الوهم والسراب ،،،،

أأنتَ يا من تنادى: هلْ تحادثني=أمْ أنَّك الواهمُ الغافي تساورني
جفا الصفاء ليالينا وكدَّرها=غدر الوعود التيْ هبَّتْ تحاورني
أيْقظْتنى من سرابٍ عشتهُ زمنا=وكلما زرْتني حلما تناورني
والليل قد صبغ الآفاق ، عذَّبها=فراح يغتالها موجٌ يحاصرني
أقولها لك يا بحرا يراودني=قد شاب فيك الهوى شيبا يحررني
ولم يعدْ لي حنينٌ فيك يجذبني=فقد بقيت أنا وحدى يوترني
فكْري وبعضٌ أتى طيفا ؛ ليسألني=أين القلوب التى كانت تشاورني
لا أعرف الآن شيئا غير خارطتي=والقرب من جزر النسيان يغمرني
قد جفَّ نهر الهوى ما عاد يحرسنى=ذاك السراب الذي أضحى يغادرنى
ما عدتُ أطلب إلا موت ذاكرتي=ما عدت أطلب إلا ما يبصّرني