عندما أقامت مصر الصلح بين حماس وفتح في وقت كربتها واللحظات الفارقة في تاريخها أو في أحلك ظروفها ابتهجت كثيرا عندما أقامت الصلح وهي مازالت حينئذ تنزف فترنم لساني بمطلع القصيدة : الله كم بلدي كبيرة، وما هو باندهاش ولا بشده ولكن تأكيدا قالها لساني، إن استرداد عافية مصر هو شفاء لكل الدول العربية، وكم أعجبتني الجموع الغفيرة في القاهرة الجمعة الفائتة عندما جالت على الثلاث سفارات السورية والليبية واليمنية حينها قلت أيضا: الله كم بلدي كبيرة ...
غير أن الحلم الأكبر مازال يرتجى من بلادي فهي لم تقدم المرجو منها وستقدم إن شاء الله غير آبهة بأصحاب المواقف غير الأصيلة لأن الله جعلها هكذا
الله كم بلدي كبيرة
اللهُ كم بلدي كبيرَة
في جُرحها حملت همومـًا
واستجابت للبلاد المستجيرة
هو طبعُ مصر يعود كالشمس المنيرة
لا غبتِ يا مصر العظيمة
يا ضمير الأنقياء
ويا وفاء الأوفياء
بأعصر ٍ نـَـضبت دماء الأوفياء
وزاد فيها إفك ُ مَنْ خلـَّـى ضميره
عودي لمنزلة القيادة
ما بها الدنيا أحقٌ منك أو بلدٌ جديرة
هي أنت يا بلدي جديرة
بك شِرعة ٌ قامت على عدلٍ
وأبناءٌ هنالك منهمُ دولٌ فقيرة
وعزائمٌ لم تؤتَ أرضٌ مثلها
وعلى ربوع ِ بلادنا ظلت وما زالت وفيرة
أبحرتُ في كتب العصور موجها فكري
وبحثي لم أجدْ سطرًا يشدُّ شراع قلبي نحوه
أو أوْقِفَ المجدافُ ثانية ً
لكي يرتاح من تجديفه المنهوك ِ
من جهد ٍ وأبحاثٍ عسيرة
عرّجتُ في أفق العلوم فلم أجدْ
إلا علوم أولئك العُـرْب الذين على ضفاف النيل
مِن راحت بهم تسمو الأباعدِ والعشيرة
نـَبّـثتُ في الأرضـِــيــِــن لم أرَ غير ما خفروه أجدادي
ويا كـُثرَ الذي تركوه أجدادي
فها شعرٌ
وها علمٌ
وها فنٌ "1"
وها نصرٌ
وها كرَمٌ
وها أصلٌ
وها حسَبٌ
وها عدلٌ
وها تقوى
وها زخرٌ إلى الإخوان
كالزخر الذي لليوم ِ فوق الأرض ِ
يرعاه البنون َ المخلصون ابْناءُ مصر
القائمون على براءات السريرة
ووجدتُ جدي من به الأكوان قامت قائلاً :
أتعبتَ نفسك يا حفيد بني بني أبنائنا
مَـن هشموا كل الصعاب وكل ما استعصى على أمم ٍ كثيرة
ها جدتي هزجاءَ أهلا يا حفيدَ المُرْبيات رجالـَـنــا
خيرَ الرجال ِ أولئك الهممُ الذين لهم في كل دربٍ حكمة ً
وهمُ على الكون الكبير لهم بصيرة
للآنَ أنتم يا حفيدي منبعٌ للنور
يا ولدي لـَـكـَـمْ حقا أنا بكمُ فخورة
قـَـبـَّـلـتـُها قبلاتِ شعبي،
شوقـَهم
وسلامَهم
وشكرتها عما وجدنا من ضخام فعالهم،
نهضت وقالت:
عدْ يا بني بذلتَ نفسكَ
لم تجد مجدا كمجد ذويك عدْ
ولقاؤنا عند الذي خلقَ النفوس
ومجدهُ مجدٌ تعاظم فوق مجد ٍ
صانعوه من التراب
جميعنا سيضم خالقنا مصيرَه
1- الفن هنا ليس الفن الساذج الآثم الماثل في الأفلام الماجنة التي ادعت لعبا أنها تقدم فكرا وحلا فأنا بريءٌ من هذا الفن كما قومي الذين يخافون الله والذين يحبون دينهم وبلادهم وعلى إصرار فإن شعبنا يرفض كل هذا الفن خلا الديني والوطني، ولكن قصدت العلوم الهندسية التي أدهشت العالم وغيرها من الإبداعات وما زالت وباعتقادي أنها ستبقى تدهشهم