ المِنْهاج ِظهْـــــــراً
حَرَّفـوا الاسماءَ عَــنْ أشْيـــائـِهــا
فالخَنا عـِـــــز ُّوصَـــارَ الدِّيــنُ كُفْــــرا
نافسُـــوا قـارونَ فـــي امْـلاكـِــــه ِ
(وَيْكَأنَّ) المَالَ يُعْـطي العمْـرَ عُْـمْــراً؟!
ثمَّ غابتْ فــي الثـَّـــرَى أجْسادُهُـمْ
تارِكــينَ الاصْفَرَالبَــــرّاقَ تِبْــــــــــــراً
********
قـالَ شْيـخِي : وَهُـوَ يَرْثي حَالَتِـــي
أيُّها المَقْرورُ فــي دُنْيـــــــاكَ صَْــــبـراً
كَمْ نَبيٍّ في الــوَ رَى حَـلَّتْ بــــــهِ
نائِبـاتٌ تُعْجِــــز ُالتَّعْــدادَ حصْــــــــــراً
فـَـإذا مااسْتُـنْـفِــذَتْ أسْــــبَابُـهُـــمْ
واسْتَشَاطَ الحِقْدُ فـــــــي الكُفَّار ِشــــراً
أيْقَـنَ الايمانُ ضعْفـــــاً مــاثـــــلا ً
جـاءَ وعْــــدُ اللــــــهِ للايمــان ِنَصْـــراً
هكذا الدُّنْيا إذا اخْتَلَّـــــتْ تَـوَلَّــــتْ
يَنْبَـــــرى الطُّغْيـانُ للانسـانِ قَهْــــــــراً
فالـــدُّنَا مَعْبُـودَةُ الغـاوينَ دوْمـــــاً
يبتغــون الَّلهْوَ فيهـــــــــــا والمَفَــــــــرَّا
كالعَروس ِازّيّـنَــتْ فِي خـِدْرِهــــا
تسْلــــُبُ الانظـــارَ حَيْــــثُ الرَّكْبُ مَـــرّا
حُــلْـــوَةٌ , أخّــاذَةٌ , مَـعْشـُــوقَـــةٌ
لاتُسـاوِى عِنْــدَرَبِّ العَــرْشِ ظُفْـــــــــراً
********
دُولَــةُ الأيــــــــام ِنـَـهْــــج ٌدائِــبٌ
منـذُ بـدءِ الخَلْــــقِ والتَّـاريخُ يُقْـــــــــرا
شاهِـــــدٌ في عَصْـرِنــا أُمْـثـولَـــةٌ
ر احَ عِبْـــــــــرَ الرِّيـحِ بِالمِذْراةِ يُــــذْرا
قِيلَ: قُطْبُ الشَّــرْقِ أضحى فِرْيَـةً
لـم يُقِرُّوا أنَّ لـلـمَخْلــــــــوقِ عُمْـــــــراً
ذاكَ قطْبُ الغربِ أحْنــى ظَهـْـــرَهُ
يَلْـفِـظُ الانفـــاسَ مـــنْ وهْـــــم تَعَـــرّى
كلُّ مخلوق ٍلـــــــهُ في جسمـِــــهِ
عِلَّـــــــة ٌتَنْمُـــــــو لِكَــيْ تـُودِيــهِ قبْــراً
يا دُعاةَ الحَـــقِّ إنَّــــــا أمَّـــــــــة ٌ
أُخْرجَــــــتْ للنــاسِ إنقــــاظاً وخَيْــــــراً
جاهِدُوا في العُروةِ الوُثْقى خِفافـاً
أْوثِـقــــالاً إنَّ بَـعْــــدَ العُسْــــــر ِيُسْــــراً
********