دعونا من الورد و الياسمين و قولوا الحكاية .. كل َّ الحكاية كيف (لصبرا) بأن تكون عروساً للقمر و في القرب منها صغار ٌ يموتون حزناً عليها .. كيف( لصبرا ) يا سادتي بأن تشرب الخمر عند ضجيج الهواء .. أكل ُّ المدينة تعرف أنَّا ابتدعنا الحكاية تلو الحكاية .. و كنا نؤسس ديوان شعر ٍ حزين .. على وجه ريحانة ٍ شاردة تغيب الحدود ... و تشهق بعد احمرار السماء بألوان ذاك المسافر عبر الغريب و تسرق من دفتر ٍ للصور بقايا سؤال ٍ يفكر عما يجول لدينا من أغنيات .... على شفة ٍ من رحيل المسافر عن ساعديه تحدب وجه القمر .. و أصبح مثل النساء يحيك الحكاية عند شروق المغيب (صبرا) ... اعتقلت عند حدوث الفجر .. و توالت صرخات الصمت على أعمدة النور .. فتبسم بعض الأطفال عند سؤال ٍ من إحدى الطلعات الجوية عن سر ِّ الوطن الساكن في العينين .. ما هذا النور الطالع رغم الموت .. ما ......... ؟؟!! هل فعلاً يستيقظ كل الفتية بعد الموت و قبل الموت ؟؟!! هل فعلا ً يمكن أن نقتسم البيرة فوق عناقيد الأجساد المنهمكة في رسم التاريخ ... هل فعلاً يمكن لقذيفة هاون أن تقتل كل حدود الحب و تؤلف أوراقا ً من غرقد ... (صبرا) تسكن في دماء الأبرياء ... و تفجر الدحنون لحنا ً (صبرا) .... سيدة ٌ تفتش عن نقاب ٍ في السماء .. و تعلن الوقت الملازم للقطاف ... صبرا رداء ٌ للقمر لا تسرقوها من براثن حزنها فغدا ً ستولد ألف سنبلة ٍ هناك و غدا ً سيرقد بعضنا عند القمر
دعونا من الورد و الياسمين و شدوا السماء بخصلة فجر أتموا الحكاية .. فما زال فصل ٌ أخير ٌ لم ينته فمنذ اصطياد الهواء .. .. تناسى الجميع فتاة ً صغيرة تدعى ( شاتيلا ) فتاة تعيش عبر الحروف التي قد نفتها بعيدا ً بعيدا .. و كانت عند الصباح تعجن خبزا ً لكل الصغار . لكل الكبار و عند اقتراب المساء تطرز شالا ً لمن كان يشرب زيت الوطن .. بأنفاسه المتعبة و تتلو مع الريح لحن الرجوع و تقرأ بعض المنابر بعض الكنائس عند الشفق .... (شاتيلا) فتاة ٌ يونانية البشرة تملك عينا ً تشبه وجه الوطن الغافي عند حقول الزعتر حاول أن يخطفها بعضُ الفتية كي يضعوها عند الباب الأول من لحن الأشياء حاول كل الناس أن يجتمعوا خلف براءة عينيها .. كي يعتمروا ذاك الوطن تراباً ( شاتيلا) كانت تنتشل البحر بكل هدوء و ترسم من ذرات المنفى بعض الورد كانت تقرأ كل تفاصيل الوقت المعكوس كانت أحلى امرأة ٍ في الدنيا .. لو أن َّ العمر خبأها في جعبته ..حَذَرَ الموت .. ما زال التاريخ لم يفهم أن المعضلة الأولى كانت نحن ُ .. و كنَّا أجبن من أن نتكلم عن مذبحة ٍ راح ضحيتها ... قمران ( صبرا و شاتيلا ) رداء ٌ للقمر و شقيقتان تسابقان الريح و الأطفال و تعاشران الموت و التاريخ و الأشجار ( صبرا و شاتيلا ) ... خيوط ٌ من هتافات الصغار تتأملان السير في مدن ٍ تعيش لوحدها ... دون امتعاض ٍ من أحد ( صبرا و شاتيلا ) وجهان للزيت المعبأ في الجرار .... و صديقتان تعلمان الناس .. أن حدود رميتهم سترسم ما تبقى من نهار فلتأخذوا أحجاركم معكم ... الرمية الأولى ... ستحمي طفلة ً تلبس الحناء ثوبا ً للمدرسة الرمية الثانية ... ستترك بعض الحقول تؤمن ُ بعض الطعام الرمية الثالثة ... ستلعن كل الظلام و تمحو تضاريس أجسادنا المهملة .
التوقيع
أحنُّ إلى خبز أمي
و قهوة أمي .. و لمسة أمي
و تكبر فيّأ الطفولة .. يوماً على صدر يوم
و أعشق عمري .. لأني إذا مت ُ أخجل ُ من
دمع ... أمي ...