تظهر التجاعيد عادة (سواء كانت على شكل خطوط دقيقة أو عميقة) في مناطق الجسم الأكثر عرضة لأشعة الشمس، كما توجد عوامل أخرى كثيرة تزيد من ظهورها، منها التدخين، وطريقة تصفيف الشعر، وطريقة لبسك، ومهنتك وعاداتك الترفيهية، والوراثة.
ويشمل علاج التجاعيد المواد المضادة للأكسدة، والمرطبات، وحمض الألفا هيدروكسي، وحمض فيتامين أ A. اما الإجراءات التجميلية التي تزيل التجاعيد فهي «درما براسيون»، و«ميكروديرما»، والتقشير بحمض الجليكوليك، والليزر، والبوتكس، والتعبئة.
العوامل التي تسببها
هناك عدة عوامل تسبب التجاعيد نذكر منها:
الشيخوخة
التجاعيد نتيجة ثانوية لعملية الشيخوخة. فمع التقدم في السن تنقسم خلايا البشرة ببطء أكثر، وتصبح الطبقة الداخلية، التي تدعى باطن الجلد (الأدمة) رقيقة. كما ترتخي شبكة الإيلاستين (البروتين الذي يؤدي الى تمدد البشرة) وتضعف ألياف الكولاجين (البروتينات الهيكلية الرئيسية في البشرة) التي تدعم الطبقة الخارجية، وتنهار مما يسبب الانخفاضات على سطح الوجه.
ومع الشيخوخة، تفقد البشرة ايضا مرونتها، وتصبح أقل قدرة على الاحتفاظ بالرطوبة، ويقل افراز الغدد الدهنية وتتباطأ البشرة في الشفاء. وكل هذه العوامل تساهم في تنمية التجاعيد.
انقباض عضلات الوجه
يعتقد أن سبب تطور الخطوط ما بين الحاجبين (خطوط التجهم) والخطوط البارزة حول زاوية العيون، يعود إلى انكماش العضلات الصغيرة. أيضا الابتسامة والعبوس والتحديق وتعبيرات الوجه المعتادة الأخرى، تسبب هذه التجاعيد وتجعلها أكثر بروزا.
أضرار أشعة الشمس
التعرض كثيرا لأشعة الشمس يمكن أن يؤدي الى شيخوخة مبكرة في البشرة، فأشعة الشمس فوق البنفسجية تسبب الضرر لألياف الكولاجين والالستين، وهذا يسبب التجاعيد والترهل.
التدخين
البشرة الصحية يمكن أن تعيد تجديد نفسها على الدوام، فعندما يتحطم الكولاجين القديم يتم انتاج كولاجين جديد. وقد وجد الباحثون أن التدخين يؤدي الى انخفاض ملحوظ في انتاج الكولاجين الجديد، الذي يؤدي عدم توفره الى تطور التجاعيد.
خيارات لعلاج التجاعيد
هناك العديد من الخيارات لمواجهة التجاعيد، منها إزالة طبقات البشرة للحد منها ولاستعادة سلاسة البشرة وشبابها، ومن الطرق المستخدمة في ذلك «درما براسيون» (تقشير طبقات البشرة) والتقشير الكيميائي (اذابة الجلد) وهما من الطرق التقليدية في تقشير البشرة.
وبالاضافة إلى هاتين الطريقتين، هناك تقنيتان جديدتان: الأولى العلاج بالليزر مع الإربيوم أو ليزر ثاني أكسيد الكربون، والثانية حقن البوتوكس والتعبئة. وتعتبران من أحدث التقنيات لإصلاح شيخوخة البشرة والتجاعيد.
اذا كنت تفكرين في علاج تجاعيدك، اسألي طبيبك عن الإجراء الذي يناسبك، فلا يوجد بديل لنصيحة طبيب مختص، لأن لكل شخص احتياجاته الخاصة، وبالتالي هناك اجراء يفي بحاجاته المحددة.
كريمات مكافحة التجاعيد
تتوافر حاليا أنواع مختلفة من الكريمات التي تستخدم في تقشير البشرة ومكافحة التجاعيد، نذكر منها:
* حمض فيتامين أ A (مقشر الريتن ايه Retin A)، هذا العنصر يتوفر عن طريق وصفة طبية، وله سجل طويل من النجاح في معالجة شيخوخة البشرة والخطوط الدقيقة.
أما الكريمات التي تحتوي على ترتينوين فيجب ان تستخدم باستمرار. وقد تسبب الاحمرار عند اول التقشير، لكن هذا يمكن تلافيه عن طريق استخدام كريم قليل التركيز أو وضعه بكميات قليلة حتى تتعود عليه البشرة.
* أحماض الالفا هيدروكسي وتسمى «أحماض الفواكه» وتشمل الجليكوليك وحمض اللبنيك. المستحضرات التي تحتوي على احماض الفاكهة هذه آمنة تماما، ولا تسبب الا تهيجا قليلا ومؤقتا. وبعد استخدامها ستلاحظين تحسنا رائعا على بشرتك.
* مضادات الاكسدة: وتشمل فيتامينات ايه A، وسيC، وإي E، فضلا عن بيتا كاروتين. هذه الكريمات ممكن ان توفر قدرا معينا من الحماية من أشعة الشمس، وتحسنا طفيفا على التجاعيد.
* المرطبات العادية: الكريمات التي لا تحتوي على أي من المواد المذكورة اعلاه لا يمكنها إلا أن تجعل التجاعيد أقل وضوحا مؤقتا (الحد من ظهور الخطوط الدقيقة).
الإجراءات التجميلية
* التقشير بحمض الجليكوليك: هذا التقشير سطحي، ويمكن ان يحدث فرقا طفيفا جدا في التجاعيد الرقيقة.
* التقشير العميق: هذا التقشير يستخدم مكونات مثل حمض السيلاسيلك وحمض تريكلوراكتيك، قد تخترق أعماق البشرة قليلا. أما التقشير العميق فيقدم نتيجة أفضل من حيث تجانس الخطوط الدقيقة. وكلما زاد عمق التقشير زاد خطر التأثيرات الجانبية مثل التغيرات في الصبغة الدائمة (التغيرات في لون البشرة) والندب. هذا النوع من التقشير لا يتطلب التخدير.
* التقشير السطحي بالليزر: باستخدام ادوات مثل ثاني أكسيد الكربون وليزر الإربيوم، يستطيع الأطباء تحقيق نتائج مماثلة للتقشير الكيميائي.
ويجري في هذه العملية تمرير الليزر عدة مرات فوق المنطقة المراد معالجتها، حتى يصل المقشر الى منتصف باطن البشرة، أي الطبقة الثانية للبشرة. وهذا يساعد على تحفيز طبيعة الجسم لانتاج الكولاجين الذي ينفخ البشرة المترهلة والتجاعيد.
بعض الاطباء ينفذون هذه المعالجة تحت «التخدير الواعي» بحيث تظل المريضة مستيقظة وتتلقى الأدوية عن طريق الوريد لتهدئة الألم وتخفيفه. وقد يحتاج هذا الإجراء الى التكرار لزيادة التحسن.
وقد تستغرق البشرة وقتا طويلا في الشفاء (أسابيع الى شهر) بعد هذا الاجراء، بالاضافة الى أنه يمكن ان يحدث تغيرات صبغية دائمة وندب.
* التقشير العميق بالليزر: الليزر الحديث يعمل من خلال تعديل التقشير بالليزر السطحي التقليدي. وهذا العلاج لا يؤثر على البشرة كلها، لكنه يغطي المساحة المحيطة بالبشرة التالفة. والشفاء يكون اسرع من التقشير التقليدي، ونتيجته أفضل قليلا. لكن تظل هناك حاجة لعلاجات عديدة لتحقيق الاستفادة الكاملة.
* نون ـ أبلاتيف ليزر ريسرفيسنغ: الليزر الحديث يحاول تحفيز انتاج الكولاجين تحت البشرة من دون تقشير البشرة أو إتلافها. وتشير الدراسات والتجارب الطبية الى ان مثل هذا الإجراء يمكن ان يحسن التجاعيد، لكن ليس بقدر التقشير السطحي بالليزر، والعلاجات المتعددة قد تكون ضرورية.
هذه الإجراء غير مؤلم تقريبا، احيانا يكون هناك القليل من الاحمرار او لا يكون، كما تظهر بعض القشور ثم تختفي بعد ذلك.
*الحرارة وراديو فرونكسي: اكتشاف آخر لتجديد شباب الوجه هو تسخين الأنسجة باستخدام ترددات لاسلكية تستنبط الاشعة تحت الحمراء. هذه التقنية لا تزال قيد التطوير، والنتائج حتى الآن تشير الى ان هذا العلاج آمن وتكون نتائجه واضحة، ويحصل تحسن دائم، ولكن ليس بقدر التقنيات الجراحية مثل شد الوجه.
* العمليات الجراحية البلاستيكية: جراحة شد الوجه ورفع الحاجبين والعمليات المماثلة، يمكن ان تكون مفيدة جدا لبعض المرضى.
* البوتوكس: حقنة البوتوكس تشل العضلات التي تسبب التجاعيد على الجبين، والخطوط الدقيقة حول العينين والتجاعيد الأخرى.
وتستمر النتيجة عدة أشهر، لكن يجب أن تكرر الحقنة للحفاظ على التحسن.
وحقن البوتوكس طريقة آمنة، إذ لا ينتشر شل العضلة عبر الجسم حتى لا يسبب الضرر في أماكن أخرى.
* التعبئة: يجري حقنها في البشرة لزيادة حجمها، وتسطيح التجاعيد والطيات.
ولفترة طويلة كانت مادة الكولاجين التعبئة الاكثر شعبية، لان أثرها يستمر على الأقل بضعة أشهر. وفي الآونة الاخيرة، أصبحت مواد التعبئة الجديدة، مثل حمض الهايلورونيك، ذات شعبية كبيرة، لأن تأثيرها يمكن أن يستمر من ستة الى تسعة أشهر، او حتى لمدة اطول.
الاستشارة تقلل المخاطرة
أي شخص يفكر في أي من الإجراءات التجميلية ينبغي أن يتأكد أولا من استشارة الاطباء ذوي الخبرة في هذا المجال وفي هذه التقنيات. وينبغي أن يجمع معلومات كاملة عن المخاطر والفوائد المحتملة لهذا الأجراء، ودراستها قبل الاقدام على أي خطوة.