هو العراق
**********************
شعر : عادل الشرقي
أقولُ والنارُ تسري في شعابِ دمي=وا حسرتاهُ على بغداد وا ألمي
وا لوعتي من سكاكينٍ تُمزّقُها=كي لا يُرى من عُراها أيُّ مُرتسمِ
ووا دماءَ العراقيين كم هُرقت=على أديمِ الأسى والنـــارِ والعدمِ؟
ووا بكائي ووا حُزني على بلدٍ=كان اسمُهُ عندما أتلـــوهُ ملءَ فمي
فهو العراقُ الذي كانت مضائفُه=تفيضُ أركانُها بالخيرِ والنـــــّعَمِ
وهو العراقُ الذي قد كان مِربدُه=يــــــفوحُ بالشعرِ والإبداعِ والنغمِ
وهو العراقُ الذي ناحت لنكبتِهِ=عيـــــنُ الرجالِ وما نامت ولم تنمِ
ياسائلينَ دعوني أشتكي عطشي=فإن قلبي لأهلي في العراق ظَمـــــي
وإن قلبي حريقٌ ليس يطفئه =إلاّ قيامُك يابــــــــغداد فلتقُمــي
وفجري الأرضَ بركانا تموج به =أجسادُهم مثلَ موجِ النــارِ في الحممِ
ضاقَ الخناقُ عليهم فامنعي دمَهم =من أن يفرَّ كجنحِ اللّــــلِ في الظُلَمِ
هاقد تدحرجَ في الأنقاضِ مُنكسِرا =بوشُ المخاتـــــلُ حتى ديسَ بالقدمِ
مودّعــــاً بحذاءٍ صاغَ منتظرٌ =طريـــــــقَهُ نحو وجهٍ قُدّ من سُدُم
فكلّما مرّ قومٌ قال قائلُهم:= هذا الذي حيـــــنَ ولّى بالحذاءِ رُمي
هذا الذي تأنفُ الدنيا لطلعتِهِ =لأنه بائـــــعُ للدينِ والذّمـــــمِ
هذا الذي كان في إيذائِهِ مرَحا =يمشي لشدّةِ مايخلو من القيــــــمِ
ألقى على أرضنا الشماء من دمهِ =جمراً وأمطرها سيلاً من الحمـــــــمِ
يمور بالحقد لايُرضي فرائصَه =إلاّ عويـــــــلٌ وأشلاءٌ كمنتقــــمِ
إلاّ بمشهد طفل صار يأكلُــهُ =الفسفورُ فاحلولكت عيناهُ ثم عَمــــي
مبددٌ صوتُ أهلي ليس يجمعهم =قلبٌ ولا ولولت موصولةُ الرحــــــمِ
إن نامَ شارونُ عن إيذائنا سِنـــةً =صوت الخيانة في الإيذاء لم ينـــــمِ
لأنه راضعٌ من صدرهم لبنـاً =وشاربٌ خمرةَ الــــغازي فمًا لفمِ
صاروا بإيذائهم ناراً على علمِ =وقد أذابــــوا نثارَ السمِّ في الدسمِ
هم يدفعونَ عدانا كي تطيل بنا = قتلاً وكيما يشيــــعوا أبلغَ الألــمِ
ولو تحريتَ عنهم قال قائلُهم : =بأنه قطُ لم يقعد ولم يقُــــــــمِ
مخاتلونَ تراهُم في حبائِلِهم =من شدةِ المكرِ بين الخَصمِ والحكَــــمِ
يُخفونَ في حجرِهم سراً خناجرَهم =ويدلفونَ بــــــلا ظلٍّ ولا قدمِ
باعوا مآذنَ بيتِ الله في ضِعةٍ =واستبدلوا رايةَ الإسلامِ بالصنـــــمِ
بكاءُ أهلي غناءٌ في حناجرِهم = وأدمعي نخبُهـــــم في كلِّ مُضطَرَمِ
وآه بغداد يا أرضي ويا قِيَمي =يـاصبرَ كلِّ العراقيـــــين في شممِ
ماجئتُ أبكيكِ لاوالله معذرةً =لم يعنِ دمعي بأني غير مُبتســـــــمِ
إني لأعلمُ أنَّ الأسدَ قد كسرت =ظهرَ العدو وأنَّ الغيَّ لم يـَـــــــدُمِ
فالقادسيات مازالت ملاحمهــا =تقض مضجعهم في كل محتـــــــدم
وجيشنا الفذ مازالت فصائلــه=تشيع بين الأعادي أبلغ الألــــــــم
ظنوا بأنهمو قد مزقوا إربـــا=جيش العراق ، وأذكوا النار في القيــــم
ومادروا أن جيشا جل خالـالقه= لو زلزل الكون لم يغفل ولم ينــــــــــــــــم
فأطفئَت كلَّ أحلامِ الغزاةِ وقد =فرَّ العدوّ بظهرٍ جدّ مُنقصــــــــمِ
تضيء فرسانه الساحـــات تبصرهم=كبرا يصولون فيــــها صول مقتحـم
لكن قلبي تشظّى عندما شهقت =أمٌّ لموتِ وليــــــــدٍ غير مُنفطمِ
وحين أبصرتُ في التلفازِ كوكبةً =من االبرايا بلا سقفٍ ولا خيـــــمِ
فعندها قد أصيبَ القلبُ بالصممِ=أحسستُ أن جناحَ الخافقيـــــنِ دُمي
أحسستُ أني سأمشي أدمعاً ودماً =زحفاً على الرأس لامشيـــــاً على القدمِ
لكي أصلي لجذع يحتميــــــنَ بهِ =وأفتديـــــــــه بأولادي ونضح دمي
وكي أقيمَ من الأضلاعِ في جسدي =سدّاً يقيهُنَّ هَولاً جِدُّ مُحتــَــــــدمِ
مع تحيات
عادل الشرقي
آخر تعديل عادل الفتلاوي يوم 01-19-2010 في 02:49 PM.