ويسألونكَ عن الشعر !!! شعر /جبر البعداني من أوّلِ الحرفِ حتّى آخرِ الجُملِ تقمّصَ الشّعرَ قلبٌ قُدَّ من مُثُلِ ! قلبٌ بحجمِ سماءِ الكونِ أنزفُهُ شعراً بساحِ قصيدٍ غير مُبتذلِ وقيْل ما الشّعرُ ؟! قُلتُ : الـْ -عندها انصهرت خيرُ الوصوفِ بثغري خشيةَ الزّللِ ! فالشّعرُ كالرّوحِ سرٌّ ليس يُدرِكُهُ إلّا المحيطُ بعلمِ الغيبِ والأجلِ ! فالشّعرُ وحيّ ولا أدري فهل صدقتْ مني القريحةُ أمْ أقوالُ مرتجِلِ؟! والشّعر لا فرق هل يوحى إلى امرأةٍ قد خصّها الله أو يوحى إلى رجُلِ فأصدقُ الشّعر ما يأتي على عجَلٍ واكذبُ الـشّعر ما يأتي على مهَلِ ! فالشّعرُ صعبٌ على التّأويلِ أُحجيةٌ رغم الّذي قيل حتّى الآن لم تُقَلِ ! والشّعرُ دربٌ على جهدٍ نحاولُهُ وكلُّ من سار حتّى الآن لم يصلِ ! والشّعرُ بذلٌ وأخفاقٌ محاولةٌ تتلو محاولةً في دورةِ الفشلِ فما نظنُّ اكتمالاً حين نكتُبُهُ إلّا ويرجعُ فينا غير مكتملِ ! مازال أشعر أهلِّ الأرضِ قاطبةً في عالمِ الغيبِ يخشى موطنَ الخللِ! من قال يُدركُ سرَّ الشّعرِ عن ثقةٍ فذاك ضربٌ من التّزييف والدّجلِ فالشّعرُ كالشعرِ لا شيءٌ يشابهُهُ تقدّس الشّعرُ لا يأتي على مثَلِ! * قلْ يسألونكَ عن شيءٍ نقطّرهُ أشهى من الشّهدِ لكن ليس من عسلِ* قلْ جُلّ علميَ أنَّ الشّعرَ معجزةٌ للمبدعين وما كانوا من الرُّسلِ ! فلْتعذرِ الآن إن ما جئتُ مختبئاً خلفَ الغوايةِ يا درويش ُ من عملي ! على البسيطِ ركبتُ الموجَ يحملني شوقُ اللقاء لمن جاءوا على الرّمل ! أعوذُ بالشّعرِ من تشبيهِ منشغلٍ عن البساطةِ أو تصوير مُنفعلِ ! وأشعلُ الشّمسَ قنديلاً لمن منحوا روحَ القصيدةَ أن تبقى مدى الأزلِ فالشّعرُ خمرٌ من الألفاظِ يُثملنا في ذاتِ بوحٍ ولا ندري عن الـثّملِ! والشّعرُ نصرٌ لدى الأحرارِ فاتحةٌ للمنجزاتِ وآياتٌ من الأملِ والشّعرُ لحنٌ لدى العشّاقِ ،أغنيةٌ وألفٌ وعدٍ، وأسرابٌ من القُبَلِ ! هو ابتهالاتُ زيتونٍ يُرتلُها شدْوُ اليمامِ بأنغامٍ من الزَجلِ ! والشّعرُ أكبرُ من شطحاتِ مُبتدعٍ والشّعرُ أوسعُ من تعريفِ مُعتدلِ ! والشّعرُ أشملُ من وصفي فمعذرةً يا سيدي الشّعر هل ترضى فتغفرَ لي ؟!* *