ونحن على أعتاب فصل الخريف، يلملم أيلول فلوله ليرحل معلناً بداية فصل جديد...فصل له في النفس مكانة خاصة...
أغتنم الفرصة وأضع هنا بعض من هذيان قلمي قبل أن يرحل أيلول
قبل أن يرحل أيلول
مر أيلول من هنا
وأنا كما أنا
واقفة خلف نافذتي أرسم بأنفاسي دروبًا
وأسهمًا تدلك على مكاني
انظر إلي يا أنا
أنا مازلت هنا
كما تركتني عندما رحل أيلول منذ سنة
انا هنا
أتمتم تعويذة علمتني إياها عرافة
مرت ذات مساء من هنا
هل تعود النوارس المهاجرة ؟
كان هذا سؤالي الوحيد لها
أطرقت وهمهمت قائلة
يا بنية لابد أن يعود يوماً نورسك
ولكن عليك أن تقرئي تعويذتي
في كل صباح ومساء
وأن تزرعي في كل يوم سوسنة
سيعود حتماً ربما هذي السنة
أو سيختبئ في معطف أيلول
أيلول ليفاجئك عندما يأتي
ويطرق بابك بعد سنة
مر أيلول
ولم ينس أنه يزرع في عمق الروح وحشة وفراغ
قفز كمراهق أرعن
من على سياج ذاكرة بالجراح مثخنة
فأنبت في أفكاري صمتا مقفرا
وشحوبا يسري في أعماقي
وأسكن عيني ألوانا داكنة
غلفني بضباب أبدي ورحل
قطف من أيامي انتظارا طويلا
وحلم لقاء نسجته من سنة