لوحات الفنان عمر مصلح ... وجوه وامكنة بحجم الحشرجة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ بقلم الناقد ناظم السعود
ألذي يتأمل لوحات الفنان العراقي عمر مصلح ينجذب إلى عدة استقطابات : تعبيرية ولونية ودلالية .. الخ. ولا يكاد الرائي ينجح في الأفلات من إحداها حتى يسقط في أسر أُخرى أوقع حضوراً وأوسع دلالة .
هذه اللوحات المشغولة بأنامل أمضها البوح وحفزها الوجدان .. تفصح عن مهارة حادة في إسقاط الوعي على السطح . سطح الواقع ( اللوحة ) بحثاً عن الغاطس من المدركات والأنتاجات المغيبة تحت زخم قوى ضاغطة مفتتة .. والمثير في لوحات عمر مصلح أنها لا تندرج تحت مدرسة فنية معينة .
فالموضوعات المختارة بحذق عال تكاد تنتج بالمقابل أشكالها التعبيرية وربما التقنية في بعض الأحيان وثمة ظاهرتان تستجلبان الأنتباه بقوة كثرة الوجوه التي ينتقيها الفنان توطئة لتجسيد عشرات المشاعر والأنفعالات على هذه الوجوه التي تصبح تكويناً متسعاً لوجدان الداخل وتكالبات الأعماق . وهناك تعدد الأمكنة ( الساكنة ) في اللوحات التي تشير إلى حالة الهجر والتلاشي التي حكمت هذه الأمكنة .. وفيها يلاحظ ذكاء الفنان في مد الدلالة بعيداً الى مستوى الفجيعة حيث جعل الأمكنة تشكو غياب الأنسان وانتفاء صور الحياة .. والقصد هنا واضح فيه اشارة الى تأثر الامكنة بلوعات الحروب والحصارات معاً أثر كبير في بقاء الأنسان وربما انقراضه .
إن اللوحات بتنوعها وتعددها تشي بثراء عوالم هذا الفنان وقدرته على تجسيد مدرك ومسؤول عن مختلف التأزمات والأسقاطات التي تنهل من أفق بات ضيقاً وكل ما عمله الفنان عمرمصلح أنه سعى الى تأطيرها بمعان تصلح إلى حد مد الفرشاة في جذور الحشرجة .. وهذا ليس بالقليل .