مقدمة
لايمكن أن يمر العيد دون أن نستحضر أطفال فلسطين والعراق وكل بقعة من وطننا الإسلامي المنكوب بالأزمات،
في ظل أجواء ملبدة بالظلم والقهر يمر العيد بلا ملامح ، يزرع في الصدر تنهيدة ألم تترجم عجزنا وقلة حيلتنا في نثر الفرح في قلب كل طفل معذب على هذه الأرض،
نرفع أكفنا بالدعاء أن يأتي العيد القادم والعدل يسود العالم والفرح والبسمة على كل الشفاه،
كعكة في يد طفل فلسطيني
أي بني ،دعني أتنفس من ثقوب ثوبك المهترئ وأختبئ بين ضلوع صدرك المثقل بالألم ..
اسمح لي بني بأن أصبح شريكة لك في ثروة الحزن التي أورثوك إياها رغماً عنك..
دعني أمتص لعابك المرّ ..
أشعر بأن عينيك البريئتين تحبسان دموعهما عني وأعلم بأنك لو أذنت لها لتدفقت كالأنهار...
يا لنظرة شقائك كم هي جبارة، إنها تمسح من على خدي قسمات الفرح..
أتعلم صغيري بأنني جئت أبحث عن بسمتي الحقيقية التي فقدتها منذ زمن بين ضلوع مأساتك؟!!!
لا تتعجب صغيري ، فبسمتي الحقيقية هي نظرة الكبرياء التي اري في عينيك.
العيد جاء، فدعنا نتفق على لقاء ..
لاتبخل علي صغيري فأنت الأكرم والأقدر على العطاء..
سأنتظرك هناك على صخرة صبرك أو في ذلك الفناء..
لا تنسى أن تحضر لي شيئاً من كعككم ..ولاتسألني عن كعكي ...فكعكي لا طعم له .
هل تسمح لي صغيري بأن أتأملك وأنت تقضم كعكتك ببراءة؟
هل تسمح لي بأن ألملم الفتات المتناثر من فمك؟ ففي فتات كعكك أتذوق الكبرياء وأتلذذ بحلاوة الكرامة وأشتم رائحة عزة النفس.
لا تعاتبني صغيري ..صدقني إنني أنسحق خجلى مذابة أمام عظمة عطاءك...
صدقني بأنني اشعر بالتشرد تحت أقدام الغربة القصرية التى لم اخترها..
تجاعيد الألم التي أراها فوق جبينك تذكرني بشقاءك وأحلامك الوردية البريئة التي صادرها زمن الجفاف الذي نعيش.
أراك كثمرة صبار..وبا لرغم من أشواك الهم والحزن التي تحيطك فمضمونك هو الأجمل..
قل لي صغيري ، اين ستقضي العيد؟
على ركام منزلكم أم بقرب قبر اخيك الشهيد؟
لكل المرابطين في فلسطين أقول :
كل عام وأنتم للصمود عنوان
كل عام أنتم رمزاً للشموخ والعنفوان
تمنياتي بمناسبة عيد الفطر المبارك بأن يكون لنا وطن يجمعنا وأياكم،
أعلم بإننا سنكون دخلاء عليكم، ولكن قلوبكم الكبيرة بحجم تضحياتكم ستستوعبنا بلا شك، وتلملم شتاتنا الموزع في كل أنحاء الأرض.