هل أرتويت من فيض حناني ليلة البارحة؟ آه من ليلة البارحة.. دعيني أعيش في ظلالها لحظات الرياح تثير فتيل أشجاني.. وغيوم داكنة تحجب الشهب كنت مشعلا ناري بحوش خيمتي سكون وصمت يصمّ آذان الليل صوت الحنين المتقطع في الأفق.. لأبحر في عالم افتنانك نسمة زهرة برية تعانق أنفاسي وقطرات مطر تتساقط على جمر ناري فتتصاعد منها رائحة عبقة تملأ المكان تزداد القطرات .. أغصان مشتعلة فيها نار. تخمد . تخرج أبخرة هي في أنفاسي مسك..عنبر أتمعن وهج النار الثائر تحت رماد.. من خلف الأسوار من نافذة الذكرى تحت سراديب ذابت فيها الأسرار تخنقني بزمام العشق المتوقد في الوجدان سالت دمعاتي من شوق يتحرك في الشريان تبللت مني الثياب وناح المطر وتكسرت النيران في عرض السماء فجأة نهضت قمت عن ناري .. أنظر الى المدى البرق يلمع. والريح تصرخ.. البرد ينهش أظلعي ويصهر فينا لواجع الصمت الصمت المطبق حينما أشتاقك وأشتاقك وتثور الأشواق ولكني لم أجدك أنظر الى الأفق خلف تلك الاشجار العارية ومن بين ثقوب رذاذ المطر المنهمر أسمع صوتا يئن من طول المسافة.. ويبرق نورا من وسط العتمة نور يحوي كل الألوان تمتمات تتبخر مع صدى القطرات مندهش من إحساسي هذا إعصار من روح تعشق عيني تمسح المكان رغم زخات المطر البرق يكشف عن خيال يقترب يصارع ريح أنفاسي حينما تغمر الكون كل عواطفي لم تطفئ وهج نيرانه كتمت أنفاسي حتى لاتنتشله ثورة عواطفي عواطفي المنصهرة على نافذة تاريخك أنتِ تقدمت خطوة نحوها وقفت بشموخ أمامي تحدق في عيني بشعاع الشوق الذي يصهرني ويصهرها ترتعش أطرافها وينابيع ماء تنبع من فضاء شعرها تسيل مبللة كمشاعرها البكر التي طالما كبلتني بها بكفي مسحت قطرات الندى المتلاصقة في جبينها رفعت عن عيونها المتوهجة بالنورخصلات من شعرها لمست أناملها بكفي حاولت رغم البرد أن تنتزعها ولكنّها فشلت شعرت بدفء يجتاح روحها أطبقت بكفيها على يدي تعصر فيها جنون اللحظات شفتيها ترتعش تتراقص تريد أن تحكي شوق الامس أناملي العطشى تسير ببطء في حلم تتورد فيه الشفتين لم أشعر إلّا وأنا البسها عمامتي وعباءتي لتهدأ تلك الروح شعرت بأنّ العالم بين يديها..يكفيها لحظة عشق ضممتها الى حنايا بستان يعشق لغة الهمس نظرت نحوها بحب..هيا ندخل في الخيمة إبتسمت تغلغلت في عاطفتي ترددت. تنفست عميقا ..عميقا..وهي تزفر عانقتني قبلتني بثغرها الدافئ رغم البرد قبلتها على جبينها سألتها..هل أنت خائفة؟ بعثرت تفاصيل وجهي بأناملها بكت إرتاحت لحظات على صدري كانت لحظات هي كل العمر غارت كل الاشياء..وسكبت نهرا يعبث في كل الأشياء يشعل فيها عمق الاوجاع قالت..كيف أخاف وأنا معك ورددت كيف أخاف وأنا معك؟ إبتسمت..رأيت في عينيها سر الخلود تجاوزت الأفق شعرت بالبرد والجوع ناديت عليها عمامتي..عباءتي صدى صوتها يجلجل في الأفق سأحتضنها وأشتم رائحتك كلما أشتقت اليك دفنت ناري ولملمت أغراضي وأطفأت فانوس أحلامي الجوع يفتك بمشاعري.. عواطفي تجمدت نسيت الحكاية وأنا أبحث عن كسرة خبز النوم يعيق رحيلي نحو حلم مخضب بالغياب