في جلسة شاي بعد الغداء مع زوجي وأولادي في صالة شقتنا الذي يغلفها الحب ؛ حدثني زوجي عن الناجحين والمجتهدين في الحياة وعكسهما الفاشلين والمحبطين ومن هم أعداء النجاح وعدو لدود للناجحين ؛ فقد ضرب لي أمثلة كثيرة في مجال عمله الذي يختلف عن مجال عملي كثيرآ ؛ علاقته بمواد البناء والاسمنت والخرسانات
يعتبر نفسه مبدعآ لأنه يبدع في الخيال لرسم خرائط وتصاميم العمارات والأبراج
- وأنا كما تعلمون علاقتي بالورق والقلم ؛ أرى نفسي أكثر أبداعآ لأن عمل الصحفي يعتمد على ما هو ذهني ؛ بما يفكر به ومن خلال قلمه يبدع ؛ ليس هذا محور ما أنوي قوله ؛ أتفقنا على أن الانسان الناجح في عمله وحياته بشكل عام يمتلك روحية شفافة محبة للخير للاخرين ليس كما الفاشل والمحبط ؛ حيث الفاشل يلازمه شعور بالحقد وبالدونية من الناجح والمبدع ؛ فسألني زوجي هل واجهتي في عملك ومن خلال علاقاتك شخص فاشل وحاقد على أي مبدع ؛
- قلت طبعآ بكل تأكيد ؛ في كل وسط ومجال ؛ لكن الملفت للنظر الفاشلون يمتلكون حرفة أخرى ؛ سألني بأستغراب كيف ؟ أذا كان هو فاشل وغير مبدع ..؛
قلت الفاشل والمحبط والحاقد على الناجح يمتلك حرفة ومهنة آخرى هي الكذب والنصب والاحتيال ؛ ويجيد بمهنية عالية التمسكن ؛ ليستدر عطف الاخرين من الناجحين ؛ وهنالك آخرون يرتدون عباءة الاب أو الاخ الشهيد لأننا نعتبرهم أنبل ما في الوجود فلهذا تراه يتباكى على دم أخيه وهو يحلف أغلظ الايمان بروح الاخ أو الاب كذبآ ؛ ويدعي أنه من ذوي الحظوظ العاثرة أو فرص العمل قليله أمامه كي يجتهد وينجح ؛ لكنه في حقيقة الأمر هو لا يرغب في العمل الحقيقي لا يريد أن يبذل جهدآ فكريآ أو عضليآ ؛ يمتهن حرفة النصب وبخبث ؛ يفرح حين يعد أرقام ضحاياه ؛ وأحيانآ كثيرة يكون متجاوز حدود الكرامة ؛ لايبالي ماذا يقولون عنه الآخرون الأهم مرر حيلته بمكرٍ ودهاء وغنم ما بوسعه من الطيب والناجح ؛ ينتشي بداخله أن أستغل الناجح بضربة قاضية بحيلة من حيله وينصب على صاحب الروح الشفافة الطيبة ؛ الذي يتمنى لو الكل كانوا مثل شأنه ؛ الشخص الفاشل يدعي ما ليس له ؛ وله من اللسان السليط لن يرحم أحدٍ لن يرحم كل من مد له يد العون والمساعدة والتعاطف مع ظروف الفاشل ؛ الفاشل يمتهن الانتهازية والتسلق ويتاجر بروح دم الشهيد ؛
أنتبهت على زوجي غرق في أفكاره ؛ وينتف شواربه الغليظة
- فسألته أين سرحت ؟
- قال تألمت عليك كيف تتعاملين مع هؤلاء وأعرف مقدار نقاؤك وطيبتك وتعاملك بثقة مع الآخر؛ وهل الوسط المثقف فيه نماذج مريضة لهذه الدرجة ؛ المفترض أنتم النخبة ؛ قلت له المفترض أنت قلتها ؛ لكن الآن وسطنا مليء بصحفيين نصف كم وربع كم ؛ يا ريت يجتهدون ويتعبون على حالهم ويمتهنون الصحافة لكنهم دخلاء ؛ واحدآ منهم أعرفه حقيقة بعد أن طبعنا له كتابه أكتشفنا فيما بعد أنه سرقه من أحدى المكتبات وأدعى أن الكتاب له ؛ هؤلاء مرضى الى حد النخاع ويمتهنون كل شئ كل شئ وبمهارة الأ الابداع ؛ وهذا الفاشل لا يتوانئ في الأساءة الى أي مبدع وناجح
أنتهينا من أحتسائنا لكوب الشاي وأنهى زوجي الحوار بجملة أعجبتني الخسيس ينتقم من الشريف لخسته ) أكيد كل من تمسه هذه المقالة يتمنى لو كنت قريبة منه ليطلق رصاصة في فمي أو يقطع لساني ؛ لكن هيهات ما دمت أتنفس سأكتب عن أنصاف المثقفين والدخلاء علينا ؛ تبآ لكل فاشلٍ حاقد ولئيم ..سيأتي يومآ نغربلكم وتبقى الثقافة للمثقفين الأصليين.. فالثقافة والمثقفون الحقيقيون براءٌ منكم .. ودم الأخ الشهيد الزاكي براءٌ منك يا أيها الفاشل والمدعي الى يوم الدين ... تبآ لك يا أيها الخسيس ..؛