بسمه عزبي فريحات - تعاني كثير من الأمهات من فوضى وإهمال أبنائهن وعدم ترتيبهم للأشياء الخاصة بهم في غرفهم وخزائنهم.
يرى علماء النفس أنَّ الأولاد الذين يعانون من مشاكل سلوكية يأتون من بيوت تسود فيها الفوضى والإهمال ؛ حيث لا توجد قوانين وأنظمة ثابتة في حياة الأسرة لتنظيم مجرى الأمور بشكل يمنح الأولاد الثقة والتعاون، ويعودهم العطاء والتناسق ومحبّة الترتيب والنظام، وأن يكون لكل شيء أجندة خاصة به .
إن طفلك بحاجة لمن يضع له حدوداً في كل مجالات حياته اليومية، إنه يحتاج إلى أن يعرف متى يأكل، ومتى يستحم، ومتى يذهب إلى سريره، وكذلك ترتيب أغراضه.هذه الحدود التي يضعها الوالدان توفر شيئاً من الانضباط داخل الأسرة، وهذا الانضباط يعطي ولدك شعوراً بأنَّ هناك من يحميه ويهتم به ويرعاه.
وإذا أَمْعَنا النظر في حال الأمهات مع أطفالهن في قضية الترتيب والنظام والانضباط نجد أنَّهن على حالين، من الأمهات من لا تبدي لطفلها أي ضيق من عدم ترتيبه لأشيائه في غرفته وخزانته، وتقوم هي بترتيب كلِّ شيء..ويتكرر ذلك مهما تكررت فوضى طفلها وإهماله، ومنهن من تثور ثائرتها؛ فتصرخ في طفلها بكلمات تزيد من سلوكه السيئ وتضعه في دائرة الكسالى .وكلتا الحالتين ابتعدتا عن الصواب..فالأمُّ الأولى تنشئ طفلاً اتكالياً، والثانية تقهر طفلها دون أن تسلك به مسلك التعليم.
وما ينبغي أن يفعله طفلك هو إعادة ترتيب غرفته وخزانته، ومن أجل تعويده احترام تلك الأمور، ينصح خبراء التربية بمحاولة تبسيط عملية الترتيب والنظام لطفلك بتقسيمها إلى مراحل، كأن تقول له: ضع المكعبات في السلة الخاصة بها، ثم اجمع الكتب وضعها على الرف..ولا بأس بمشاركتك إياه في المرّات الأولى على الأقل• عوِّده مرّة تلو الأُخرى..وساعده في تعليق ثيابه التي ألقاها في زوايا الغرفة..وقل له :»سأعلق لك ثيابك هذه المرّة وساعدني في ذلك».وفي المرّات اللاحقة تستطيع أن تشجِّع طفلك على الترتيب مستفيداً من التجربة السابقة: «هيا يا بطل..أنت تستطيع أن ترتِّب غرفتك كما فعلت المرّة الماضية بنجاح»، شجِّع طفلك على احترام النظام والترتيب وقل له: «إذا استيقظت وجهَّزت نفسك باكراً للمدرسة، ورتبت غرفتك..تستطيع اللعب قليلاً قبل الذهاب إلى المدرسة أو بعد العودة».
كذلك يجب على الوالدين أن يتفقا على نفس النظام والقوانين البيتية، فلا يجوز أن تتسامح الأمُّ بموضوع معيَّن ثمَّ يأتي الأب ويناقضها كليَّاً في نفس الموضوع، إنَّ مثل هذا التناقض في الأساليب التربوية في البيت الواحد يؤدي إلى البلبلة والحيرة والضياع عند طفلك. وهذه المشاعر غالباً ما تكون هي المسؤولة عن الفوضى والإهمال والمشاكل السلوكية الشائعة عند أطفالنا.
اعمل بعد ذلك على أن يتحمّل طفلك بمفرده مسؤولية إنجاز عمل ما، كترتيب أغراضه، بعد أن تحدد له أهداف هذا العمل، وما ينتظر منه أن يعمله..فيمكن أن تعلِّم طفلك البالغ (3سنوات) أن يرفع لُعَبه قبل الطعام ويعيدها إلى مكانها، وأن يرتب أدواته الخاصة به من قصص وملابس بسيطة ونحوها.
شجّع فكرة التعاون والمشاركة في إنجاز عمل ما، مع مجموعة يكون طفلك واحداً منها، بحيث يعرف أهمية التعاون وقيمته في إنجاز الأعمال وترتيب الأشياء .
أظهر مشاعر الفرح والسرور بعد إنجازه العمل، وذلك بحزم ولطف معاً، ودرّبه على حسن استخدام المرافق والأدوات ورعاية الأثاث والاهتمام بنظافته، والمساهمة في تزيين المائدة والتزام النظام في جميع شؤونه.
ماجستير في التربية.