إلى ذكريات للشاعر : إسماعيل عامود لا تؤوبي .. هذه الأشواك ، لا تنفكُّ ، تنمو في دروبي ..!! هذه الآفاق .. كم فيها من الخوفِ الغريبِ هي ذاتي .. هي أهوائي التي تعبث في الليل الرهيب .. هي آمالي التي ترحل في صمتٍ كئيبِ .. حسبها الدمعة ، في عينيَّ ، في دنيا خطوبي ..!! هي منّي .. هي ميدان لأشواقي ، و حزني ، و هروبي .. لا تؤوبي ..!! ** ** ** ذكرياتي .. كلما عادت لأبوابي ، كأنسام الدروبِ .. غصتِ الآهاتُ في صدري ، و فاضت بالنحيبِ ..!! لستُ منها .. لستُ إلا ذلك النور الذي مرَّ بأجفان الغروبِ.. لستُ إلا البسمة الحيرى ، التي تفترُّ عن ثغر الحبيبِ لستُ منها .. غير أنَّ اللهفة الظمأى تنادي ، للمغيبِ ..!! فهناك الوجد تيَّاهٌ على دربِ الطيوبِ ** ** ** ** ** و افترقنا ... زادنا ، شيء من التذكارِ ، في القلب الطروبِ .. لست مني ذكرياتي .. لست إلا ذلك الوهم الذي يغمرُ وجهي بالشحوبِ ..!! هذه الأشواك ، لا تنفكُّ تنمو في دروبي .. هذه الآفاق ، كم فيها ، من الرعبِ الغريبِ .. لا تؤوبي ..!! مجلة الغدير – العدد 7 – 5/6/1956م و نشرت في ديوان الشاعر الأول : من أغاني الرحيل عام 1959م