آخر 10 مشاركات
العلة في العروض(علل الزيادة) (الكاتـب : - )           »          الزحاف الجاري مجرى العلة في القصيدة (الكاتـب : - )           »          اللَّهمَّ صلِّ على سَيِّدِنا محمد (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          سجل دخولك بنطق الشهادتين (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          دمـوعٌ خـرســــــــــاء .. !!!!! (الكاتـب : - )           »          محبك في ضيق..وعفوك اوسع ... (الكاتـب : - )           »          الزحاف المركب ( المزدوج) في العروض (الكاتـب : - )           »          الزحاف المفرد في العروض (الكاتـب : - )           »          أسماء القافية باعتبار حركات ما بين ساكنيها (الكاتـب : - )           »          في السماء بلا حدود (الكاتـب : - )



العودة   منتديات نبع العواطف الأدبية > نبع الفكر > المقال

الملاحظات

الإهداءات
عواطف عبداللطيف من أهلا وسهلا : بالشاعر خالد صبر سالم على ضفاف النبع يامرحبا منوبية كامل الغضباني من من عمق القلب : سنسجّل عودة الشاعر الكبير خالد صبر سالم الى منتدانا ************فمرحبا بالغائبين العائدين الذين نفتقدهم هنا في نبع المحبّة والوفاء وتحية لشاعرنا على تلبية الدّعوة

 
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 10-02-2011, 11:56 PM   رقم المشاركة : 1
كاتب وباحث





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :هشام البرجاوي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 إِلِينا Eleena
0 Je l'aime à mourir Je
0 ذكرى القادسية

افتراضي جنازة الشمولية السياسية


تعددت القراءات المخصصة للانتفاضة المدنية الليبية، فتعين الابتعاد عن التأمل الوصفي للحصول عن كثب على دلالات الأحداث.

لنكن متفقين مع ما يقوله التاريخ منذ المبتدأ، لا توجد ثورة حققت الأهداف التي تصبو إليها باستخدام قدراتها الذاتية المعزولة.

الثورة حركة إنسانية تفاعلية.

و لنكن متفقين مع حقيقة ملموسة تهيمن على الواقع الليبي، النظام الذي أسسه القذافي كان تسلطيا و قمعيا و دمويا و قد انتفض ضده الشعب المقموع في مناسبات سابقة تعرضت للإخماد العنيف.

توجد ايضاحات مدققة تنطوي على تفسير مُهم لما جرى في ليبيا، و تتصل بثلاثة جوانب متكاملة : الجانب السياسي و الجانب التاريخي و الجانب القانوني.


سياسيا :


أ ) حينما نمرض، فإننا نسارع إلى شراء الدواء :

عندما نمرض، فإننا نذهب إلى الصيدلي الذي يحقق وظيفتين قد يتبدى لنا أنهما متعارضتان : فهو يقوم بعمل إنساني - يحيل إلى مفهوم المصلحة العامة داخل القانون الإداري - إذ يساهم في مكافحة الأمراض، كما أنه يقوم بعمل تجاري إذ يسعى لتحقيق الأرباح من خلال بيع الأدوية.

المشككون في الانتفاضة الليبية يعتبرون أن الغرب لا يقدم خدماته مجانا، هم يقرون بأن ما قامت به منظمة الناتو ضد نظام معمر القذافي يخدم الليبيين و هذا أحد الأدلة الدالة على التصدع الذي يكتنف موقف أنصار المؤامرة بأحجامها المتداولة بينهم : الصغرى و الكبرى و المتوسطة. ما يحيل إليه أتباع نظرية المؤامرة حينما يقولون إن الغرب يتحرك وفق مصالحه ليس جديدا أو كاشفا عن فهم معمق لمجريات الواقع الليبي، ذلك أنهم بأنفسهم يعارضون الثوار الليبيين لأن الثورة الليبية تتعارض مع ما يعتبرونها مصالحهم.

بكل اختصار و وضوح، الميثاق التأسيسي، عبر مختلف روافده، لمنظمة الناتو يقول إن هذه المنظمة تتألف من دول تسعى عبر العمل التشاركي و التعاوني إلى حماية مصالحها المشتركة، لنستعمل عبارات أخرى أكثر تماهيا مع أتباع نظرية المؤامرة، الميثاق التأسيسي لحلف الناتو لا يقول إن حلف الناتو جمعية للأعمال الخيرية أو الأنشطة الانسانية غير الربحية.

بيد أن السؤال الذي يجب التعامل معه بدقة و بموضوعية : لماذا يجوز للقذافي أن يبعث رسائل استعطافية إلى أوباما في واشنطن، بينما نفس التصرف محرم و ممنوع على المتظاهرين المضطهدين؟ الواجهة الخلفية للميدالية تنطوي على سؤال آخر من النوع الحارق و المثقل بالمعاني : وسائل إعلام القذافي لا تتوقف عن ترديد تعرض ليبيا لهجوم صليبي كافر في الوقت الذي يتحدث فيه هو نفسه ( أي القذافي ) عن متانة العلاقات التي تربطه بكل من اسرائيل و الولايات المتحدة ضد التطرف الديني ممثلا ب “ تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي”.


ب) ليبيا ...ليست ليبيا :

الرسالة الاستعطافية التي وجهها معمر القذافي إلى باراك أوباما تفجر تناقضا صارخا, عندما يوجه القذافي خطابه إلى شعبه، فإنه يعتبر ليبيا بلدا عظيما و مجيدا و عندما يخاطب دولة غربية فإن ليبيا تتحول إلى بلد صغير و متنامٍ.


تاريخيا :


أ) الدكتور و الوزير هنري كيسنجر :

نحن نعلم أن الغرب يستخدم نظرية هنري كيسنجر، المسماة في الكتابات الأكاديمية المتعلقة بالعلاقات الدولية “ نظرية اللا إلتزام البراجماتي “، لاستثمار علاقاته مع البلدان النامية.

النظرية المذكورة تقدم تعريفا تطبيقيا لمفهوم “ الحليف السياسي “ داخل الرؤية الغربية أو الأورو-أمريكية تحديدا.

استنادا إلى نظرية اللا إلتزام البراجماتي، يجوز للحليف السياسي أن يقمع شعبه مقابل تبني سياسة خارجية متناغمة مع الغرب.

باستثناء الاتجاه الديغولي في فرنسا خلال سبعينات و ستينات القرن الماضي و الذي سعى للتخلص من تبعات مشروع مارشال الأمريكي الذي ساعد أوروبا الغربية على تفادي الاستقطاب السوفياتي بعد تأثرها الغائر بالارتدادات الاقتصادية للحرب العالمية II، فإن سياسة أوروبا الغربية حاليا تتماهى مع تعريف هنري كيسنجر للحليف السياسي.

ب) جذور الفهم الأمريكي لقضايا شمال إفريقيا و الشرق الأوسط :

ارتكزت نظرية اللا إلتزام البراجماتي على الطرح الذي بمقتضاه أن الفعل الثوري داخل البلدان النامية ينبع حصرا من الجيش. بتعبير آخر، شعوب الجنوب ( و من ضمنها شعوب شمال إفريقيا و الشرق الأوسط ) لا تستطيع تحقيق مطلب الديمقراطية الذي حرصت على المناداة به و التضحية من أجله منذ أن تحولت الثورة إلى نظام قمعي يقوده شخص واحد يستزلم الشعب. هذا المرتكز يفسر أيضا انهيار فكرة القومية العربية بالتزامن مع انهيار الكتلة الاشتراكية، حيث أن ربط الاشتراكية ذات الغاية و المضمون الأمميين بعرق ما أو بوطن ما، مثلما فعل المسيحيون العرب مخترعو القومية العربية، تجربة تبناها ستالين و فشلت كي يتبناها فيما بعد جمال عبد الناصر و صدام حسين و غيرهما من زعماء ما كان يسمى القومية العربية.

يُلاحظ أن التفسير الكيسنجري للمصدر الفوقي للثورة يتشابه مع اعتقاد مناهضي ثورات الربيع العربي ذلك أن الثورة بالنسبة لهم فِعْلُ مجموعة أيديولوجية يتصدرها “رجل بطل “ ، “ زعيم خارق” هو الوحيد القادر على صون الثورة و قيادتها. ( أحد أعضاء مجلس الشعب السوري، قال لبشار الأسد أثناء خطاب لهذا الأخير أمام المجلس المذكور : أنت لا تستحق قيادة سوريا فقط، أنت تستحق أن تقود العالم أجمع).

الملاحظة السابقة ليست مستجدة أو طارئة إذ أن هنري كيسنجر استمد نظريته، التي مارسها إبان توليه منصب سكرتير الشؤون الخارجية الأمريكية، من كتابات القوميين الممجدة للقائد الأوحد أو ما أسماه الأدب القومي : المستبد المستنير، فضلا عن كتابات الإسلاميين التي أنتجت ما يسمى : المستبد العادل، و الواقع أن الاستبداد و العدل ( أو الاستنارة/ التنور و العدل) متضادان تماما و يستحيل المزج بينهما.


قانونيا :


ا
لقناعة الثورية لدى القذافي المغمسة بالمبادىء الإشتراكية تتعارض مع ظاهرة : خصخصة أو خوصصة العدالة (1) التي يفرضها انكماش قدرة الدول حُيال قدرة الشركات متعددة الجنسيات (2) و تطور دورها عبر الأسواق العالمية و حركة الاستثمارات و الكتل المالية.

و يتجلى تعاظم هذا الدور عبر أدوات اشتغال هذه الشركات و من بين هذه الأدوات العقود التي تبرمها مع الدول.

حينما ينشأ نزاع بين شركة متعددة الجنسيات و دولة يجمع بينهما تعاقد (3)، فإن القضاء التابع للدولة التي أبرمت العقد لا يمتلك اختصاص فض هذا النزاع استنادا إلى مبدأ السيادة الذي يميز الدولة كمجتمع سياسي يتمتع بالشخصية المعنوية طبقا للقانون الدولي. بل إن طرفي النزاع يلجآن إلى وسائل فض نزاع مستقاة من القانون الخاص أو يلجآن إلى التحكيم الدولي كما لو أن الشركة متعددة الجنسيات و الدولة تتمتعان بالشخصية المعنوية بينما الدولة هي الحائزة على الشخصية المعنوية ( أو الاعتبارية ) طبقا للقانون الدولي كما انصرمت الإشارة إلى ذلك.

معمر القذافي لم يرفض نظام المنازعات المتحكم في العقود المنشأة بين الشركات العالمية و الدول ( المثال الأبرز هو عقود النفط ) رغم أنه يدعو إلى الثورة و إلى تمكين الشعوب من تسيير مقدراتها.

ما سبق ايراده يتعلق بالتبرير الخارجي لمشروعية الانتفاضة الليبية، أما التبرير الداخلي لنفس المشروعية فينطلق من أحداث معروفة لكل متابعي الشأن الليبي و المتجسمة في حملات الاعتقالات و الإعدامات التعسفية ضد المثقفين و طُلاب الجامعات طيلة 42 عاما.


=======================================
المقال الأصلي نشرتُه باللغة الفرنسية تحت عنوان : Crépuscule d'un despote ( غروب دكتاتور )
=======================================

(1) : يقصد بكلمة “ عدالة “ - في هذا السياق - كيفيات و أساليب فض النزاعات التي تنشأ في تعاملات الأفراد فيما بينهم أو المؤسسات فيما بينها أو الأفراد و المؤسسات فيما بينهم
(2) : تسمية “ شركة متعددة الجنسيات “ غير مريحة من وجهة النظر القانونية، إذ أن شركة تمتلك فروع في بلدان متعددة تتمتع بجنسية الدولة التي تحتضن مقرها الرئيسي.
(3) : State contracts أو بالفرنسية : Les contrats d'Etat












التوقيع

لا تأكلي الشمس...فما في حوزتي سوى كلمات و وردة ...هي لك

آخر تعديل هشام البرجاوي يوم 10-03-2011 في 12:10 AM.
  رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
جنازة حب لايموت العربي حاج صحراوي القصة القصيرة , الرواية,المسرحية .الحكاية 2 06-02-2011 07:22 PM
جنازة تليق بنا غريب عسقلاني القصة القصيرة جدا (ق.ق.ج) 2 04-29-2011 12:01 AM
تشيع جنازة الدكتور صالح السعيدي في بلغراد صباح الزبيدي المقال 5 12-14-2010 11:32 PM
جنازة سندس سمير القصة القصيرة جدا (ق.ق.ج) 16 09-29-2010 08:12 PM


الساعة الآن 07:47 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
:: توب لاين لخدمات المواقع ::