بكل جوارحي اسطر كلماتٍ ، وأمنياتي ان تجمعي اشلاءَ حروفها ، وتبعثي فيها حياة ً من مدادك الذي لطالما شاركني في أحزاني ،وواساني في أيامي السقيمة ، واظلني في صحراء احلامي المحترقة بناري وناره ...
ونار الحصار الذي يأكلنا يوماً إثرَ ،يوم ويقتل خلجات قلوبنا ويمزق شغافها ....
آه ياسيدتي ...
ليتك ِ في هذه اللحظات هنا بقربي لتلمسي بمشاعرك ِ واحاسيسك ؛وقد عهدتها صادقة ً أثرَالجرح الذي يعانيه الحب في وطني ...
وطني يذرف الدمع على الحب ؛ لأنه يتعذب مرتين ؛ مرة بسبب الحب نفسه ، واخرى بسبب قيود الحظر والحصار اللذين يحاربان الحب ...
اما الحب فأنه يذرف المدع على وطني .. يبكي ألما ً على بابل، ويشهق بزفرات حرى على شارع المتنبي ...
الحب يشعر بالذنب تجاه الوطن؛ لأنه لايتمكن فك قيده ،. والوطن يتحرق شوقا ً ليمنح ابنه " الحب " أجنحة الحرية ليحلق بعيدا ً .. بعيدا ً في آماله ....
سيدتي .. على ضوءِ قنديلٍ نفطي أكتب لكِ ... أكتب لك ِ في ساعتي ليلين ؛ ساعة في ليل روحي وقلبي اللذان يأملان ببصيص نورٍ في هذا النفق المظلم ، وساعة ليل هذا اليوم الذي انتهى مثلما ابتدأ... منتهيا
اكتب ُ لكِ والبرد يلفني مرتين ؛ فأرتجف لشدة برودة هذا الكهف البعيد البعيد .. فلا شمس حب ٍ تدفئه ، ولاحرارة قلبٍ تذيب جليده ، ولاهدير صوت الشعب العربي يزلزل اركان هذا الكهف ....
سيدتي .. ماذا اكتب ؟ ومعاناة شعبي لاتحتويها رسالة او قصة أو رواية ؟
سيدتي .ز كيف اجد كلمة ً تكون بحجم مأساة شعبي وهي فوق حدود الوصف ....؟
أأكتب عن اطفاله؟ مسنيه ؟ عشاقه عاشقاته ؟
سيدتي بغداد تحبك ِ
سهر عشاقها يقرأون كتاباتك
يتوسدونها ودموعهم حائرة في مآقيهم ...
العراق يحبك
دجلة والفرات يعشقان عينيك
نخيل بلادي سقاكِ من تمره حلاوة البيان
حناء" فاوه ِ" ضرجت مداد قلمكِ بلون سحري فخرجت كلماتك .. كلمات الوجد السحرية احلى الكلمات ...
سيدتي .. تعالي لعراقك الوسيم الجميل وستمنحكِ أثار بابل والحضر الخلود ... اهمسي بقلمك ِ له .. غازليه .. وسيمنحك ِ المتنبي رضاه .. وسيحبك الاحنف كفوز بل واحب ... تعالي .. وحين تأتين .. ستبقى شهرزاد تقص حكاياتك على شهريار حتى آخر ليلة من عمر الدنيا
شتاء 2002
التوقيع
ممن اعود ؟ وممن أشتري زمني ؟ = بحفنة من تراب الشعر ياورق؟