آخر 10 مشاركات
الزحاف الجاري مجرى العلة في القصيدة (الكاتـب : - )           »          اللَّهمَّ صلِّ على سَيِّدِنا محمد (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          سجل دخولك بنطق الشهادتين (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          دمـوعٌ خـرســــــــــاء .. !!!!! (الكاتـب : - )           »          محبك في ضيق..وعفوك اوسع ... (الكاتـب : - )           »          الزحاف المركب ( المزدوج) في العروض (الكاتـب : - )           »          الزحاف المفرد في العروض (الكاتـب : - )           »          أسماء القافية باعتبار حركات ما بين ساكنيها (الكاتـب : - )           »          في السماء بلا حدود (الكاتـب : - )           »          خطاب فلسطيني (الكاتـب : - )



العودة   منتديات نبع العواطف الأدبية > نبع الأدب العربي والفكر النقدي > السرد > القصة القصيرة , الرواية,المسرحية .الحكاية

الملاحظات

الإهداءات
عواطف عبداللطيف من أهلا وسهلا : بالشاعر خالد صبر سالم على ضفاف النبع يامرحبا منوبية كامل الغضباني من من عمق القلب : سنسجّل عودة الشاعر الكبير خالد صبر سالم الى منتدانا ************فمرحبا بالغائبين العائدين الذين نفتقدهم هنا في نبع المحبّة والوفاء وتحية لشاعرنا على تلبية الدّعوة

 
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 01-18-2010, 07:28 PM   رقم المشاركة : 1
الى رحمة الله





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :أحمد العبيدي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 دائرة الوصول
0 تأثير الفراشة
0 نصوص مترجمة

افتراضي حساء وعالم آخر

حساء و عالم آخر




نزعت جلدها ، وتسللت زاحفة على رؤوس أصابعها ، بدت في غاية الروعة ، وكأني أعرفها الآن . أخفت شيئا كانت تحمله بعناية ، وتظاهرت بوصولها المبكر الى السرير ، حاولت أن تتأكد من أني ما زلت نائماً ، قبلتني بحنان ، وألقت جسدها الطري قربي ، فتحت عيني فأخذني جمالها الخلاب ، وسكت لبرهة قبل أن أنطق بأول كلمة لي هذا الصباح :
-- تبدين مختلفة هذه المرة عزيزتي .
-- أنت تقول ذلك في كل مرة عزيزي .
في البداية حاولت أن أجعل الأمر طبيعياً ، ألا ان نشاطها هذا الصباح وحيويتها الفائقة جعلني اشك في الأمر ، كانت تتحرك أمامي بخفة وكل حركة منها كانت تعيدني إلى سنوات مضت .
-- عزيزتي رأيتك تخفين شيئا البارحة .
-- أتقصد عشبة الخلود ؟ أنا لم أخفها ، كنت فقط أحاول التخلص منها .
لا أدري كيف تقبلت الأمر في البداية ، فقد كان تركيزي منصباً حول العيش معها الى ما لا نهاية ، وكنت أتساءل في نفسـي هل أبقى دائمـاً هكذا أسير الخوف و الحذر ؟
دقائق مرت وأنا أستذكر حياتي معها ، لقد كانت تفعل كل شيء بلا أدنى حركة ، وتقول كل شيء بلا كلام ، ولكنها دائما هي من تتخذ القرارات الصعبة .
المهم أنني الآن في حيرة من أمري فهي بالتأكيد تنتظر ردة فعلي بالرغم من أنشغالها بأعداد الفطور ، وحتى لا أفقد السيطرة تماماً بادرتها قائلاً : --
-- حبيبتي لقد كبرنا على هذا الكلام ، ما حاجتك لعشبة الخلود وأنت تستبدلين جلدك خمس مرات في العام الواحد .
-- وهل قلت لك أني بحثت عنها ، أنا وجدتها فقط على حافة البحيرة .
-- وهل هناك من يستطيع الحصول عليها من البشر ؟ وهل من المعقول ان ( أوبانشتم ) باع السر ؟ ومن ذا الذي لا ينام سبعة أيام بلياليها ؟ .
-- كلا ياعزيزي ليس أوبا نشتم ، زوجته هي من أوصلت كلكامش هناك حيث الأعماق المحفوفة بالمخاطر.
-- أوه .. أتعنين انك أخذت العشبة من كلكامش .
-- أجل
-- ذلك الغبي ثلثيه أله ولا زال يبحث عن الخلود ، وأنت يا ليليت لقد طفح الكيل ، ولم أعد أحتمل مثل تلك الأفعال ، في البدء أخرجتِ الرجل الحكيم من بستانه ، ثم حشوتِ عقل أنكيدوا بأوهام فارغة ، والأن تثأرين لعشتار ، ما شأنك أنت وكلكامش ، أنسيتِ لما نحن هنا ، هل غيرتك أجواء الأرض وأعتقدت بأنك الفاتنة فقط على هذا الكوكب ؟
-- كلا لوسيفير يبدوا أنك أنت من تعتقد بأنك سيد العالم ، وغرك سماع الناس لكلامك الجميل ، هكذا أنتم معاشر الملائكة الهابطون ترددون نفس الكلام ، ولا تتحملون نتائج تصرفاتكم ، عندك العشبة خذها لمليكك الحكيم ، وتناولاها معاً فما عدت أحتمل هذه السخافات .
-- ليليت ، من واجبي أن لا اتدخل في شؤون الإلهة ، ولكنك جريئة أكثر مما ينبغي ، فتعالي معي الى ملك أوروك ولنحسم هذا الأمر الى الأبد .
وعلى بوابات المدينة أستقبل حراسها الكروبيين لوسيفير وزوجته بحفاوة بالغة وأجلساه في منصة كبار الضيوف في قاعة العرش
-- ليليت ، يبدو أن الأمور تغيرت ، شوارع أوروك تبدو هادئة ،والكل منشغل للسفر ، ربما . هكذا توحي وجوه المارة .
-- العمل في الأسوار لم يتوقف منذ ألفي عام ، وأشجار الأرز زحفت الى وسط المدينة ، ولأول مرة لم اعد أميز بين شجرة الحياة وشجرة معرفة الخير والشر ، يا ترى ما الذي حصل عزيزي ؟
في هذه اللحظات يبدوا أن الجموع أكتملت داخل القاعة ، وسرعان ما ظهر كلكامش وخلفه المئات من الحاشية الملكية وهم يحملون صناديق مقفلة ، أخذ مكانه وسط القاعة وبدأ يتلو قصيدة طويلة كتبت على صحائف جلدية .
وأغمض الحضور عيونهم ، حين أخذها الكاهن الكبير ، ليختمها بخاتمه الفضي وليخفيها تحت ملابسه ذات الأكمام الطويلة ، ثم أنحنى الجميع للكاهن ، وبسرعة عجيبة بدأت الجموع تتفرق ، تداركت نفسي وأسرعت بين أمواج الحشود المتشابكة بأتجاه كلكامش .
-- ليليت أين الجميع ؟ أين ذهب الرجل الحكيم ؟
-- لوسيفير ... لوسيفير .. لنخرج بسرعة الى شوارع أوروك .
لا أدري كيف اختفى الكل ، الطرق فارغة ، والأبواب مقفلة ، هل نحن عالقون داخل المدينة ، أين الجميع ؟ أين صديقي القديم الحارس خمبابا ؟ هكذا كنت أحدث نفسي ، قبل أن تطرق سمعي تلك الكلمات ،
-- أتقصد خمبابا المهرج !!
لقد كان الصوت متهكماً ، ويبدوا أني تعرفت على صاحبه بسرعة ، ولكن فرحتي بوجود شخص ثالث في المدينة ، وذكرياتي عن وحش الغابة العملاق ، جعلتني ألتقط الأنفاس قبل أن أجيب :
-- أخيراً وجدت من أتكلم أليه ، أين ذهب الجميع يا سيدي الكاهن ؟ لقد جئت لكلكامش بعشبة الخلود ، ولكنه لم يكترث بي ولم يكلمني حتى .
-- حسناً أنت الأن تلعب دور الرجل الطيب ، هه ، وفر عليك التعب ، وحاول أن تصنع من العشبة حساء لذيذاً ، لك ولزوجتك الفاتنة .
-- هل ترى الوقت مناسباً للمزاح سيدي ؟
-- ألا تفهم ، لقد رحل الجميع الى العالم الأخر ، وأنا وحدي من سينتظر . اذهب الأن وأعتني بنفسك جيداً .
في طريق العودة تحدثت وليليت في الأمر، وكلانا لم يعرف بالضبط ما الذي حدث ، وفي مساء نفس اليوم وبعد تناول الحساء ، زحفت التجاعيد على وجه ليليت . وحين صحوت في الصباح الباكر ، وجدت قربي على السرير ثياب بأكمام طويلة وقصائد مكتوبة على جلد نزع للتو !!



أحمد العبيدي






  رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:47 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
:: توب لاين لخدمات المواقع ::