إلى الشعبِّ التُونُسيِّ الأصيل في ذكرة هروب الطاغية بن علي..
وإلى روحِ الشاعرِ التونسيِّ الجميل أبي القاسم الشابي، الذي جعل شعار جميع الثورات العربية: "الشعب يريد...."
هذا هو إلقائي لقصيدة:
شعــب الإبـــاء
سلامٌ عليكَ أبا القاسمِ الباعثَ الروحَ بين مَواتِ البشَرْ
ويا كاسرَ القيدِ في كلِّ عصرٍ بصوتٍ أصيلٍ أبيٍّ عَطِرْ
من الغيبِ جاءَ َفَدَوَّى بسمعِ الزمانِ فحرّكَ حتى الحَجرْ
وزلزلَ عرشَ الظلامِ ومَزّقَ نافذةً للضِّيا فانتشَرْ
فإنا جميعا نُغنَي وراءَكَ والشمسُ جَوقَتُـنا والقَمَرْ:
اقتباس:
إذا الشعبُ يوما أرادَ الحياةَ فلا بدَّ أن يستجيبَ القدَرْ
ولا بدَّ لليلِ أن ينجلي ولا بدَّ للقيدِ أن ينكسِرْ
ومَن لا يحبَّ صعودَ الجبالِ يَعِشْ أبدَ الدهرِ بينَ الحُفَرْ
يجيءُ الشتاءُ ـ شتاءُ الضبابِ شتاءُ الثلوجِ شتاءُ المطرْ
فينطفئُ السحرُ سحرُ الغصونِ وسحرُ الزهورِ وسحرُ الثمرْ
وسحرُ السماءِ الشجيِّ الوديعِ وسحرُ المروجِ الشهيِّ العَطِرْ
وتَهوِي الغصونُ وأوراقُها وأزهارُ عهدِ حبيبٍ نَضِرْ
ويَـفنَى الجميعُ كحُلمٍ بديعٍ تألّقَ في مُهجةٍ واندثَرْ
وتبقى الغصونُ التي حُمَّلتْ بِذخيرةِ عمرٍ جميلٍ عَبَرْ
معانقةً وهْيَ تحتَ الضبابِ وتحتَ الثلوجِ وتحتَ المَدَرْ
لِطَيْفِ الحياةِ الذي لا يملُّ وقلبِ الربيعِ الشذّي النَّضِرْ
وحالمةً بأغاني الطيورِ وعطرِ الزهورِ وطعمِ المطرْ
صَدَقتَ فقد أورقَ الغُصنُ زهرا بجناتِ تُونسَ يَسبي النظرْ
وجاءَ الربيعُ طليقَ الحماسِ وولَّى ظلامُ الشتاءِ الأَشِرْ
لقد رامَ شعبُكَ عزَّ الحياةِ فقامَ وثارَ دَمًا وانتصَرْ
تدفّقَ للحُلمِ ريحَ فداءٍ وبُركانَ حُنْقٍ وسيلا هَدَرْ
وأحرقَ قشَّ الطغاةِ الهشيمَ، وأعظمَ ملحمةٍ قد سَطَرْ
وأشعلَ للخائفينَ الضياءَ وخلّدَ للكبرياءِ الخَبَرْ
هنيئا لتُونسَ شعبَ الإباءِ، فما رَصّعَ التاجَ إلا الدُّرَرْ
محمد حمدي غانم، 17/1/2011
والأبيات المقتبسة من قصيدة أبي القاسم الشابي